تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 03 - 06, 01:34 ص]ـ

أحسن الله إليكم شيخنا الكريم (الفهم الصحيح)

وعلى الإخوة أن يتعلموا خلق التواضع من هذا الشيخ الفاضل

أقول لك شيخنا:

لو خطر على بالي ما تقولُ للحظة ما كنتُ بدأتُ الكلام في هذا الباب، وإنما أريد أن أتعلمَ ما عندكم من العلم، وأفِيدكم مما اطلعتُ عليه مما هو قطرة في بحر علوم هذا الملتقى ومشايخه الكرام

فأود أن أُفِيد وأستفيد، فلا تحرمنا بارك الله فيك من مساعيك وأياديك!

وشرطي عليك (شرط أخوة وصحبة لا شرط وجوب وإلزام) أن تختار من نصوص أكابر العلماء وفحولهم، ويكون المطلوب معرفة القائل وضبط النص، ويمكن أن نزيد التعليق على النص لمن يريد من الإخوة

وجزاكم الله خيرا

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 03 - 06, 02:03 ص]ـ

أخي الكريم (ابن طاهر)

جزاك الله خيرا، وبارك فيك!

لا أدري هل قرأت المشاركات السابقة أو لا؟

(درك) (لقاح) سبق القول فيهما فانظره غير مأمور.

(سجيات وغرائزٌ) الصواب حذف التنوين؛ لأنها ممنوعة من الصرف، ولا أعلم وجها للصرف هاهنا.

(تَنْمَى) لا أعلم هذا الفعل في كلام العرب مطلقا؛ لأن الماضي (نَمَى) مفتوح الميم، فإذا نظرنا من جهة القياس نجد أنه لا يصح أن يكون المضارع (ينمَى) لأن العلماء نصوا على أن المفتوح العين في الماضي والمضارع لا بد أن تكون عينُه حرف حلق.

ونصوا على بعض الأفعال التي شذت في هذا الباب، مثل (أبَى يأبَى)، ووجَّهَه بعضُ العلماء بأنه من باب تداخل اللغتين، فإنه ورد عن العرب فيه (أبِيَ يأبَى) و (أبَى يأبِي)، بخلاف الفعل الذي معنا (نمَى) فلم يرد فيه (نمِيَ) فيما أعلم.

لذلك فالصواب في المضارع (ينمِي) بكسر الميم، أو (ينمُو) بالواو، ولما كان النص لا يحتمل الواو هاهنا لم يبق من وجهٍ يصح ضبطُ الكلام عليه إلا (يَنمِي)، والله أعلم.

قولك:

(هل يصحّ أنْ أقولَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإنَّ لِكُلِّ مَخْلُوقٍ حَاجَةٌ، وَلِكُلِّ حَاجَةٍ غايةٌ، وَلِكُلِّ غَايَةٍ سَبِيلٌ بالرّفع على أنّها خبر إنّ؟)

الجواب:

يصح ذلك، ولكنه ليس بمهيع كلام العرب، وتوجيهه ليس على أنه خبر (إن)، بل على تقدير ضمير الشأن والقصة، والتقدير: فإن الأمر: لكل مخلوق حاجة، وحملوا عليه قول الشاعر:

............. لعل له عذرٌ وأنت تلوم .............

وجعل ابنُ مالك منه قول النبي صلى الله عليه وسلم ((إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون)).

(بدءً أم بدءًا).

الصواب (بدءًا) لأن حذف ألف التنوين إنما يكون في الهمز الذي يسبقه مد، والله أعلم.

ولعلكم تراجعون دروس الشيخ عصام البشير - نفع الله به - في الإملاء.

(يبس)

قولك: (فتحت الباء فلمّا رَاجَعْتُ القَامُوسَ سَكَّنْتُهَا لأنَّ اليُبُوسَةَ طَارِئَةٌ على الحَبَّةِ)

أقول:

اختلط عليك أخي الكريم الفرق بين المصدر والصفة، ولبيان ذلك أقول لك:

عندنا كلمة (يبوسة) وكلمة (يابس) فما الفرق بينهما؟ أظنك تعلم أن اليبوسة مصدر، واليابس صفة، ولا يختلط عليك الفرق بينهما إن شاء الله.

فكذلك نحن عندنا كلمة (يَبَس) بفتح الياء والباء ومعناها اليبوسة، وكذلك (اليُبْس) بضم الياء وسكون الباء ومعناها اليبوسة أيضا.

