ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 02 - 2007, 04:20 ص]ـ
يقول: بل القرآن الكريم استخدم اسم الزوجة حتى لو يكن بينها وبين زوجها اتفاق وود وانسجام. أولا: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ)، والحادثة معروفة حيث جاء زيد يشكو سوئ خلق زوجته زينب ويشكو للنبي غلظة قولها وعصيان امره فرغم كونهما غير متوافقان والزوجية غير تامة أطلق عليها القرآن زوجان او سمى زينب زوج لزيد.
فأقول: لقد كره الرسول صلى الله عليه وسلم الخلاف بين زيد وزينب، واعتبره كأنْ لم يكن، ونصحه بالتمسّك بها .. فهل يسوغ في هذا المقام أنْ يُقال: "أمسك عليك امرأتك"؟ كلا! لأنّ بين هاتين الكلمتين "أمسك" و "امرأة" من الجفاء، ما لا يليق بمقتضى ذلكم الحال، بأيّ حال من الأحوال ..
يقول: ثانيا: (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، وهذه الاية واضحة في تسمية القرآن الكريم الزوجة العدوا الغير متفقه مع زوجها والغير منسجمه معه سماها زوجة.
فأقول: قوله تعالى: (إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ)، فذلك في مقام جمع، وحديثنا في مقام الإفراد ..
يقول: ثالثا: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) [المجادلة: 1 - 2]، وكذا هذه الاية التي تخبر عن شكوى الزوجة للنبي وما تلاقيه من زوجها فرغم الاختلاف وعدم الانسجام سماها زوجة.
فأقول: سبحان الله! وأين سمّاها "زوجة"؟ قال: (في زوجها)، ولم يقل: قد سمع الله قول الزوجة التي تجادلك في زوجها! فمتى كان حديثي عن الرجل؟ ولئن كان صاحبك يبحث عن الحقّ، فليبيّن لنا السبب في إيثار القرآن كلمة "زوجها" مكان "بعلها" في الآية .. وليبيّن لنا أيضاً الفرق بين قوله تعالى هنا: (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ) [المجادلة: 2]، وقوله سبحانه في سورة الأحزاب: (وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ) [الأحزاب: 4] .. فلماذا قال هنا: نسائهم؟ وقال هناك: أزواجكم؟ وما علاقة ذلك بالحكم الشرعي فيما يخصّ كل واحدة منهما؟
يقول: رابعا: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} النور6
وهذه ايضا واضحة فمن يرمي زوجته بالزنا ويقدفها بالفاحشة لايكون هناك توافق وانسجام والفة ولكن رغم كل ذلك سمية زوجة
فأقول: "الأزواج" في مقام جمع، وحديثنا في مقام الإفراد .. ثمّ إنّ في هذه الآية تخصيص للعموم الذي جاء في المحصنات في الأية الرابعة من السورة نفسها، فليرجع إلى تفسير الآيتين، وسبب نزولهما، وفيمن نزلتا ..
يقول: على كلامك فإن السيدة عائشة بنت ابي بكر لا يصح تسميتها زوجة النبي لانها عاقر ولا تتوافق ولا تنسجم مع النبي الاكرم ص فكما إن امراة عمران لم يسمها الله زوجه لانها عاقر كذلك عائشة!!!
وأقول: أعود وأكرّر أنّ حديثنا في مقام الإفراد، والجمع يكون للتغليب، ولا يخلو منه شواذّ .. ومع هذا فإنّ السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وإنْ لم تنجب، فإنّ القرآن قد وصفها مع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بأمّهات المؤمنين ..
يقول: أولا: هذه الاية: (اذ قالت امراة عمران رب اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم). أوضح دليل على بطلان النظرية المدعاة ..
فأقول: وكيف يزعم بطلان "النظرية" بدون دليل! ثمّ ليرجع إلى التفاسير ولينظر إلى أقوال المفسّرين في حال امرأة عمران في حملها ..
¥