ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 10:08 م]ـ
تتبعت حوار الاخوين الفاضلين ... ابى محمد والكوفي -حفظهما الله- وراقني ما فيه من أدب جم ... لكن الذي اثار انتباهي أكثر هو أهمية القضايا التي تضمنتها اقوالهما .. والتي قد لا يستشعرها من يقر أ كلامهما على انه مجرد ردود وتعقيبات ... عادية .... مستهلكة.
وقداستخرجت من بين ثنايا الكلام سؤالين منهجيين جليلين .... :
هل يمكن للحق ان يتعدد؟
هل تطوى كل القضايا الجوهرية بدعوى اختلاف المسلمين فيها .. وهل يقبل مطلق الخلاف بين المسلمين؟
اما الجواب عن السؤال الاول ... فلا بد للمسلم ان يقول لا ..... فمن قال ان الحق يتعدد فقد ضل ضلالا بعيدا ... وهذا لا مصير له الا السفسطة ..... ودليل ذلك نقلي وعقلي:
النقلي قوله تعالى: {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} (32) سورة يونس
اما العقلي .. فمن جوز تعدد الحق .... جوز تصحيح عقائد غير المسلمين وهذا كفر بلا ادنى ريب ...
ومن جوز تعدد الحق جوز للذي يكذب الرسول صلى الله عليه وسلم ان يكون محقا فى تكذيبه ... ولا شك فى كفر من فعل ذلك ... -وفى مسالة التبديع والتكفير لا مجاملة ولا مداهنة ... فمن ابتدع وصفناه بها على بصيرة ... وحذرنا الناس منه بحكمة ... ولا يقوم الدين الا على هذا الاساس ... -
إذن ليس كل قائل فى القرآن برأيه مصيب .... والقول بأن له الحق فى تفسير القرآن كما يشتهي .... مردود على قائله ... وطالما قيل لنا: هل انتم اوصياء على القرآن .. توجبون على الناس وتمنعون .... ؟
الجواب نعم ... انا وصي على القرآن ... وانت ايضا وصي عليه .... وكل مسلم وصي على كتاب ربه ... والا ما معنى النصيحة لله .... نقول لهذا الزاعم ... ما رأيك لو وجدت من يلقي المصحف فى المزابل .... هل تنكر عليه .. أم لا؟ ان لم تنكر عليه وانت تستطيع فلا ايمان عندك اصلا .. مصداقا لقول نبينا "وذلك اضعف الايمان" .... والآن كيف سترد على ذلك الشخص ان قال لك: هل انت وصي على القرآن ... انا حر فى القائه حيث شئت ...
فما كان جوابك عليه ... فهو جوابنا لك ...
اما المسالة الثانية ... فقد كانت سببا فى تمييع كثير من القضايا ... وعلى المرء ان يفهم جيدا فقه الخلاف ... فليس كل خلاف مقبول ... وقولك برأي مخالف لي فى تفسير القرآن ... لا يسوغه مجرد الاختلاف بل لا بد من دليل للطرفين ... وكلمات"اعتقد" و"أرى" و"أظن"ليس دليلا قطعا ...
لأن كل "أرى" معارضة ب"أرى" أخرى ... فإما ان يتعدد الحق وهذا باطل فى دين المسلمين ... وأما يستدل كل فريق بدليل صحيح غير" ارى" و"اعتقد" و"أظن." ... وإلا فهي الفوضى والسفسطة ....
هذا القائل برأيه المجرد فى القرآن .... ما يقول في تفسير القرامطة مثلا ... وتفسير غلاة الشيعة والصوفية .... هل يسوغ كل ذلك بدعوى لكل مسلم الحق ان يقول فى القرآن ما يشاء ... أم ينكر عليهم ... ان سوغ تفسيرهم .. وقع الهرج والفوضى وضاع الاسلام واحتار الناس ... والتبس الدين ... واختلط الحق بالباطل .... فاحتاج الناس الى نبي جديد ... بعد خاتم الرسل .. وهذا محال ....
واما ان ينكر على القرمطي وهذا عين ما نقول به ....
والسلام عليكم ورحمة الله ..
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 06:38 م]ـ
الاخ ابو محمد ...
"ما اراك الا ... ""لا بد .. "."ولكني أقول إن الطريق الوحيدة ... ""ثم ما هذا القياس الباطل " ..
"فما هكذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا هكذا كان سلف الأمة الذين يدعي الكل الاتصال بهم والسير على منهجهم "
هذا كلامك .... فمن اين أتيت بكل هذا الجزم ... والعجب انك فى مقام الاستدلال على وجوب التسامح مع الآخر ... فأسلوبك ينقض مقصدك ....
هب ان قياسي باطل ... وقياسك صحيح .... فكان ماذا؟ لأني اول المعترفين بعدم تعدد الحق .... لكن يبدو انك فهمت من كلامي ... انني انسب الحق الى نفسي ... او الى مذهبي ... وانسب الاخرين الى الضلال .... فهمك هذا باطل .... مع الاسف ... فقولى الحق لا يتعدد ... لا يفهم منه انني على الحق ... هذا الفهم ساقك الى ان تتهمنا اننا نتخذ ذلك الحق غير المتعدد "وسيلة إلى إقصاء كل من خالفك الرأي واستئصاله "سبحان الله من اقصينا وكيف اقصينا والامر كله عبارة عن كتابة فى منتديات ... ثم ما هذا الاستئصال الذى اقترفناه فى حق المخالفين .... ابالسيف ام بالقنابل ... ام بتكميم الافواه ... والعجب انك من تكلم عن التهويل ......
¥