تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[بن طاهر]ــــــــ[26 - 03 - 06, 06:46 ص]ـ

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لعلِّي سبقتُ هذه المرَّة (ابتسامةُ أُخُوَّة)، أسألُ اللهَ التَّوفيقَ والأجرَ الحَسَنَ لي وللإخوة الكرماء.

ثُمَّ أَرْدَفَ الأَدِيبُ قَائِلاً: (وَمِنْهُمْ مَنْ تَرَقَّى إلَى مَا هُوَ أَشَقُّ وَأَصْعَبُ، فَلَمْ تُقْنِعْهُ هَذِهِ التَّكَالِيفُ فِي البَلاَغَةِ حَتَّى طَلَبَ البَدِيعَ مِنَ التَّرْصِيعِ، وَالتَّسْجِيعِ، وَالتَّطْبِيقِ، وَالتَّجْنِيسِ، وَعَكْسِ البِنَاءِ فِي النَّظْمِ، وَتَوْشِيحِ العِبَارَةِ بِأَلْفَاظٍ مُسْتَعَارَةٍ، إلَى وُجُوهٍ أُخَرَ - تَنْطِقُ بِهَا الكُتُبُ المُؤَلَّفَةُ فِي البَدِيعِ - فَإنِّي لَمْ أَكُنْ أَذْكُرُ هَذَا القَدْرَ إلاَّ دَلائِلَ عَلَى أَمْثَالِهَا. وَلِكُلِّ مَا ذَكَرْتُهُ وَمِمَّا لَمْ أَذْكُرْهُ رَسْمٌ مِنَ النُّفُوذِ وَالاِعْتِلاءِ، بِإزَائِهِ مَا يُضَادُّهُ فَيُسْلِمُ لِلنُّكُوصِ وَالاِسْتِفَالِ. وَأَكْثَرُ هَذِهِ الأَبْوَابِ لِأَصْحَابِ الأَلْفَاظِ، إذْ كَانَتِ المَعَانِي المَعَارِضَ لِلْجَوَارِي، فَأَرَادُوا أَنْ يَلْتَذَّ السَّمْعُ بِمَا يُدْرِكُ مِنْهُ وَلا يَمُجَّهُ، وَيَتَلَقَاهُ بِالإصْغَاءِ إلَيْهِ وَالإذْنِ لَهُ فَلا يَحْجُبَهُ.

وَقَدْ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ابْنُ طَبَاطَبَا [؟؟]- رَحِمَهُ اللهُ - فِي الشِّعْرِ: "هُوَ مَا إنْ عَرِيَ مِنْ مَعْنًى بَدِيعٍ لَمْ يَعْرَ مِنْ حُسْنِ الدِّيبَاجَةِ، وَمَا خَالَفَ هَذَا فَلَيْسَ بِالشِّعْرِ". [هل التَّعقيب لأبي الحسن أم للمؤلِّف؟]

وَمِنَ البُلَغَاءِ مَنْ قَصَدَ - فِيمَا جَاشَ بِهِ خَاطِرُهُ - إلَى أَنْ يَكُونَ اسْتِفَادَةُ المُتَأَمِّلِ لَهُ وَالبَاحِثِ عَنْ مَكْنُونِهِ مِنْ آثَارِ عَقْلِهِ أَكْثَرَ مِنِ اسْتِفَادَتِهِ مِنْ آثَارِ قَوْلِهِ أَوْ مِثْلِهِ، وَهُمْ أَصْحَابُ المَعَانِي. فَطَلَبُوا المَعَانِيَ المُعْجِبَةَ [المُعَجِّبَةَ] مِنْ خَوَاصِّ أَمَاكِنِهَا، وَانْتَزَعُوهَا جَزِلَةً عَذْبَةً حَكِيمَةً ظَرِيفَةً رَائِقَةً بَارِعَةً فَاضِلَةً كَامِلَةً لَطِيفَةً شَرِيفَةً زَاهِرَةً فَاخِرَةً. وَجَعَلُوا رُسُومَهَا أَنْ تَكُونَ قَرِيبَةَ التَّشْبِيهِ، لائِقَةَ الاِسْتِعَارَةِ، صَادِقَةَ الأَوْصَافِ، لائِحَةَ الأَوْضَاحِ، خَلاَّبَةً فِي الاِسْتِعْطَافِ، عَطَّافَةً لَدَى الاِسْتِنْفَارِ، مُسْتَوْفِيَةً لِحُظُوظِهَا عِنْدَ الاِسْتِهَامِ مِنْ أَبْوَابِ التَّصْرِيحِ وَالتَّعْرِيضِ، وَالإطْنَابِ وَالتَّقْصِيرِ، وَالجِدِّ وَالهَزَلِ، وَالخُشُونَةِ وَاللِّيَانِ، وَالإبَاءِ وَالإسْمَاحِ، مِنْ غَيْرِ تَفَاوُتٍ يَظْهَرُ مِنْ خِلالِ أَطْبَاقِهَا، وَلا قُصُورٍ يَنْبُعُ مِنْ أَثْنَاءِ أَعْمَاقِهَا، مُبْتَسِمَةً مِنْ مَثَانِي [مَثَانِيِّ؟؟] الأَلْفَاظِ عِنْدَ الاِسْتِشْفَافِ، مُحْتَجِبَةً فِي غُمُوضِ الصِّيَانِ [الصَّيان] لَدَى الاِمْتِهَانِ، تُعْطِيكَ مُرَادَكَ إنْ رَفِقْتَ بِهَا، وَتَمْنَعُكَ جَانِبَهَا إنْ عَنَّفْتَ [؟؟] مَعَهَا، ... )

قال صاحبُ القاموس: (العنْفُ، مُثَلَّثَةَ العَيْنِ: ضِدُّ الرِّفْقِ. عَنُفَ، ككَرُمَ، عليه، وبه، وأعْنَفْتُه أنا، وعَنَّفْتُه تَعْنِيفًا.) وقال: (نبَعَ الماءُ يَنْبُعُ، مُثَلَّثَةً ... ).

قَدِ انتفعتُ بما علَّمنيهِ أخي الفاضلُ أبو مالك العوضي - جزاه الله خيرًا - فعرفتُ معنى (مثلَّثة العين) في النَّقْل الأوَّل فما معنى "مُثَلَّثَة" في الثَّاني؟ هل قَصَدَ "نبِع، نبَع، نبُع" أم "ينبِع، ينبَع، ينبُع" أم كليهما؟

وجزاكم الله خيرًا

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[26 - 03 - 06, 09:37 ص]ـ

وفقك الله.

أبو الحسن محمد بن أحمد بن طَبَاطَبَا العلوي المتوفى سنة 322هـ، صاحب الكتاب الشهير " عيار الشعر " ... وطَبا طبا - مكرر - لقب ألصق بجد جده إبراهيم بن إسماعيل لأنه كان يلثغ في القاف فيجعلها طاءا ... له ترجمة في كتاب ياقوت ... والتعقيب من جملة كلامه.

وأما أمر نَبع ... فالظاهر من كلام صاحب القاموس أنه عنى تثليث عين الفعل في المضارع ... وانتصر له ابن الطيب الفاسي محتجا باصطلاح المصنف ... و منكرا تثليثها في الماضي على بعضهم ... وتعقبه تلميذه الزبيدي في تاجه ناقلا تثليثها في الماضي عن بعض أهل اللغة بما تراه مطولا في أول مادة " نبع ".

ـ[بن طاهر]ــــــــ[27 - 03 - 06, 07:38 ص]ـ

جزاك الله خيرًا أخي الفهم الصّحيح - زادك الله فهما صحيحًا وعملاً صالحًا متقبَّلاً - فقد أفدتَ ونفعتَ.

هل مِنْ معقِّبٍ على تشكيلي للنصّ وعلى المواضع الّتي علّمتُ عليها؟

بارك الله في الجميع.

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[28 - 03 - 06, 09:56 ص]ـ

و إياك أخي الفاضل ... وبارك فيك ... ومعذرة على تأخر الجواب ...

قوله: إذْ كَانَتِ المَعَانِي المَعَارِضَ لِلْجَوَارِي ... وقع سقط أنا سببه - وضبطك صحيح - وأصل الكلام: وكانت المعاني بمنزلة المعارض للجواري.

وقوله: فَطَلَبُوا المَعَانِيَ المُعْجِبَةَ ... الظاهر أن هذا هو الضبط الصحيح ... يقال: شئ عَجَب و مُعْجِب: إذا كان حَسَناً.

وقوله: مُبْتَسِمَةً مِنْ مَثَانِي [مَثَانِيِّ؟؟] الأَلْفَاظِ ... مثاني الألفاظ: تراكيبها، لأن الكلمات تثنى فيها، وفي التنزيل الحميد: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} وفيه: {كتاباً مُتشابهاً مَثانيَ}.

وقوله: وَالخُشُونَةِ وَاللِّيَانِ ... اللَّيان - بفتح اللام - كسحاب ... قال في اللسان: (واللَّيانُ، بالفتح: المصدر من اللِّين).

وقوله: فِي غُمُوضِ الصِّيَانِ ... الصُوَان و الصِوَان والصِّيان ... وعاء يصان فيه الثوب ... وكأن في الكلام استعارة.

وقوله: إنْ عَنَّفْتَ [؟؟] مَعَهَا ... الظاهر أنه: عَنُفْتَ ... ويجوز: عنَّفت .. وكلاهما عدم الرفق في الأمر ... رزقني الله وإياك لينا ورفقا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير