تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لقد بيّنا في المقالة أعلاه الفرق بين كلمة (زوج) وكلمة (امرأة) في التعبير القرآني العظيم .. وفيما يلي بيان قرآني آخر فيما يخصّ التفرقة بين كلمة (زوج) وكلمة (بعل):

جاء في لسان العرب (مادة بعل):

البَعْل: الزوج. قال الأَزهري: وإِنما سُمي زوج المرأَة بَعْلاً لأَنه سيدها ومالكها. وجمع البَعْل الزوجِ بِعال وبُعُول وبُعُولة؛ قال الله عز وجل: وبُعولتهن أَحق بردّهن. والأُنثى بَعْل وبَعْلة مثل زَوْج وزَوْجة.

وتَبَعَّلَت المرأَةُ: أَطاعت بَعْلَها، وتَبَعَّلَت له: تزيّنتْ. وامرأَة حَسَنَة التَّبَعُّل إذا كانت مُطاوِعة لزوجها مُحِبَّة له. والبَعْل والتَّبَعُّل: حُسْن العِشْرة من الزوجين.

والبِعال: حديث العَرُوسَيْن. والتَّباعل والبِعال: ملاعبة المرءِ أَهلَه. ويقال للمرأَة: هي تُباعِل زَوْجَها بِعالاً ومُباعَلة أَي تُلاعبه. ويقال للرجل: هو بَعلُ المرأَة، ويقال للمرأَة: هي بَعْلُه وبَعْلَتُه. وباعلَت المرأَةُ: اتخذت بَعْلاً. وبَعْلُ الشيء: رَبُّه ومالِكُه.

وأما القرآن الكريم، فقد تردّدت فيه هذه الكلمة بجميع مشتقاتها سبع مرات. مرة واحدة كاسم للصنم الذي عبده قوم إلياس النبي -عليه السلام - فقال لهم: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} [الصافات: 125].

وست مرات بمعنى الزوج:

قال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 128].

وقال تعالى: {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} [هود: 72].

وقال تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ} [البقرة: 228].

وقال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ .. الآية} [النور: 31].

فلماذا عبّر القرآن الكريم عن (الزوج) بكلمة (بعل) في هذه الآيات؟ وما الفرق بينهما يا ترى؟

عند تدبّر الآيات التي جاءت فيها هذه الكلمة، وعند الرجوع إلى المعاني التي وردت في لسان العرب، نلاحظ أن البعل هو المعيل، وهو الرئيس، وهو المالك، وهو الملاعب .. وفقط في حالة جمع النكاح والجنس إلى كل ذلك، فإنه يصير زوجاً ..

وهنا نرى دقّة التنزيل الحكيم حين يتحدّث عن هذه الفروق. فقد تبيّن لنا من المقالة السابقة أن كلمة (امرأة) أعمّ وأشمل من كلمة (زوج) .. فالزوج يمكن أن تكون امرأة، أما المرأة فلا تكون دائماً زوجاً، وذلك بسبب الموانع المذكورة أعلاه، والتي أخلّت بالانسجام التام والتوافق الكامل بينهما ..

وكذلك هو الحال بالنسة لكلمة (زوج) و (بعل). إذ يتّضح لنا - كما سيأتي - أن الزوج يكون بعلاً، أما البعل فلا يكون زوجاً بحسب العرف القرآني ..

ولنتأمّل الآيات:

آية سورة النور: حين تحدّث القرآن عن الزينة في سورة النور ذكر البعول، وقال: "ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن" .. فالزينة حالة اجتماعية تكون فيها المرأة مع آخرين: مع أخيها، أو أبيها، أو ابنها، أو أبي زوجها .. إلخ. وفي هذه الحالة سُمّي الزوج بعلاً ولم يدخله فيهم، لأنه أصلاً يحقّ له أن يرى عورة زوجه ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير