التّعريف: كلمة "نحو" تطلق في اللّغة العربيّة على عدَّة معان: منها الْجِهَةُ، تقول ذَهَبْتُ نَحْوَ فلاَنٍ، أي: جِهَتَهُ. ومنها الشّبْهُ والمِثْلُ، تقول: مُحَمَّدٌ نَحْوُ عَلِيّ، أي شِِبْهُهُ وَمِثْلُهُ.
وتطلق كلمة "نحو" في اصطلاح العلماء على "العلم بالقواعد الَّتي يُعْرَف بها أحكامُ أوَاخِرِ الكلمات العربيّة في حال تركيبها: من الإعراب، والبناء وما يتبع ذلك".
الموضوع: وموضوعُ علمِ النَّحوِ: الكلمات العربيَّةُ، من جهة البحث عن أحوالها المذكورة.
الثَّمرة: وثمرة تَعَلُّم علم النَّحو: صِيَانَةُ اللِّسان عن الخطأ في الكلام العَرَبِيِّ، وَفَهْمُ القرآنِ الكريم و الحديثِ النَّبويّ فَهْمًا صحيحًا، اللَّذَيْنِ هما أَصْلُ الشَّريعَةِ الإسلاميَّة وعليهما مَدَارُها.
نسبته: هو من العلوم العربيَّة.
واضعه: والمشهور أنَّ أوَّل واضع لعلم النَّحو هو أبو الأسْوَدِ الدُّؤلِيُّ، بأمر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
حكم الشَّارع فيه: وتعلُّمُه فَرْضٌ من فروض الكفاية، وربَّما تَعَيَّنَ تعَلُّمُهُ على واحدٍ فَصَار فَرْضَ عَيْنٍ عليه.
وقد تطرَّق هنا - رحمه الله - إلى بعض "المقدِّمات العشر" الَّتي هي لأيِّ عِلْمٍ: حَدُّهُ، مَوْضُوعُهُ، وَاضِعُهُ، نِسبَةُ هَذَا العِلْمِ إلَى غَيْرِهِ مِنَ العُلُومِ، مُسْتَمَدُّهُ، فَضْلُهُ، حُكْمُهُ، فَائِدَتُهُ، اسْمُهُ، مَسَائِلُهُ وَجُزْئِيَّاتُهُ.
وذَكَرَ الأخُ الكريمُ معمر العمري في تعريفه المختصر لبرنامج ((مبادئ العلوم)) ( http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=493) كلامًا مفيدًا عليها، فقال - جزاه الله خيرًا -: (نقلتُ ما كَتَبَ دونَ تصرُّفٍ، وفي النَّصِّ بعض الأخطاء)
* عنوان البرنامج: ((مبادئ العلوم)).
* المواد المقدمة في البرنامج: هي: شرح مبادئ العلوم العشرة المعروفة.
وقد افتتح جماعة من المؤلفين بها كتبهم، ولا سيما المتاخرين، وذلك في كتب الشروح والتعليقات على وجه الخصوص.
وذلك لأهميتها البالغة في تصور العلوم ومعرفة حقيقتها ومضامينها وتاريخها، قبل البدء والخوض فيها ..
والتصور هو أساس التصديق (الحكم)، فلا يمكن الحكم على أمر من الأمور من علم أو غيره إلى بعد تصوره، وكما يقول الأصوليون والمناطقة: الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره.
ويحصل تصور أي علم من العلوم على وجه الكمال بمعرفة مبادئه العشرة، ومن هنا أتت أهمية هذا البرنامج لعموم طلبة العلم، ولا سيما من يسعى لتأصيل نفسه.
وقد قام بنظم هذه المبادئ جماعة من العلماء ممن لهم ولعٌ بنظم العلوم؛ تسهيلًا لحفظها على طلبة العلم؛ لأن النظم أثبت في الذهن.
أ- ومن ذلك قو الناظم الشيخ: أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى، أبو العباس، المقّرِي، التِّلمساني، المالكي، المؤرخ الأديب (ت: 1040 هـ)، وهو صاحب الكتاب القيم المشهور: ((نفح الطِّيب في غصن الأندلس الرطيب)).
قال - رحمه الله تعالى وعفا عنا وعنه - في منظومته في العقيدة: ((إضاءة الدُّجُنَّة في اعتقاد أهل السنة))، وهو في معتقد الأشاعرة!
مَن رامَ فنًا فلْيُقدّمَ أولا ... علمًا بحده وموضوعٍ تلا
وواضعٍ ونِسْبةٍ وما استمدّْ ... منه وفضلِه وحكمٍ يُعتمدْ
واسمٍ وما أفادَ والمسائلْ ... فتلك عشرٌ للمُنى وسائلْ
وبعضُهم منها على البعض اقتصرْ ... ومَن يكنِ يدري جميعَها انتصرْ
ب - ومن ذلك - أيضًا - قول الناظم:
إن مبادي كلِّ فنٍّ عشرةْ ... الحدُّ والموضوعُ ثم الثمرةْ
وفضلُه ونسبةٌ والواضعْ ... والاسمُ الاستمدادُ حكمُ الشارعْ
مسائلٌ والبعضُ بالبعض اكتفى ... ومَن درى الجميعَ حاز الشرفا
وهذا النظم منسوب للشيخ: محمد بن علي الصبان، أبو العرفان، المصري، المتوفى في القاهرة سنة (1206 هـ).
وهو صاحب الحاشية على شرح الأشموني في النحو، والحاشية على شرح السعد التفتازاني في المنطق، وله عدة كتب ومنظومات.
- وسبقه إلى نظمها الشيخ:
وهذه المبادئ العشرة هي:
حدُّ العلم وتعريفه.
موضوع العلم.
واضع العلم.
ويذكر في هذا المبدأ ما يلي: أول مَن تكلم في العلم، وأبرز العلماء فيه، وأول مَن ألّف فيه، وأشهر المؤلفات فيه.
وكذا أهم وأبرز وأشهر المؤلفات فيه بأنواعها من: المتون، والشروح، والحواشي، والتعليقات.
وكذا المتون النظمية من: المنظومات، والألفيات.
وسواء في ذلك: المطبوع منها، والمخطوط، والمعدوم، وما في حكمه.
نسبته إلى غيره من العلوم.
مستمد العلم.
فضل العلم.
حكم العلم: تعلمًا وتعليمًا وتأليفًا، هل هو فرض عين أو كفاية.
اسم العلوم.
فوائد العلم وثمراته.
مسائل العلم. يذكر فيه مسائله المشتمل عليها، وأقسامه الرئيسة التي بني عليها.
سؤال: ما هي باقي المقدِّمات الَّتي لم يتطرَّق إليها محي الدّين - بارك الله فيكم -؟
جزاكم الله خيرًا
¥