وفقك الله أبا مالك أنا أذكر لك قرارهم في هذا بقضه وقضيضه ... فأنت عندي بالمحل الأرفع إن شاء الله ... وليعذرني أبو فهر في التقدم بين يديه.
جاء في مسرد قراراتهم الذي أعده الدكتور عدنان الخطيب: (قرئ قرار اللجنة - بعد دراستها الموضوع مجددا، إذ كان المؤتمر قد أعاده إليها في العام الماضي - المتضمن: " يشيع في لغة العصر نحو قول القائل: < خرجنا سويا، أو خرجوا سويا > بمعنى معا، أو مصطحبين .. وهو - في ظاهره - خلاف ما نصت عليه المعجمات في معاني السوى التي تدور حول الصحة، واستقامة الخلق، ونحو ذلك.
ودرست اللجنة هذا، وانتهت إلى أن التعبير العصري يمكن قبوله على أساس أن لفظ < السوى > فيه فعيل بمعنى المفاعل أي: المساوي، أو أنه فعيل بمعنى المفتعل أي: المستوي.
والمعنى - على الدلالة الأولى - أنهم خرجوا مساوين أي: على سواء، فبينهم مساواة في الخروج، وعلى الدلالة الثانية - وهي المستوي - يكون المعنى: أنهم ساروا باستواء، فلا تقدم لأحدهم ولا تأخر للآخر في زمن الخروج.
والمعية التي يدل عليها التعبير العصري ملحوظة في لفظ السوي بدلالتيه؛ لأن المعية نوع من المساواة أو الاستواء.
وعلى كلا الحالتين؛ يكون سويا في هذا التعبير: إما حالا يستوي فيه المذكر وغيره، والواحد وغيره، وإما مفعولا مطلقا إذا اعتبرناه وصفا للمصدر، أي: خرجوا خروجا سويا.
وقد يستأنس للتعبير العصري بأن شوقي - وهو من أكبر شعراء هذا العصر - قد استعمله في قوله:
مشينا أمس نلقاها سويا - - ونحن اليوم نلقاها فرادى
كذلك مما ينسب للإمام الشافعي قوله:
أحب الصالحين ولست منهم - - لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي - - وإن كنا سويا في البضاعة
ولهذا كله ترى اللجنة أن قول القائل في لغة العصر: " خرجوا سويا " جائز لا بأس في استعماله ".
وبعد مناقشة القرار ومعارضة كل من الأستاذ بهجة الأثري، والدكتور عبد الله الطيب قُبل بالأكثرية).
كان ذلك في دورة المجمع الثالثة والأربعين بالقاهرة 1397 - 1977.
وكان الأستاذ مصطفى جواد قد عدّ هذا خطأ في كتابه الشهير [قل ولا تقل] 1/ 123، وكذلك الأستاذ عبد القادر المغربي في مقالاته [عثرات الأقلام] مجلة المجمع العلمي الدمشقي ج 1 الجلد 2 لسنة 1340 - 1922.
ومثلهم الأستاذ إيميل يعقوب في القسم الثالث من كتابه [معجم الخطأ والصواب] معجم الأخطاء الشائعة ... ويبدو أنه لم يقف على قرار المجمع السابق ... وإلا لما تأخر في الجنوح إليه.
وتبعهم الأستاذ محمد العدناني في كتابه [معجم الأخطاء الشائعة] حيث قال: (ذهبوا معا لا سوية).
ثم في جاء في كتابه [معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة] فقال: (ويخطئون من يقول: خرجوا سويا .... ) ثم في آخر بحثه قال بعد نقله لخلاصة قرار المجمع السابق: (وأنا أُسيغه وبي منه غصة).
أرجو أن أكون قد أفدتك أخي الفاضل ... والمعذرة إذ لم أنقل لك كل هذا سابقا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 12:10 م]ـ
لا عليك أخي (الفهم الصحيح) فلاتؤثرني بخير تستطيع سبقي إليه فالسباق إلى الخير شديد والمفلح من سارع.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 03 - 06, 12:05 م]ـ
ومثلهم الأستاذ إيميل يعقوب في القسم الثالث من كتابه [معجم الخطأ والصواب] معجم الأخطاء الشائعة ... ويبدو أنه لم يقف على قرار المجمع السابق ... وإلا لما تأخر في الجنوح إليه.
ما شاء الله - يبدو أنك خبير بفكر هذا الرجل، فقد صح ظنك فيه!!
فقد اطلعتُ أمس على كتابه (المعجم المفصل في دقائق اللغة العربية)
فإذا به قد وقف على قرار المجمع فجنح (أو هل نقول جمح؟) إليه بالإذعان، وسارع إليه بالموافقة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 03 - 06, 08:44 م]ـ
أكمل الموضوع يا أخي الحبيب
وجزاك الله عنا خيرا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 03 - 06, 01:28 م]ـ
ساكمل يا أبا مالك فانا على سفر ساعود منه بعد خمسة أيام بإذن الله والكتب بعيدة عني ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 03 - 06, 05:48 م]ـ
ردك الله سالما غانما يا أخي الحبيب
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو ثغر]ــــــــ[29 - 03 - 06, 03:28 م]ـ
أرجو من الأخ أبي فهر أن يذكر رأي مجمع اللغة العربية بالقاهرة في الاحتجاج بالحديث النبوي في النحو ولكن بعد عودته سالما غانما
وأرجو منه أن يذكرني فيه بالدعاء
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 03 - 06, 02:08 ص]ـ
أخي الحبيب (أبا ثغر)
معذرة على التقدم بين يدي شيخنا الغالي أبي فهر، ولكن صعب علي أن أجد طلبك لدي ولا ألبي
ذكر الدكتور إميل يعقوب في كتابه (المعجم المفصل في دقائق اللغة العربية) ما يلي:
قرر مجمع اللغة العربية في القاهرة بشأن الاحتجاج بالحديث النبوي ما يلي:
اختلف علماء العربية في الاحتجاج بالأحاديث النبوية، لجواز روايتها بالمعنى، ولكثرة الأعاجم في رواتها.
وقد رأى المجمع الاحتجاج ببعضها في أحوال خاصة مبينة فيما يأتي:
1 - لا يحتج في العربية بحديث لا يوجد في الكتب المدونة في الصدر الأول، كالكتب الصحاح الست فما قبلها.
2 - يحتج بالحديث المدون في هذه الكتب الكتب الآنفة الذكر على الوجه الآتي:
أ - الأحاديث المتواترة والمشهورة.
ب - الأحاديث التي تستعمل ألفاظها في العبادات
ت - الأحاديث التي تعد من جوامع الكلم
ث - كتب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ج - الأحاديث المروية لبيان أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يخاطب كل قوم بلغتهم
ح - الأحاديث التي دونها من نشأ بين العرب الفصحاء
خ - الأحاديث التي عرف من حال رواتها أنهم لا يجيزون رواية الحديث بالمعنى مثل القاسم بن محمد ورجاء بن حيوة وابن سيرين
د - الأحاديث المروية من طرق متعددة وألفاظها واحدة
[المرجع: مجموعة القرارات العلمية ص 3، 4، والعيد الذهبي لمجمع اللغة العربية ص 299]
أقول: هذا كلام المجمع، وهو لعمر الله جِدُّ عجيب؛ لأنهم جاءوا إلى هذه المسألة، فتصنعوا التوسط بين الفريقين وتظاهروا بعدم التساهل، مع أنهم في مسائل أخرى يتساهلون تساهلا عجيبا جدا، فقد يحتجون بكلام بعض المتأخرين من القرن السابع والثامن الهجري!!!!
¥