و المقصود بالتطور هنا:"التفريع و التطبيق و الترجيح".
و بداية هذه المرحلة تقريبا ببداية القرن الرابع الهجري و تتميز هذه المرحلة بأئمة علماء فرعوا على أصول الإمام مالك و طبقوا ثم رجحوا و شهروا.
و نهايتها بوفاة الإمام ابن شاس (ت 610/ 616 هـ).
3 - مرحلة الاستقرار:
تبدأ هذه المرحلة من القرن السابع الهجري أو بتعبير آخر إبان ظهور "مختصر ابن الحاجب" المعروف بـ" جامع الأمهات" و تستمر هذه المسألة إلى عصرنا هذا.
و قد تميزت هذه المرحلة بالشرح و الاختصار و الحواشي و التعليلات على الكتب التي تقدمت هذه المرحلة.
و هذه المرحلة وجد علماء المذهب أن من سبقهم لم يترك مجالا لمزيد من الاجتهاد إلا أن يكون اختيارا أو اختصارا أو تشهيرا أو شرحا.
فهذه هي مراحل المذهب المالكي التي مر بها في التاريخ الإسلامي، و سأستعرض الآن الكتب المعتمدة في كل مرحلة من هذه المراحل على ما ذهب إليه علماء الأصحاب سواء كان الكتاب من المخطوطات أو المطبوعات. و بالله التوفيق.
الكتب المعتمدة في المذهب المالكي
1 - دور النشوء:
فالكتب المعتمدة في المرحلة قليلة جدا بالمقارنة مع غيرها من المراحل.
فقد اجتبى علماء المالكية مؤلفات معينة مشهورة في هذه المرحلة، و اعتبرها أصحابنا زبدة آراء علماء المذهب، فزاد اهتمامهم بها، و أصبحت هي:"أمهات المذهب و دواوينه".
فنجد أن الأصل الأول هو:
- "الموطأ": لإمام المذهب مالك بن أنس الأصبحي-رضي الله عنه-، و مكانة "الموطأ" معلومة سواء عند أصحابنا او غيرهم من علماء الأمة المحمدية.
- "المدونة" و هي مقدَّمة على غيرها و في الرتبة بعد "الموطأ" مباشرة عند أصحابنا. و هي للإمام سحنون بن سعيد التنوخي-رحمه الله- (ت 240هـ).
- "الواضحة في السنن و الفقه": و هي في المرتبة بعد "المدونة" عند أصحابنا و قد اعتنى بها أصحابنا بالأندلس خاصة، و هي للحافظ عبد الملك بن حبيب السلمي (ت238/ 239هـ).
- "المستخرجة من الأسمعة": أو "العتبية" و هي للإمام محمد بن أحمد العتبي (ت255هـ).
- "المَوَّازيّة":للإمام محمد بن إبراهيم المعروف "بابن المَوَّاز" (ت269هـ)، و على المَوَّاز عوّل أصحابنا المصريُّون.
- "المجموعة": و هو "كالمدونة" للإمام محمد بن إبراهيم بن عبدوس (ت260هـ)، و قد أعجلته المنية قبل تمامه.
- "المبسوط في الفقه": للإمام القاضي أبي إسحاق إسماعيل بن إسحاق (ت282هـ)، و يعتبر مؤلِّفه ممن بلغ رتبة الاجتهاد كما ذكر القاضي عياض في "ترتيب المدارك"، و هو يمثل المدرسة العراقية لأصحابنا، إلا أنه أصبح معتمدا من أصحابنا المغاربة و الندلسيين.
- "مختصرات ابن عبد الحكم": و للإمام العلامة الحافظ عبد الله بن عبد الحكم بن أعين (ت214هـ) و هي:
* المختصر الكبير: اختصر فيه سماعاته عن أشهب و غيره كابن وهب.
* المختصر الأوسط: و فيه أربعة آلاف مسألة.
* المختصر الصغير: و يحتوي على ألف و مائتي مسألة.
فهذه هي أهم الكتب و الدواوين في هذه المرحلة، و تتفق كلها في أن مادتها العلمية ترتكز على السماعات عن إمام المذهب سيدنا مالك-رحمه الله- و تلاميذه.
2 - دور التطور:
أهم كتب هذه المرحلة، و هي قسمان:
*كتب فقه نظري.
*كتب فقه تطبيقي: ترتكز على علم القضاء و التوثيق و النوازل و غير ذلك ..
1 - كتب الفقه النظري:
- " كتب الإمام أبي بكر الأبهري" (ت375هـ)، إمام المدرسة العراقية:
* شرح مختصر ابن عبد الحكم الكبير.
* شرح مختصر ابن عبد الحكم الصغير.
- "التفريع" للإمام عبيد الله بن الحسين بن الجلاَّب (ت378هـ)، و يسمى يضا "مختصر الجلاب".
- "مؤلفات ابن أبي زيد القيرواني" (ت 386 هـ):
*"الرسالة": عكف عليه أصحابنا شرقا و غربا.
*"النوادر و الزيادات": و هو المعول عليه عندنا بالمغرب قديما.
*"مختصر المدونة": و هو المعول عليه مع النوادر عند أصحابنا.
- "عيون الأدلة" للإمام أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد المعروف "بابن القصّار" (ت397/ 398 هـ)، و هو كتاب فقه مقارن.
-"كتب القاضي عبد الوهاب بن نصر" (ت422 هـ)، و تمثل زبدة التطور في مذهب الأصحاب، و آراؤه تجمع المدرستين (العراقية و القيروانية).
-"تهذيب المدونة": لخلف بن سعيد الأزدي القيرواني، الشهير "بالبراذعي" (ت438 هـ)، و عليه المعول في المغرب و الأندلس.
¥