[الفقه والمنهج الموسوعي الشيخ صفاء الخزرجي.]
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[28 - 09 - 06, 12:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفقه والمنهج الموسوعي
الشيخ صفاء الخزرجي
العلم و الحضارات:
لاريب ان القاعدة الاساس في التطور الحضاري لكل امة انما تتبلور بجلاء في المظهر العلمي والفكري لتلك الامة الى جانب المظاهر الاخرى، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية والدينية، والمجموع من تلك المظاهر يسمى ب (الحضارة). وليس لواحد من هذه المعالم دور كما للعلم، فالعلم هو الذي يرسم وجه الحياة ويحدد مسارها، كما انه ليس لواحد من تلك سيادة وسلطان كما للعلم، فالامم التي سادت انما سادت سيادة حقيقية بعلومها، وكلما كان رصيدها من العلم اوفى كان حظها من الحياة والخلود بقدره.
ولو استثنينا - في تصور مجرد - العلم كحقيقة هامة من حقائق الحياة البشرية ايا كان مصدر هذا العلم الدين او التجربة، لالفينا عالما لا يمكن تكهن وضعه الا ان ادنى ما يقال فيه انه لا يرتفع كثيرا عن عالم الحيوانات الاخرى.
فالعلم، اذن حظوة حبا الله الانسان بها، وهو من ناحية تتويج وتكريم له «ولقد كرمنا بني آدم» وهو امانة ومسؤولية في عنقه من ناحية ثانية.
وعليه، فليس العلم - كمقولة عامة - جزء رئيسيا في حضارات البشر، ومعلما شاخصا من معالمها فحسب، بل هو اعظم انجاز بشري قام به الانسان على وجه الارض لتطوير الحياة.
ثم ان هذا الانجاز العظيم لم يكن وليد الساعة، بل تعاقبت عليه حقب طويلة من القرون وشادت صرحه اجيال وعقول كثيرة ساهمت في تطويره وتنضيجه بعد ان لم يكن يعدو في مراحله الاولى سوى بضعة تصورات ومعلومات بسيطة لكنها سرعان ما اخذت بالاتساع والتضخم حتى اكتسبت طابع العلم وخصائصه.
فلا يقصد بالعلم الادراك الساذج المتناثر، اي مجرد انطباع صور الاشياء في الذهن، وانما هو مجموع العمليات الذهنية التي يمارسها العقل البشري في مجال التفكير والانتقال من المجهول الى المعلوم، واعمال النظر في استنباط القواعد والموازنة بين الادلة وتقويمها ضمن منظومات واطر محددة. وهكذا اندفعت عجلة العلم تتحرك بسرعة في مسرح الحياة، وبدا الانسان رحلته مع العلم يطورها ويثريها بتجاربه وكشوفاته الى جانب ما يستلهمه عن طريق الوحي من معارف وعلوم، حتى تاسست جملة من العلوم كعلم الطب والفلك والنجوم والفلسفة والرياضيات وغيرها.
وقد كانت لبعض الجماعات البشرية كاليونان القديم والهند وايران ومصر والعراق اسهامات عظيمة في دفع عجلة العلم ومدها. وقد احتفظت لنا صفحات التاريخ بمراكز العلم التي شعت بنورها على العالم في تلك البلاد كاثينا وانطاكية وروما في اليونان وجندي سابور في ايران (قرب دزفول) ونصيبين شمال سورية وبابل في العراق، كما ان التاريخ يحفظ لنا اسماء وربما اعيانا مما وضع ودون في تلك العلوم.
ونلمح هنا الى شطرمنها حسب موضوعاتها بنحو الاشارة:
اولا - الطب:
كتاب عهد ابقراط، والفصول، وجراحات الراس والتشريح، وتقدمة المعرفة وغيرها. وجميعها لابقراط اليوناني الكبير (459 او 460 - 355 ق. م).
2 - كتاب الزينة، لا قريطون المزين (52 - 117 م).
3 - كتاب الستة عشر، وكتاب تشريح الاموات، وكتاب تشريح
الاحياء، وكتاب تشريح الرحم، وغيرها كثير. وجميعها لجالينوس الحكيم (139 او 138 - 200 او 201م).
ثانيا - الفلسفة والمنطق:
1 - كتاب النواميس، وكتاب السياسة، وكتاب الحس واللذة، وكتاب التوحيد، وغيرها كثير. وجميعها لافلاطون (429 - 347 ق. م).
2 - كتاب ارغنون، وهو عبارة عن ستة كتب هي: المقولات، العبارة، تحليل القياس، البرهان، الجدل، المغالطين، باضافة الشعر والخطابة، فيكون المجموع ثمانية كتب. وهي لارسطو طاليس.
3 - كتاب اخبار الفلاسفة لفرفوريوس الصوري نسبة الى مدينة صور.
ثالثا - الرياضيات:
1 - كتاب الكرة المتحركة، وكتاب الطلوع والغروب، لاوطولوقوس الرياضي اليوناني في القرن الرابع قبل الميلاد. وقد نقل الكتابان الى العربية.
2 - كتاب الكرة والاسطوانة، وكتاب تربيع الدائرة، وكتاب المثلثات، وكتاب تسبيع الدائرة للرياضي الشهير ارخميدس (312 ق. م).
3 - كتاب المخروطات، لابلونيوس المهندس والمنجم اليوناني المعروف (205 ق. م).
رابعا - علم النجوم:
¥