وأما ما ذكرته من الفرق بين اليَبْس واليَبَس فهو في الصفة لا في المصدر، وانظر إلى قوله تعالى: {فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا} فاليبس هنا صفة بمعنى اليابس، وليست مصدرا بمعنى اليبوسة.

فإذا نظرنا إلى الموضع الذي معنا وجدنا السياق يقتضي أن يكون المراد المصدر لا الصفة، ولذلك فالضبط الصحيح (يَبَس) أو (يُبْس) والله أعلم.

وأنقل لكم - لتعم الفائدة - ما قاله ابن قتيبة في كتابه الفذ (أدب الكاتب):

- ومن العجيب أنه ذكر في هذا الموضع ما نبحث عنه في (درك) و (يبس)!! -

قال رحمه الله:

((باب ما جاء من ذوات الثلاثة فيه لُغَتان فَعْلٌ وفَعَلٌ بفتح الفاء وسكون العين، وبفتح الفاء والعين جميعاً

قال أبو عبيدة: "شَاةٌ يَبْسٌ ويَبَسٌ" إذا لم يكن لها لبن، و"طريق يَبْسٌ ويَبَسٌ" أي: يابِسٌ، قال الله جل ثناؤه: (فاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً في البَحْرِ يَبَساً)، وقال علقمة:

.................. كَمَا خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصَادِ جَنُوبُ ..................

و"ما له عِنْدِي قَدْرٌ ولا قَدَر"، وكذلك قَدَرُ الله وقَدْرُهُ. وقال الكسائي: قوله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ)، ولو ثقَّلتَ كان صواباً، وقوله عزّ وجلّ: (فَسَالَتْ أوْدِيَةٌ بِقَدَرِها) ولو خفَّفتَ كان صواباً، وأنشد:

وَمَا صَبَّ رِجْلي في حَدِيدِ مُجَاشِعٍ .................. مَعَ القَدْرِ إلاَّ حَاجَةٌ لي أُرِيدُها

أراد القَدَر، والبرد "قَرْس وقَرَس"، و"هو الدَّرْك والدَّرَك" قرئ بهما جميعا (في الدَّرْك الأسْفَلِ) و"الدَّرَك الأسفل"، و"الطَّرْد والطَّرَد"، و"الظّعْنُ والظّعَنُ" و"العَذْل والعَذَل"، و"الشَّلُّ والشَّلَلُ"، و"الدَّأْب والدَّأَبُ"، و"نَشْزٌ من الأرض، ونَشَز"، و"لَغْط ولَغَط"، و"شَبْحٌ وشَبَح"، و"سَطْرٌ وسَطَر"، و"رجل صَدْعٌ وصَدَع": الخفيف اللحم، و"ليلة النَّفْر من منًى والنَّفَر" و"رجل قَطُّ الشَّعَر، وقَطَطٌ" هو "السَّحْر والسَّحَر" للرئة، و"الشّعْر والشّعَر"، و"النَّهْر والنَّهَر"، و"الصَّخْر والصَّخَر"، و"الفَحْم والفَحَم"، و"البَعْرُ والبَعَرُ"، و"الشَّمْع والشَّمَع". قال الفراء: الشَّمَع - بتحريك الميم - لغة العرب والمولدون يقولون شَمْع، وروى ابن الأعرابي عن أعرابية: بفيه حَفْرٌ وحَفَر، والأجود حَفْرٌ بالسكون. ومن المعتل "أَيْدٌ وآد" للقُوَّة، و"ذَيْمٌ وذ"امٌ" و"عَيْبٌ وعَابٌ"، و"مالَهُ هَيْدٌ ولا هَادٌ"، و"رِيحٌ رَيْدَة وَرَادَة"، وأسَوْتُ الجرح "أسْواً وأساً"، وهو "اللَّغْوُ واللّغَا، قال العجاج:

.................. عَنِ اللَّغَا ورَفَثِ التَّكلمِ .................. )) انتهى.

وإلى شيخنا الكريم (الفهم الصحيح) أقول:

نقلتُ لكم فيما سبق من كلام ابن قتيبة أن قوله تعالى (في الدرك الأسفل) يقرأ بسكون الراء وفتحها، فجزاكم الله خيرا على التنبيه

:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير