تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ث ـ اطلاق اسم المفعول على اسم الفاعل، قال تعالى: حجاباً مستوراً أي ساتراً.

ذ ـ اطلاق اسم المفعول على المصدر، كقوله: (بمنصور النبي على الاعادي ... ) أي بمثل نصرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على أعاديه.

ولا يخفى ان في بعض الامثلة مناقشة، كما أن العلاقة لاتنحصر فيما ذكروا، بل كلما استحسنه الطبع جاز استعماله.

وهنالك المجاز العقلي: وهو إسناد الفعل لغير فاعله الحقيقي لغرض بلاغي كقولنا: جمع أبو بكر القرآن. والمجاز العقلي على قسمين:

الأول: المجاز في الإسناد، وهو إسناد الفعل أو ما في معنى الفعل إلى غير من هو له، وهو على أقسام، أشهرها:

1 ـ الإسناد إلى الزمان، كقوله: (من سرّه زمن ساءته أزمان) فإن إسناد المسرّة والاساءة إلى الزمان مجاز، إذ المسيء هو بعض الطواريء العارضة فيه، لا الزمان نفسه.

2 ـ الإسناد إلى المكان، نحو قوله تعالى: وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فإنّ إسناد الجري إلى الأنهار مجاز، باعتبار مائها.

3 ـ الإسناد إلى السبب: (بنى الأمير المدينة) فإنّ الأمير سبب بناء المدينة لا أنّه بناها بنفسه.

4 ـ الإسناد إلى المصدر، كقوله: (سيذكرني قومي إذا جَدَّ جِدّهم) فإنّ الفعل (جَدَّ) أُسند إلى المصدر: (جِدّهم) مجازاً، لأنّ الفاعل الأصلي هو الجادّ.

الثاني: المجاز في النسبة غير الإسنادية، وأشهرها النسبة الإضافيّة نحو:

1 ـ (جَرْيُ الأنهار) فإنّ نسبة الجري إلى النهر مجاز باعتبار الإضافة إلى المكان.

2 ـ (صومُ النهار) فإنّ نسبة الصوم إلى النهار مجاز باعتبار الإضافة إلى الزمان.

3 ـ (غُرابُ البَين) فإنّه مجاز باعتبار الإضافة إلى السبب.

4 ـ (اجتهاد الجِدّ) مجاز باعتبار الإضافة إلى المصدر.

ونلاحظ في جميع أنواع المجاز لا بد من أن تصحبه قرينة تمنع إرادة المعنى الأصلي.

المجاز المركّب المرسل

تقدم أن المجاز إما مرسل وإما استعارة، وكل واحد منهما إما مفرد أو مركّب، وسبق الكلام حول المفرد منهما، والمركب من الاستعارة وبقي المركّب من المرسل.

فالمجاز المرسل المركب: هو الكلام المستعمل في غير المعنى الموضوع له، لعلاقة غير المشابهة، ويقع في المركبات الخبرية والإنشائية، لأغراض أهمها:

1 ـ التحسّر، كقوله: (ذهب الصِّبا وتولّت الأيّامُ .. ) فإنه خبر أريد منه انشاء التحسّر على ما فات من شبابه.

2 ـ اظهار الضعف، قال تعالى: ربّ إنّي وهن العظمُ منّي ... اظهاراً للضعف.

3 ـ اظهار السرور، قال تعالى: يا بُشرى هذا غلام.

4 ـ الدعاء، كقوله: (هداك الله للسبيل السويّ).

5 ـ اظهار عدم الإعتماد، قال تعالى: هل آمنكم عليه إلاّ كما أمنتكم على أخيه

ـ[أبو مالك]ــــــــ[04 - 04 - 2005, 09:36 م]ـ

المجاز:

رابعا: الكناية:

أما إذا أريد لازم المعنى للفظ مع جواز إرادة المعنى الحقيقي فتسمى حينئذ كناية:

مثل نؤوم الضحى فلازم المعنى المقصود أننا نتكلم عن المرأة المخدومة في بيتها وقد يراد المعنى الحقيقي أي أن المرأة تنام وتتأخر في نومها حتى الضحى فهذه الكناية عن الموصوف، ومثال آخر:

فلما شربناها ودبّ دبيبها ******* إلى موطن الأسرار قلت لها قفي.

أراد بموطن الأسرار القلب.

وأما الكناية عن صفة: عريض القفا: عن البله والحمق وهذا لازم المعنى وقد يراد بهذا التعبير المعنى الحقيقي، فلانة بعيدة مَهْوى القُرْطِ، كناية عن طول العنق.

وقد تدل الكناية على النسبة مثل: المجد بين ثوبيه والكرم بين يديه.

إن السماحة والمروة والندى ********** في قبة ضربت على ابن الحشرج

فإن تخصيص هذه الثلاثة بمكان ابن الحشرج يتلازم نسبتها إليه.

وقد تدل الكناية على المعنى تعريضا أي أن يكون فهم المعنى من اللفظ بالسياق والقرينة: أو لامستم النساء: كناية عن الجماع بالدخول

واجعل لي لسان صدق في الآخرين كناية به عن الثناء الحسن

وقالت فاطمة بنت قيس للنبي صلى الله عليه وسلم قد خطبني أبو الجهم في جملة من خطبني فقال: أما أبو الجهم فإنه رجل لا يضع عصاه عن عاتقه

كناية عن أنه يضرب النساء أو أنه يضرب في الأرض ولا يستقر بمكان.

ثم إن الكناية عن الصفة تكون على قسمين:

1 ـ قريبة، وهي التي لا يحتاج الإنتقال فيها إلى اعمال روية وفكر، لعدم الواسطة بينها وبين المطلوب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير