تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَاجْتَهِدْ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، وَاقْتِبَاسِ الْأَدَبِ، وَتَحْصِيلِ الْحِكْمَةِ اجْتِهَادَ مَنْ لَا يَرَى لِكَوْنِهِ فَائِدَةً إِلَّا بِهَا، وَلَا يَعْرِفُ لِحَيَاتِهِ عَائِدَةً إِلَّا مِنْهَا، وَلَا لِعَقْلِهِ مَرْجُوعًا إِلَّا مَعَهَا، وَصُنْ نَفْسَكَ بِامْتِهَانِهَا فِي مَطَانِّهَا، وَأبل الْعُذْرَ مِنْهَا غَيْرَ تَارِكٍ مُمْكِنًا، وَلَا مُهْمِلٍ مُسْتَطَاعًا.

وَخُذْ بِزِمَامِهَا إِلَى الْبصْرَةِ=، وَأَشْعِرْهَا حَلَاوَةَ الْحِكْمَةِ، وَأَلْبِسْهَا جِلْبَابِ الْمَعْرِفَةِ، وَزَيِّنْهَا بِأَنْوَارِ الْعِصْمَةِ، وَبَصِّرْهَا مَوَاقِعَ الْيَقِينِ، وَرَوِّحْهَا بِمَوَادِ السِّكُونِ، وَشَوِّقْهَا إِلَى مَقْعَدِ الصِّدْقِ، وَأَطْرِبْهَا بِأَغَانِي الْمَلَكُوتِ، وَأَجلهَا= فِي رِيَاضِ الْقُدْسِ، وَنَاغِمْهَا بِأَسْرَارِ الْحَقِّ، فَإِنَّهَا إِنْ أَجَابَتْكَ -أَعْنِي نَفْسَكَ- أَفَقْتَ مِنْ سَكْرَةِ الدُّنْيَا، وَرَبِحْتَ الْآخِرَةَ وَالْأُولَى، وَشَهِدْتَ غَيْبًا لَا عِبَارَةً عَنْهُ، وَأَصَبْتَ نَعِيمًا لَا مُتَمَنًّى فَوْقَهُ.

وَاعْلَمْ أَنَّكَ وِعَاءٌ قَدْ مُلِئَ سِرًّا، وَظَرْفٌ قَدْ حُشِيَ نُورًا، وَجَرْمٌ= أُسْكِنَ حِكْمَةً، وَبَحْرٌ أٌُودِعَ دُرًّا، وَإِنَّمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَعْرِفَ مِنْكَ مَا هُوَ فِيكَ؛ بِتَرْتِيبِ الْعَقْلِ الْمَوْهُوبِ لَكَ، وَتُنْبِئَ عَنْهُ؛ بِتَفْصِيلِ الْلِسَانِ الْخَطِيبِ عَلَيْكَ، فَلَا تَأْسَ بِالْعَمَلِ مَا دُمْتَ مُسْتَوْحِشًا مِنَ الْعِلْمِ، وَلَا تَثِقْ بِالْعِلْمِ مَا دُمْتَ مُقَصِّرًا فِي الْعَمَلِ، وَلَكِنْ اجْمَعْ بَيْنَهُمَا وَإِنْ قَلَّ نَصِيبُكَ مِنْهُمَا، فَإِنَّكَ إِنْ وَهَبْتَ لِلْعَمَلِ كُلَّكَ أَقْعَدَكَ وَأَكَلَّكَ، وَإِنْ مَنَحْتَ لِلْعِلْمِ كُلَّكَ حَيَّرَكَ وَأَضَلَّكَ، وَآفَةُ الْعَمَلِ تَعَلُّقُهُ بِالرِّيَاءِ، وَآفَةُ الْعِلْمِ تَعَلُّقُهُ بِالْكِبْرِيَاءِ، وَالْخَيْرُ بَيْنَ طَرَفَيْهِمَا مُرْتَفِعٌ.

وفقك الله.

رجعتُ إلى مصدر النص، وهو البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي، وتحديدا نسخة الدكتور إبراهيم الكيلاني 1/ 298 - 299 ... فإذا هو قد ضبط الأحرف الآتية كما يلي:

قوله: بِامْتِهَانِهَا فِي مَطَانِّهَا ... عنده: في مظانها ... وهذا أصح إن شاء الله.

وقوله: وَأبل الْعُذْرَ ... عنه: وابْلُ ... كأنه ذهب بها إلى معنى الاختبار والتجربة من بلا يبلو ... ولعله أصوب.

وقوله: وَخُذْ بِزِمَامِهَا إِلَى الْبصْرَةِ ... عنده: إلى البصيرة ... وهذه مفهومة ... أما تلك فما وقفتُ لها على معنى يناسب المقام.

وقوله: وَرَوِّحْهَا بِمَوَادِ السِّكُونِ ... صوابه: السُّكُون ...

وقوله: وَأَجلهَا= فِي رِيَاضِ ... ضبطه: أّجِلْهَا ... من أجال يجول إجالة بمعنى الإدارة ...

وقوله: وَجَرْمٌ= أُسْكِنَ حِكْمَةً ... صوابه: جِرْم بالكسر ... وهو البَدَن ... أما الجَرْم بالفتح فهو القطع ... وبالضم: الجريمة أو الذنب ... ووقع اللفظ عند الكيلاني: وحَرَم ... وكلاهما محتمل.

أما قوله: فَلَا تَأْسَ بِالْعَمَلِ ... صواب ضبطه: فلا تأسَّ ... يقال: أسَّيْته تأْسِيةً أَي عَزَّيته. وأَسَّاه فَتَأَسَّى: عَزَّاه فتَعزَّى. وتَأَسَّى به أَي تعزَّى به ... وأما تأسَ فهو من أسِي بمعنى حزن، وليس بمراد هنا ... يؤيد ذلك أنه جاء عند الكيلاني: فلا تَأْنَس بالعمل ... وهو واضح.

وقوله: وَلَا تَثِقْ بِالْعِلْمِ ... جاء عند الكيلاني: ولا تنِ بالعلم ... من ونَى، من باب تعِب ووعد يني ونيا ... إذا فتر وضعف ... فلعلها أصوب. والله أعلم.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 03 - 06, 02:26 ص]ـ

أخي الفهم الصحيح أرجو مراجعة الخاص.

ـ[بن طاهر]ــــــــ[20 - 03 - 06, 11:09 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

وفقكم الله عندي سؤال عن ضوابط وضع الشدة

فمن يتحفنا بها جزاه المولى خيرا

وعليكمُ السَّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ

مرحبًا بك أخانا أبا مجاهد! أقول - حفظك الله - الشّدّة علامة تدلّ على تَضْعِيفِ الحرف الّذي وُضعتْ فوقه، فالشّدّتان على كلمة "الشَّدَّة" تدلاّن على أنَّ النُّطق يكون هكذا: "أَشْشَدْدَة"، أي أنّ الحرف المُضَعَّفَ يصير حرفين: الأوّل ساكنٌ والثّاني متحرك بحسب الحركة الّتي مع الشّدّة.

فالأصل في معرفة موضع الشّدّة ما ذكرتُ لك، فإذا نطقتَ بالحرف مضعّفًا جعلتَ الشّدّة عليه وإلاّ فلا.

مِمَّا يُذكَرُ منَ القواعد في هذا الباب: أنّ الحروف الشّمسيّة بعد "ال" التّعريف تكون مشدّدةً دومًا، بعكس الحروف القمريّة فلا تَلْحَقُها الشَّدّة في هذا الموضع.

أدعوك أخي - أبا مجاهد - إلى التّدرّب على النّصّ التّالي (الّذي ضبطه الشّيخ عصام البشير - شفاه الله وغفر له -). قد حذفتُ الشّدّات من النّصّ والمطلوب منك أنْ تعيد وضعها فقط - وفّقك الله -

(إِنَ لِكُلِ شَيْءٍ مِنَ الْعِلمِ، وَنَوْعٍ مِنَ الْحِكْمَةِ، وَصِنْفٍ مِنَ الْأَدَبِ، سَبَبًا يَدْعُو إِلَى تَأْلِيفِ مَا كَانَ فِيهِ مُشَتَتًا، وَمَعْنًى يَحْدُو عَلَى جَمْعِ مَا كَانَ مُتَفَرِقًا. وَمَتَى أَغْفَلَ حَمَلَةُ الْأَدَبِ، وَأَهْلُ الْمَعْرِفَةِ، تَمْيِيزَ الْاَخْبَارِ، وَاسْتِنْباطَ الْآثارِ، وَضَمَ كُلِ جَوْهَرٍ نَفِيسٍ إِلى شَكْلِهِ، وَتَأْلِيفَ كُلِ نَادِرٍ مِنَ الحِكْمَةِ إِلَى مِثْلِهِ؛ بَطَلَتِ الحِكْمَةُ، وَضاعَ العِلْمُ، وَأُميتَ الأَدَبُ، وَدََرَسَ مَسْتُورُ كُلِ نادِرٍ. وَلَوْلا تَقْيِيدُ الْعُلَماءِ خَواطِرَهُمْ عَلى الدَهْرِ، وَنَقْرُهُمْ آثارَ الأَوائِلِ في الصَخْرِ؛ لَبَطَلَ أَوَلُ العِلْمِ، وَضاعَ آخِرُهُ. وَلِذَلِكَ قيلَ لا يَزالُ النَاسُ بِخَيْرٍ ما بَقِيَ الأَوَلُ يَتَعَلَمُ مِنْهُ الآخِرُ ... )

هذا واللهُ أعلم، وليتَ الإخوة الكرام في هذا الملتقى يستدركون عليّ ما فاتني أو يُبيِّنونَ ما عنهُ عجزَ كتابي.

وصلّى اللهُ على نبيّه المُصطَفَى محمّدٍ وعلى آله وسلّم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير