تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 03:20 م]ـ

أهلا أخي البصري

# لا دخل لما ذكرت عن الإمام مالك بموضوعنا

#ما ذكرته عن الإمام مالك غير صحيح من حيث دقة النقل ((الاستواء معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)) فحاول أن تنقله من مظانه بارك الله فيك

ـ[البصري]ــــــــ[07 - 05 - 2005, 07:21 ص]ـ

بل ما ذكرته لك من وجوب إيقاف العقل عند حدوده هو عين ما نتحدث عنه ـ بارك الله فيك ـ وقد ذكرت موقف الإمام مالك ـ رحمه الله ـ لأبين لك أن علماءنا كانوا يرون أن هناك مسائل تعجز عنها العقول، وينبغي التوقف فيها على ما جاء في النصوص، ولا يجوز أن يحاول المرء أن يمد لعقله فيها البساط، وإنما يجب عليه أن يتوقف، لأن العقل مهما سبح وطار، فسيصل إلى أن يتوقف على حد النصوص الشرعية.

تقول: لماذا؟

لأنه سيواجه بتساؤلات تحيره، ولا سبيل له للإجابة عنها، فيعود خاسئًا وهو حسير، لا يحير جوابًا، ولا يعرف صوابًا، إلا أن يقول: آمنت بالله؛ ولذا فمن الأسلم له والأحكم، أن يتوقف من أول الطريق عند حدود النص الشرعي، ويكل علم ما لا يعلمه إلى اللطيف الخبير القائل ـ سبحانه ـ: " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا "

وهذا الرازي شيخ العقلانيين، الذي سبح بعقله وشرق وغرب، يرجع في آخر عمره ويقول:

نهاية إقدام العقول عقال ** وأكثر سعي العالمين ضلال

وأرواحنا في وحشة من جسومنا ** وغاية دنيانا أذى ووبال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

وصدق ـ والله ـ إذا حكمت أنا عقلي في آيات الله، وحمكت أنت عقلك، وقلت انا العقل لا يؤيد كذا، وقلت أنت العقل لا يستسيغ كذا، وتركنا الدليل، فسنخرج في النهاية بقال وقلت، وقيل وقلنا، ولن نتفق.

ونقل الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ عن الفقيه أبي عبد الله الحسن بن العباس الرستمي، قال: حكى لنا أبو الفتح الطبري الفقيه قال: دخلت على أبي المعالي (يعني الجويني ـ رحمه الله) في مرضه فقال: اشهدوا عليّ أني قد رجعت عن كل مقالة تُخالف السنة، وأني أموت على ما يموت عليه عجائز نيسابور. انتهى.

فانظر ـ رحمك الله ـ إلى هذا الإمام الذي أذهب عمره في مسائل وأقوال، يرجع في آخر عمره إلى عقيدة العجائز، وليس هذا منه إلا أنه عرف أن العجائز يؤمن بما جاء في الكتاب والسنة، غير مناقشات أو متفلسفات أو متعديات أو متجاوزات، وإنما على الفطرة، إذا قال الله كذا يؤمن به، ولا يناقشن ولا يفاصلن، وهذا هو منتهى التسليم المأمور به المسلم، الذي رضي بالله ربّصا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا رسولا " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون " "فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا "

فيا ليت الذين يعتقدون الآن أنهم على عقيدة الإمام الجويني، ويناقشون وينافحون، ويعملون عقولهم في صرف النصوص عن وجوهها، لأن عقولهم لم تستوعبها، يفعلون كما فعل ـ رحمه الله ـ في نهاية عمره،، لكن من أول الطريق، قبل أن يقول أحدهم: اشهدوا علي أني أموت على ما يموت عليه عجائز بلدي.

وأما مقالة الإمام مالك فلا أدري ما وجه الخطأ فيها، فأنا ذكرت إحدى روايات العلماء لها، ووجدت ـ للحق ـ أن كثيرًا رووها هكذا: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.

فجزاك الله خيرًا ـ أخي جمال ـ على التنبيه للرواية الأشهر. وعلى كل حال فالمقصود هو أن نعرف كيف كان هؤلاء الجهابذة يتعاملون مع النصوص ويعظمونها من أن تمتد إليها فلسفلة العقول الضعيفة القاصرة، فتخرجها عن مراد قائلها ... والسلامة لا يعدلها شيء.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 05 - 2005, 01:04 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أخي الكريم جمال، نفع الله بك، وجزاك على مجهودك الطيب خير الجزاء ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير