تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مشروعية إطعام المحزون التَّلْبِيْنَة.

ـ[الظافر]ــــــــ[05 - 05 - 10, 01:22 ص]ـ

مشروعية إطعام المحزون التَّلْبِيْنَة.

ورد عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ: (أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن ـ إلا أهلها وخاصتها ـ أمرت ببُرْمَةٍ من تَلبينة فطبِخَت, ثمّ صنع ثريدٌ فصُبّتِ التّلْبينَةُ عليها ثم قالت: كلنَ منها, فإِنّي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "التّلبينة مَجمّةٌ لفؤاد المريض, تَذهبُ ببعضِ الحُزْن" (1).

وجاء في مصنف ابن أبي شيبة عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" عليكم بالبغيض النافع ـ يعني اللبينة ـ، فوالذي نفسي بيده إنه ليغسل بطن أحدكم كما يغسل أحدكم وجهه من الوسخ"، وكان إذا اشتكى أحد من أهله لم تزل البرمة على النار حتى يأتي على أحد طرفيه (2).

قال الإمام النووي (ت676هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (وفيه استحباب التلبينة للمحزون) (3).

قال ابن الأثير (ت606هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (التَّلْبِيْنَة والتلبين: حساء يعمل من دقيق ونخالة، وربما جعل معه عسل، وسميت به تشبيها باللبن، لبياضها ورقتها) (4).

قال الحافظ ابن حجر (ت 852هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (التَّلْبِيْنَة: طعام يتخذ من دقيق أو نخالة، وربما جعل فيه عسل، سميت بذلك لشبهها باللبن في البياض والرقة، والنافع منه ما كان رقيقا نضيجاً لا غليظاً نيئاً) (5).

وقوله - صلى الله عليه وسلم - (مَجمّةٌ) أي مكان الاستراحة، ورويت بضم الميم [مُجمة] أي مريحة (6).

وقال النووي ـ رحمه الله تعالى ـ: (أي تريح فؤاده، وتزيل عنه الهم وتنشطه، والجمام المستريح كأهل النشاط) (7).

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه البخاري في كتاب الأطعمة: باب التلبينة (الفتح10/ 690برقم5417) وهذا لفظ البخاري، وأخرجه الإمام مسلم في كتاب السلام: باب التلبينة مجمة لفؤاد المريض (4/ 1736رقم 2216).

(2) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الطب باب: في التلبينة (5/ 39برقم23501).

(3) شرح مسلم للنووي (14/ 292).

(4) النهاية في غريب الحديث والأثر (4/ 229).

(5) فتح الباري (10/ 690).

(6) فتح الباري (10/ 690).

(7) شرح مسلم (14/ 292).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير