أما أن يظن ظان - كما قاله بعض المنتقدين - بأن علم الله تعالى مقصور على اللوح والقلم؛ فيستحق أن يتلى عليه: "وما قدروا الله حق قدره" ...
[ quote= زكرياء توناني;504768] لو ناسبت قدره آياته عظما ... أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم
يقول: إن النبي عليه الصلاة والسلام لم يعط آية تناسب قدره، قال الشراح: حتى القرآن لا يناسب قدر النبي صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله. يقولون: والقرآن المتلو بخلاف غير المتلو عند الأشاعرة؛ لأنهم يفرقون بين هذا وهذا.
فهذا البوصيري يغلو ويقول: لو ناسبت قدره - يعني النبي عليه الصلاة والسلام - آياته عظما - يعني في العظمة - أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم، فالذي يناسب قدره، عند البوصيري أنه إذا ذكر اسمه على ميت قد درس، وذهب رميمه في الأرض، وذهبت عظامه أن تتجمع هذه العظام وتحيى، لأجل ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم عليه، وهذا من أنواع الغلو الذي يحصل من الذين يعبدون غير الله - جل وعلا - ويتوجهون إلى الأنبياء والرسل، ويجعلون في حقهم من خصائص الألوهية ما لا إذن لهم به، بل هو من الشرك الأكبر بالله جل وعلا، ومن سوء الظن بالله، ومن تشبيه المخلوق بالخالق، وهذا كفر والعياذ بالله]
هذا كلام مخالف للصواب، عري عن التحقيق؛ لأن البوصيري هنا يصف ويتلذذ بالوصف والمناجاة، ولا يقرر عقيدة، ثم هو أنكر أن تحيا الموتى بذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم، فما مناسبة التحامل عليه وقد أنكر الموضوع؟ ...
ثم إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أحيى الله به القلوب، فما المانع من أن يحيي به الموتى، إلا أنه تعالى لم يفعل ذلك لحكمة يريدها تعالى ...
وهاهو عزير عليه السلام، وعيسى عليه السلام، وهما أدون قدرا من المصطفى صلى الله عليه وسلم كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة، وقد أحيى الله تعالى على أيديهما الموتى ...
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بنص القرآن "رحمة للعالمين"، ومن عموم الرحمة إحياء الموتى، ولكن لم يكن ذلك من معجزاته صلى الله عليه وسلم، فلو ناسبت قدره آياته عظما، لعمت رحمته حتى الموتى فأحياهم الله تعالى عند ذكر اسمه الشريف صلى الله عليه وسلم ...
وقوله بأن الشراح قالوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤت معجزة تناسب قدره، حتى القرآن الكريم ...
أقول: هذا بهتان كبير، فمن قال بذلك من الشراح، وما هو نصه، وأين يقع؟ ... لم نر ولم نسمع قط بهذا ... ولا يقتضيه لفظ الشاعر أبدا، ولا يفهم منه ذلك قطعا ...
وختاما، هذه رقائق ومبالغات لا حصر لها في كلام الشعراء قديما وحديثا، من مدح سعدى وسلما، والدن والدنان، ومن مدح الأنبياء والرسل عليهم السلام، فلا يجب أن نتعامل معها كما نتعامل مع النصوص الفقهية والبحوث الأصولية، لأنه تعارف أنها ألفاظ لا تقتضي ظواهرها، والمعروف عرفا كالمشروط شرطا كما لا يخفى على من يعلم علم الأصول ... والله الموفق للصواب، والسلام ...
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[29 - 11 - 06, 06:18 ص]ـ
وصف البوصيري بالإمام مبالغة أيا كان قائلها فما أحد ذكر أنه من العلماء الراسخين في الشريعة والفقه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
http://saaid.net/feraq/sufyah/39.htm
أقوال علماء السنة في قصيدة البردة
السلام عليكم
نظرا لما ينشر عن البردة ونظرا لتلك الادعاءات التي يدعيها البعض من ان هذه القصيدة لا تحوي بين طياتها شركا ولا بدعا
ارتايت ان اقدم لاعضائنا الاعزاء وزوارنا الكرام هذه الفتاوى بشان هذه القصيدة ليكون الجميع على بينة
الفتوى الاولى1 ـ
كلام الإمام محمد بن عبدالوهاب في قصيدة البردة
قال: الإمام محمد بن عبدالوهاب: " في تفسير سورة الفاتحة "
وأما الملك فيأتي الكلام عليه، وذلك أن قوله: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) وفي القراءة الأخرى (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فمعناه عند جميع المفسرين كلهم ما فسره الله به في قوله ك (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {17} ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {18} يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ {19} ([سورة الانفطار الآيات: 17/ 19].
¥