ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 09:48 م]ـ
4 - ومن وجوه الأخطاء في الصياغة قوله: "هذه تقريبا! أهم الانشغالات التي دفعتني للبحث في مسألة الألفية .. ويرى بعضهم أن كثيرا من الدراسات اللغوية وغير اللغوية جنت على العربية التي أنتجها عصر الانحطاط" (ص6)
وأوّل ما يلاحظ هنا استعماله مصدرا من فعل غير مستعمل في العربية، وغير وارد في المعاجم، واللغة سماع، ورواية قبل أن تكون قياسا ودراية, ولأجل ذلك فإن كلمة "انشغالات" هي عامية، وكان على الدارس أن يتجنبها، ويأتي بمثلها من فصيح العربية، كأن يقول –بدلا عنها-: "العوامل" أو "الدواعي"، وهي في هذا السياق أدق وأصول وأسلم وأحكم ..
ومما يلاحظ أن فعل "دفع" يتعدى هنا بـ"إلى" الذي يفيد معنى الانتهاء، وهو المقصود هنا، لا "اللام" الذي لا يفيد ذلك أصلا إلا على شيء من الاستكراه، أو على سبيل "التضمين" وليس هنا مجاله ..
أما في آخر الفقرة فإن اضطرابا في الأسلوب وقع، أدى إلى انقلاب المعنى إلى عكس ما يريد المبلّغ تبليغه، وجاء ذلك من الفصل بين الموصوف وصفته بأجنبي في الكلام، أصبح هو الموصوف، ولا أظن الكاتب يريد ما حملته عبارته من معنى، والصواب في التعبير أن يأتي على الوجه الذي ينأى عن المعاظلة والاستغلاق: " ويرى بعضهم أن كثيرا من الدراسات اللغوية وغير اللغوية التي أنتجها عصر الانحطاط جنت على العربية "، وما بغير هذا السياق تنهض العبارة بالمعنى المقصود ..
5 - ومن الأخطاء التركيبية، استعماله بعض التراكيب المولدة، في غير اضطرار إليها. وهي استعمالات بلغة الفلاسفة أشبه، وإلى مصطلحاتهم أقرب، وذلك مثل قوله: " .. إذ أسجل العوامل التي تشير إلى الضعف أو اللاضعف" وقد تكرر هذا في الصفحة مرتين، وذلك من الباحث اللغوي الخبير دليل استحسان واستساغة (ص7)، وأصل هذا التركيب "لا" النافية للجنس، مع اسمها، ثم دخلت عليه "أل" فعوملت معاملة الاسم المفرد، دلالة على نفي الشيء نفسه، وأولى أن يستعمل الكاتب هنا العدم، فيقول: "إلى الضعف أو عدمه" وهذا أخف على اللسان، وأنأى عن التكرار، وأرقى في سلم البيان.
6 - ومن الأخطاء المتكررة على لسانه، وعلى أقلام المتأدبة الذين يكتبون بألفاظ العوام، وبشيء من أساليب الترجمة، يصبون فيها هزيل المضامين ومتهافت الأفكار، ثم تراهم ينتظرون الجوائز الجزيلة،، ويتسخطون على من لم يملأ عينيه بمثل أعمالهم الجليلة، قول الكاتب: "كانت تتميز عن بعضها البعض .. " وهذا أسلوب منحرف، ليس من لغة العرب في شيء، وإلا فليعرب هذه الجملة صاحبها، فإن كانت "اللهجات" السابقة هي فاعل "تتميز" بعود الضمير عليها. فما إعراب كلمة "البعض" في آخر الجملة؟؟ ربما كانت الجملة تستقيم بعض الاستقامة لو جاء الفعل مذكرا، إذ يتعين أن يكون الفاعل هو "البعض" وإن كان جمهور الناطقين بالعربية من أهل الفصاحة والأداء، منعوا إدخال "أل" على "بعض" وسبب المنع عندهم أنها في نية الإضافة، فهي أبدا معرفة بها، وإجماع علامتي تعريف فيها غير جائز، فدخول "أل" عليها، مع تقدير الإضافة فيها غير جائز، ولعل الذين جوّزوا دخول "أل" عليها، توهّموا أن التنوين فيها للتنكير، ومن هنا طرق الوهم أذهانهم! ولو عرفوا أن التنوين فيها للتعويض، تعويض عن المضاف إليه المحذوف تخفيفا بكثرة الاستعمال، لما ذهبوا إلى ما ذهبوا إليه من الجواز، وكان على الباحث اللغوي المجمعي أن يقول: "إن اللهجات كان يتميز بعضها عن بعض" فإن أراد أن يأتي بالجملة أعرابية فليقل: " .. كانت تتميز بعضا عن بعض" كان على الباحث أن يدع "لغة جريدة الخبر" لأهلها!! لا أ ن ينافسهم في سقط المتاع –وهو بصدد تشريح عمل علمي كبير- عمل يعدّ خلاصة النحو العربي على مدى سبعة قرون من الإنتاج العلمي الباهر .. (ص54)
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها وحتى سامها كل مفلس!!
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 02:46 م]ـ
هل أواصل أيها الإخوة ..
أم أن الموضوع لا يحتاج؟؟!!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 02:57 م]ـ
واصل يا أخي الفاضل
ولكن المفاجأة بغتتنا فلم نُسِغ صدور هذا العجب من هذا الرجل!
على أنها الأيام قد صرن كلها ................. عجائب حتى ليس فيها عجائب
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 03:38 م]ـ
واصل يا أخي الفاضل
¥