باب أمور الإيمان وقول الله تعالى:"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون " وقوله:"قد أفلح المؤمنون" الآية
9 حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان
ترجمة رواة الحديث:
-عبد الله بن محمد الجعفي: هو أبو جعفر، عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان الجعفي، الملقب بالسندي
-أبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو العقدي القيسي
-سليمان بن بلال: هو أبو محمد، سليمان بن بلال التيمي القرشي
-عبد الله بن دينار: هو أبو عبد الرحمن، عبد الله بن دينار العدوي المدني، مولى ابن عمر
-أبو صالح: هو ذكوان السمان الزيات
-أبو هريرة: هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني
موضوع الحديث:
التفاضل بين الأعمال
غريب الحديث:
-البر: حسن المعاملة وكمال الطاعة
-تولوا: توجهوا
-ابن السبيل: المسافر الذي نفذ ماله
-البأساء: الفقر والشدة
-حين البأس: وقت شدة القتال في سبيل الله تعالى
-بضع: ما بين الثلاث إلى التسع
-شعبة: خصلة وصفة
من فوائد الحديث:
-البر اسم جامع للطاعات وأعمال الخير المقربة إلى الله تعالى ومن هذا بر الوالدين قال تعالى:"إن الابرار لفى نعيم وإن الفجار لفى جحيم" (الإنفطار 13 14) فجعل البر ضد الفجور وقال "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" (المائدة 2) فجعل البر ضد الإثم فدل على أنه اسم عام لجميع ما يؤجر عليه الإنسان وأصله من الاتساع ومنه البر الذي هو خلاف البحر لاتساعه (التفسير الكببير)
-وذكر ابن كثير في تفسيره: اشتملت هذه الآية الكريمة على جمل عظيمة وقواعد عميمة وعقيدة مستقيمة ...
ان الله تعالى لما أمر المؤمنين أولا بالتوجه إلى بيت المقدس ثم حولهم إلى الكعبة شق ذلك على نفوس طائفة من أهل الكتاب وبعض المسلمين فأنزل الله تعالى بيان حكمته في ذلك وهو أن المراد إنما هو طاعة الله عز وجل وامتثال أوامره والتوجه حيثما وجه واتباع ما شرع فهذا هو البر والتقوى والإيمان الكامل وليس في لزوم التوجه إلى جهة من المشرق أو المغرب بر ولا طاعة إن لم يكن عن أمر الله وشرعه ولهذا قال:" ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر " الآية كما قال في الأضاحي والهدايا "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم "
وقال العوفي عن ابن عباس في هذه الآية ليس البر أن تصلوا ولا تعملوا فهذا حين تحول من مكة إلى المدينة ونزلت الفرائض والحدود فأمر الله بالفرائض والعمل بها
وروى عن الضحاك ومقاتل نحو ذلك
وقال أبو العالية كانت اليهود تقبل قبل المغرب وكانت النصارى تقبل قبل المشرق فقال الله تعالى "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب" يقول هذا كلام الإيمان وحقيقته العمل وروى عن الحسن والربيع بن أنس مثله
وقال مجاهد ولكن البر ما ثبت في القلوب من طاعة الله عز وجل
وقال الضحاك ولكن البر والتقوى أن تؤدوا الفرائض على وجوهها
وقال الثوري " ولكن البر من آمن بالله " الآية قال هذه أنواع البر كلها وصدق رحمه الله فان من اتصف بهذه الآية فقد دخل في عرى الإسلام كلها وأخذ بمجامع الخير كله
-قال ابن حجر في الفتح: وجه الاستدلال بهذه الآية ومناسبتها لحديث الباب تظهر من الحديث الذي رواه عبد الرزاق وغيره من طريق مجاهد أن أبا ذر سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فتلا عليه ليس البر إلى آخرها ورجاله ثقات وإنما لم يسقه المؤلف لأنه ليس على شرطه ووجهه
-أن الآية حصرت التقوى على أصحاب هذه الصفات
-والمراد المتقون من الشرك والأعمال السيئه فإذا فعلوا وتركوا فهم المؤمنون الكاملون
¥