تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(وقالوا: دَراكِ كقَطامِ أي: أَدْرِكْ مِثْل تَراكِ بمَعْنَى اتْرُكْ وهو اسمٌ لِفِعْلِ الأمْرِ وكُسِرَت الكافُ لاجْتِماعِ السّاكِنَيْنِ؛ لأَنَّ حَقَّها السكونُ للأَمْرِ قالَ ابنُ بَريّ: جاءَ دَرَاكِ ودَرّاكِ وفَعَالِ وفَعّالِ إِنَّما هو من فِعْلٍ ثُلاثِي ولم يُستَعْمَل منه فعلٌ ثلاثيٌ وِإن كانَ قد استُعْمِلَ منه الدَّرْكُ قالَ جَحْدَرُ بنُ مالِكٍ الحَنْظَلِيُ يُخاطِب الأَسَدَ:

لَيثٌ ولَيثٌ في مَجالٍ ضَنْكِ ... كِلاهُما ذو أَنَفٍ ومَحْكِ

وبَطْشَةٍ وصَوْلَةٍ وفَتْكِ ... إِنْ يَكْشِفِ اللهُ قِناعَ الَّشكِّ

بظَفَر من حاجَتِي ودَرْكِ ... فذا أحَقّ مَنْزِلٍ برَك

قال أَبو سَعِيدٍ: وزادَني هفّانُ في هذا الشِّعْرِ: الذِّئْبُ يَعْوِي والغُرابُ يَبكِي)

وفي (النهاية في غريب الأثر):

({درك} ... فيه [أعوذُ بك من دَرْك الشَّقاء] الدَّرْك: اللَّحاقُ والوصُولُ إلى الشيء أدْرَكْتُه إدْراكاً وَدَرْكا)

و هناك وجه آخرُ قد يصحُّ وجدتهُ في (لسان العرب):

(ونَمى الماءُ طَما وانتْمَى البازي والصَّقْرُ وغيرُهما وتنَمَّى ارتفع من مكان إلى آخر قال أَبو ذؤيب

تَنَمَّى بها اليَعْسُوبُ حَتَّى أَقَرَّهَا ... إِلى مَأْلَفٍ رَحْبِ المَبَاءَةِ عَاسِلِ

أَي ذي عَسَل)

وقال ابن الجوزي في (غريب الحديث):

(قوله أو نَمَى خيراً نَمَى خفيفةٌ يقالُ نَمَيْتُ الحديثَ إذا بَلَّغْتُهُ على جهةِ الإِصلاحِ وطَلبِ الخيرِ أُنْمِيهِ فإِذا بَلَّغْتُهُ على جهةِ النَّمِيمَةِ والإِفسادِ قُلْتُ نَمَّيْتُهُ مشدَّدَ الميم فَمَعْنَى نَمَى خيراً أبْلَغَ خيراً وكُلُّ شيءٍ رَفَعْتَهُ فَقَدْ نَمَيْتَهُ ومنه قَوْل النابغة

وانْمِ القُتُود على غَيْرِ أنَّةٍ أُجُد

ونما الخِضَابُ في اليَدِ والشَّعْر إِنَّمَا هو ارتفعَ وعَلاَ فهو يَنْمَى ويَنْمُو لُغْةٌ هكذا ذَكَرَهُ أبو عبيدٍ القاسمُ بن سلامٍ وابن قتيبة والأزهريُّ وقال إبراهيم الحربي نَمَّى مشدَّدة قال وأَكْثَرُ المحدِّثين يقولونها مُخَفَّفَةً وهذا لايجوز في النمو ورسولُ اللَّهِ لم يكن يَلْحَنُ ومن خفَّفَ الميم لَزِمَهُ أن يقول خيرٌ بالرفع قُلْتُ وإِذا كان معنى نَمَى رَفَعَ لم يَكُنْ لحناً وجاء رجلٌ إلى رسولِ اللَّه فقال إِنِّي أَرْمِي فأُصْمِي وأُنْمِي الإِنماء أن يُرْمى الصيدُ فَيَغِيب عن الرَّامِي فيموتُ وهو لا يراه يقال أنميت الرميَّة فَنَمَتْ تَنْمَى إذا غَابَتْ والسَّهْمُ فيها ثُمَّ ماتت)

فلعلّكم تنظرون فيما جمعتُ، فما كان من نقصِ فَهْمٍ وَعَقْلٍ مِنّي بَيَّنْتُمُوهُ لي وجَبرتُم كَسْرِي، وإن كان لي من الصّوابِ نَصِيبٌ حَمَِدْتُ ربّي - وله الحمدُ على كلّ حال - وبارك الله فيكم!

وقَعَ بصري على النّصّ التّالي من (فتاوى ابن تيمية) [برنامج الشّاملة] ولم أعرفْ كيفَ أضبطُ (تنمي و تغذي) فهل من مُشَمِّر؟

(و يمتاز بعض الدواب عن بعض بما يفصل بينه و بين غيره فهذه الخواص الفاصلة مختصة كما أن الصفات المشتركة عامة و هذا كالنطق للانسان و الصهيل للفرس و الرغاء للبعير و النهيق للحمار و أمثال ذلك

و كذلك النباتات تشترك مع الدواب فى أنها تنمي و تغذي و لكن ليس للنبات حس و لا إرادة تتحرك بها و المعدن مشارك فى بعض ذلك)

سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبحمْدِكَ، أَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ أنْتَ، أسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إلَيْكَ.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - 03 - 06, 01:33 ص]ـ

أخي الكريم ابن طاهر

وأنت جزاك الله خيرا وحفظك من كل سوء ووفقك لما يحبه ويرضاه!

قولك (متوكئا)

أنت ضبطتَها يا أخي الحبيب بالنصب على أنها حال، وما صنعتَه هو مهيع كلام العرب، ولكن مِنْ قواعد الضبط وأصول التحقيق أنك لا تغير الأصل إلا بيقين، وهاهنا يمكن تخريج الرفع على أنه فاعل لمبتدأ محذوف، أي وهو متوكئ، والله أعلم.

في الرسالة (ومنها ما بينه عن سنة نبيه بلا نص كتاب)

الإشكال عندك يا أخي الكريم أنك ظننت الفاعل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا خطأ؛ بل الفاعل هو الله عز وجل، ويكون المعنى (ومنها ما بينه الله عز وجل عن طريق سنة نبيه بغير أن ينزل في ذلك نصا في كتابه)، ويكون معنى العبارة هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير