تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[بن طاهر]ــــــــ[01 - 04 - 06, 02:12 ص]ـ

السَّلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

ما أَصْعَبَهُ مِنْ نَصٍّ!! أعاننا الله على معرفةِ الصَّوابِ وجزاك الله خيرًا - أخي الفهم الصَّحيح - على ما بذلتَ في سبيلِ إعانتنا؛ وقد استفدتُ كثيرًا من التَّمرُّنِ على هذه النُّصُوصِ، فاللهُ هو الوَكِيلُ والقادِرُ على إيفائِكُمْ أُجُورَكُمْ - بارك الله فيكُمْ وَأَجْزَلَ لَكُمُ الثَّوابَ.

حاولتُ ثانيةً، فانظُرْ - رحمكَ اللهُ - فيما لوَّنْتُ بالأخْضَرِ. وقد بذلتُ ما قدرتُ عليهِ، فإن أخطأتُ مرَّةً أخرى فإنِّي أحسبُ الأمرَ أصعبَ ممَّا تصوَّرتُ فتفضَّلْ - بارك الله فيك - ببيانِ الوجه الصَّواب فقد أعياني الطَّلبُ (ابتسامة!)

ثُمَّ قَالَ الأَدِيبُ أَبُو عَلِيٍّ المَرْزُوقِيُّ فِي مُقَدِّمَتِهِ الشَّهِيرَةِ لِشَرْحِهِ عَلَى دِيوَانِ الحَمَاسَةِ:

( ... فَهَذِهِ مَنَاسِبُ المَعَانِي لِطُلاَّبِهَا، وَتِلْكَ مَنَاصِبُ الأَلْفَاظِ لِأَرْبَابِهَا؛ وَمَتَى اعْتَرَفَ اللَّفْظُ وَالمَعْنَى فِيمَا تَصَوَّبُ [تَصُوبُ؟؟] بِهِ العُقُولُ فَتَعَانَقَا وَتَلابَسَا مُتَظَاهِرَيْنِ فِي الاِشْتِرَاكِ وَتَوَافَقَا فَهُنَاكَ يَلْتَقِي ثَرْيَاءَ البَلاغَةِ فَيُمْطَرُ رَوْضُهَا وَيُنْشَرُ وَشْيُهَا، وَيَتَجَلَّى البَيَانُ فَصِيحَ اللِّسَانِ نَجِيحَ البُرْهَانِ، وَتَرَى رَائِدَيِ الفَهْمِ وَالطَّبْعِ مُتَبَاشِرَيْنِ لَهُمَا مِنَ المَسْمُوعِ وَالمَعْقُولِ بِالمَسْرَحِ الخِصْبِ وَالمَكْرَعِ العَذْبِ. فَإذَا كَانَ النَّثْرُ - بِمَا لَهُ مِنْ تَقَاسُمِ اللَّفْظِ وَالمَعْنَى وَالنَّظْمِ - اتَّسَعَ نِطَاقُ الاِخْتِيَارِ فِيهِ - عَلَى مَا بَيَّنَّاهُ بِحَسَبِ اتَّسَاعِ جَوَانِبِهَا وَمَوَادِّهَا، وَتَكَاثُرِ أَسْبَابِهَا وَمَوَاتِّهَا - وَكَانَ الشِّعْرُ قَدْ سَاوَاهُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ وَشَارَكَهُ، ثُمَّ تَفَرَّدَ عَنْهُ وَتَمَيَّزَ بِأَنْ كَانَ حَدُّهُ: "لَفْظٌ مَوْزُونٌ مُقَفًّى يَدُلُّ عَلَى مَعْنًى"، فَازْدَادَتْ صِفَاتُهُ الَّتِي أَحَاطَ الحَدُّ بِهَا بِمَا انْضَمَّ مِنَ الوَزْنِ وَالتَّقْفِيَةِ إلَيْهَا. ازْدَادَتِ الكُلَفُ فِي شَرَائِطِ الاِخْتِيَارِ فِيهِ لأَنَّ لِلْوَزْنِ وَالتَّقْفِيَةِ أَحْكَامًا تُمَاثِلُ مَا كَانَتْ لِلْمَعْنَى وَاللَّفْظِ وَالتَّأْلِيفِ أَوْ تُقَارُبُ، وَهُمَا يَقْتَضِيَانِ مِنْ مُرَاعَاةِ الشَّاعِرِ وَالمُنْتَقِدِ مِثْلَ مَا تَقْتَضِيهِ تِلْكَ مِنْ مُرَاعَاةِ الكَاتِبِ وَالمُتَصَفِّحِ لِئَلاَّ يَخْتَلَّ لَهُمَا أَصْلٌ مِنْ أُصُولِهِمَا أَوْ يَعْتَلَّ فَرْعٌ مِنْ فُرُوعِهِمَا.

فِإذَا كَانَ الأَمْرُ عَلَى هَذَا فَالوَاجِبُ أَنْ يُتَبَيَّنَ مَا هُوَ عَمُودُ الشِّعْرِ المَعْرُوفُ عِنْدَ العَرَبِ لِيَتَمَيَّزَ تَلِيدُ الصَّنْعَةِ مِنَ الطَّرِيفِ، وَقَدِيمُ نِظَامِ القَرِيضِ مِنَ الحَدِيثِ؛ وَلِتُعْرَفَ مَوَاطِئُ أَقْدَامِ المُخْتَارِينَ فِيمَا اخْتَارُوهُ، وَمَرَاسِمُ إقْدَامِ المُزَيِّفِينَ عَلَى مَا زَيَّفُوهُ؛ وَيُعْلَمَ أَيْضًا فَرْقُ مَا بَيْنَ المَصْنُوعِ وَالمَطْبُوعِ، وَفَضِيلَةُ الأَتِيِّ السَّمْحِ عَلَى الأَبِيِّ الصَّعْبِ.

فَنَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ ... )

قَالَ في القاموس: (وثَرِيَتِ الأَرْضُ، كَرَضِيَ، ثَرىً، فهي ثَرِيَّةٌ، كَغَنِيَّةٍ، وثَرْياءُ: نَدِيَتْ، ولانَتْ بَعْدَ الجُدوبَةِ واليُبْس) وقالَ: (الصَّوْبُ: الانْصِبابُ، ... كالتَّصَوُّبِ، وأبو قَبيلةٍ، والإراقَةُ، ومَجيءُ السَّماءِ بالمَطَرِ)

كنتُ أوردتُ احتمالَ (عَمُودُ الشِّعْرِ المعروفِ) على أساسِ أنَّ (المعروف) صفة للشِّعر لاحْتِمَالِ أنَّ العرب لمْ يعرفوا "العَمُودَ" بل كانت الأمورُ سليقيَّةً ...

جزاكم الله خيرًا

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[01 - 04 - 06, 04:01 ص]ـ

وفقكما الله.

ومرحبا بأخي أبي المقداد ... مفيدا ومعينا.

قوله: [تَصُوبُ؟؟] بِهِ العُقُولُ ... كذا ضبطه ... يقال: صابه المطر يصوبه من باب قال ... وفي الكلام استعارة ... وهو مأخوذ من قول أبي تمام في وصف الشعر على ما ذكره العلامة ابن عاشور:

ولكنه صوب العقول إذا انقضت - - سحائب منه أعقبت بسحائب

وقوله: فَهُنَاكَ يَلْتَقِي ثَرْيَاءَ البَلاغَةِ ... صوابه: ثَرَيَا البلاغة ... قال في اللسان مادة " ثرا ": < والْتَقَى الثَّرَيانِ: وذلك أَن يجيء المطر فيرسَخَ في الأَرض حتى يلتقي هو وندى الأَرض >.

وقوله: فَإذَا كَانَ النَّثْرُ .... جوابه: ازْدَادَتِ الكُلَفُ فِي شَرَائِطِ ... وما بينهما جمل معترضة للتوضيح.

وقوله: أَوْ تُقَارُبُ ... صواب ضبطه: أو تُقَارِبُ ... من قاربه فهو مُقَارِب خلاف المباعدة ...

وقوله: عَمُودُ الشِّعْرِ المَعْرُوفُ ... هو كما ذكرت ... فالمقصود بالكلام المضاف وليس المضاف إليه.

وقوله: وَمَرَاسِمُ إقْدَامِ ... هو ما ضبطتَه ... وهو مصدر أقدم ...

وقوله: وَفَضِيلَةُ الأَتِيِّ ... الأتيّ: على وزن فعيل ... ما يطلبه الساقي إلى أرضه من السيل أو النهر ...

وقوله: عَلَى الأَبِيِّ الصَّعْبِ ... فعيل من أمثلة المبالغة ... و أصله الرجل المتصامي غير المطواع ... وفي اللفظين استعارة كما لا يخفى ...

أخي أبو المقداد وفقك الله.

قوله: بِالْمَسْرَحِ الخَصْبِ ... المشهور في كتب اللغة خِصب وهو النماء والبركة خلاف الجدب ...

قوله: كَانَ حَدُّهُ لَفْظَـ[ـًا] مَوْزُونَـ[ـًا] مُقَفًى ... كأن ترى في الأمر تصحيفا - رعاك الله - وليس كذلك ...

وقوله: تِلْكَ مِنْ مُرَاعَاةَ ... هذا مما أخطأت فيه لوحة المفاتيح ... مثل قوله: عَمُودُ الشِّعْرِ المَعْرُوفِ ...

وبقية الملحوظات علمت مما تقدم ... وفقكما الله ونفع بكما ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير