إذا لزم من كتابة الهمزة على الواو أو الألف توالي ثلاث حروف من جنس واحد، كتبتْ على السطر كراهية التوالي، نحو (تبوّءوا، ماءان، ياءان)، وهذا متفقٌ عليه، وأشرتُ إلى الاتفاق بقولي: (فلم يجئ في رسمها من امترا)، بخلافِ ما إذا أدى كتابةُ الهمزة على الواو إلى اجتماع واوين، ففيه الخلاف المشهور، وقد مضى ذكرُه.
واسْتَثنيَن من ذاك (ياءً) إن أتتْ ... كـ (مُرْ بشيئين)، وباعد العنتْ
واسُتثنِيتْ الياءُ من القاعدة الماضية، فيجوز توالي الياءات كما مثّل بقوله: (بشيئين).
فصلٌ: الهمزة المتطرّفة
وإن تأخرتْ فشكلُ السابقِ ... كقولهم: (قرأْ)، و (جزْءُ اللاّحقِ)
إذا تطرّفت الهمزة نُظِرَ إلى حركة ما قبلها لا إلى حركتها، فإن كان ما قبلها مضموماً كُتبتْ على واو نحو (التهيّؤ)، وإن كان ما قبلها مفتوحا كتبت على ألف نحو (نبأ، بدأ)، وإن كان ما قبلها مكسوراً كتبتْ على ياءٍ نحو (شواطئ، بُدِئَ)، وإن كان ما قبلها ساكناً كتبت على السطر نحو (جُزْءٌ، كفْءٌ، ضوْءٌ).
وإن سُبِق بحرف ساكن وقلْ ... نصباً فضعْ (ياءً) إنِ الوصلُ قُبلْ
إذا سُبقَتْ الهمزةُ المتطرّفة بحرف ساكن كُتبتْ على السطر كما مضى، فإن نصبتْ فضعها على ياء إن أمكن الاتصال بما قبلها نحو (شيئاً، خطئاً)، وإلا فضع بعدها ألفاً نحو (جزءاً، سوءاً، ردءاً، لؤلؤاً)، وإذا كانت على ألفٍ رُسمتْ فوقها علامة التنوين نحو: (نبأً).
وإن نُصبْ همزٌ وقبلهُ ألِفْ ... فلا تَزِدْ شبيهَهُ فقدْ عُرفْ
قد سبق الكلام على نصب الهمزة المتطرّفة إذا كانت على السطر -وهي التي قبلها حرف ساكن-، وقلنا في التي سبقتْ بحرف لا يمكن اتصالها به: ضعْ بعدها ألفاً، فذكر الناظمُ هنا مسألةً مستثناة، وهي ما إذا كان الحرفُ الساكن الذي لا يمكن اتصالها به ألفاً، فحينئذٍ لا تضع ألفاً، وهذا معنى قوله: (فلا تزدْ شبيهَهُ)، وتوضع علامة التنوين على الهمزة فقط نحو (رداءً، جزاءً، سماءً)، وذلك كراهية توالي ألفين.
فصلٌ: في التاءِ المربوطة
وتاءُ تأنيثٍ بحُكْمِ نُطقِها ... سكّنْ وعكسُه تفُزْ بفَهمِها
هذه قاعدةٌ لفظيّةٌ مفيدةٌ، تحدّد لنا كتابة تاء التأنيث، فإذا نُطقَتْ تاءُ التأنيثِ هاءً في الوقفِ كُتِبَتْ مربوطةً، وإذا نُطقتْ في الوقفِ تاءً كُتبتْ مفتوحةً، وكثيرٌ من الطلابِ يستشكلُ عليه معرفةُ التاء المربوطة من الهاء، فللخلاصِ من هذه الإشكاليّة: سكّنْ آخرَ الكلمة ثمّ حرّكها، فإن كانت في الحالتين تُنطقُ تاءً فاكتبها تاءً مفتوحة –وتسمى مبسوطة- نحو (أبياتْ، أبياتٌ)، وإن كانت في الحالتين هاءً فاكتبها هاءً نحو (فوهْ، فوهُ)، وإن كانت هاءً في حالة الوقف؛ وتاءً في حالة التحريك فاكتبها تاءً مربوطة نحو (ثمرةْ، ثمرةٌ).
فالربطُ في اسمٍِ بعدَ فتحٍ أو ألِفْ ... واسْتثنِ جمعَ (مؤمنةْ) أصلٍ عُرفْ
هذه قاعدةٌ أخرى لمعرفة التاء المربوطة والمفتوحة، يستعملها مَن لم تسعفْهُ قريحتُه، ومضمونها: تُكتبُ التاءُ مربوطةً في الأسماءِ؛ إذا جاءتْ بعد حرفٍ مفتوحٍ، نحو (ثمرة، تفاحة، شجرة)، وكذلك إذا جاءتْ بعد ألفٍ، نحو (قضاة، فتاة، زكاة، صلاة)، ويُستثنى من ذلك جمع المؤنّث السالم نحو (مؤمنات)، وجمع أصلٍ تاؤهُ مفتوحة نحو (أموات، أصوات، أبيات)،= =فإنّ أصلها (موت، صوت، بيت)، وهذا مراد قوله: (أصلٍ عرِف)، أي: جمعَ أصلٍ عُرفَ أنه مفتوحُ التاء، فـ (أصلٍ) معطوف على (مؤمنة).
وعكسُهُ في الفعل والحروفِ ... وبعدَ ساكن من الحروفِ
وتُكتَب التاءُ مفتوحةً في ثلاثة مواضع:
1 - الأفعال نحو (كتبتُ، قالتْ) 2 - الحروف نحو (ليت) 3 - بعد الحرف الساكن نحو (بنْت).
وسنواصل إن شاء الله تعالى ...
ـ[سليم أبو سليمان الجزائري]ــــــــ[19 - 02 - 07, 03:14 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبد الواحد أبو مهدي الأثري]ــــــــ[21 - 02 - 07, 05:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[22 - 02 - 07, 07:17 ص]ـ
وفيكم ...
وهذا تكملة الشرح:
فصلٌ في الألفِ الممدودة والمقصورة
وألِفٌ إن جاء في وسط الكَلِمْ ... فوضْعُهُ بغير خُلفٍ قد عُلِم
إذا كانت الألفِ في وسط الكلمة كـ (قال، باع) كُتبَتْ ممدودةً بكلّ حال بلا خلاف.
وفي رباعيٍّ بياءٍ الألفْ ... كقولهمْ: (بشرى)، و (دنيا) بالألفْ
¥