تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن المفاجأة بغتتنا فلم نُسِغ صدور هذا العجب من هذا الرجل!

على أنها الأيام قد صرن كلها ................. عجائب حتى ليس فيها عجائب

صدقتم يا شيخ، بارك الله بكم، ..

وفي الباب .. عجائب كثيرة .. ستأتيكم فيما سأنقله من سلسلة "أوهام المحققين" ولعل ما تقرؤون الآن أقلها شأنا، لأخملهم ذكرا!!

وجزاكم الله خيرا على المؤازرة .. وسأواصل إن شاء الله

ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 03:44 م]ـ

7 - ومن الأخطاء ما يظهر في أسلوبه من الانقطاع، والخروج من جملة إلى جملة أخرى من دون رابط بينهما، وقبل أن ينقضي الكلام السابق معنى وإعرابا، ومما جعل المعاني متقطعة، والأداء سيئا، والسياق مبتورا كقوله: "وهكذا أريد للبلاد أن تصير، وبمجيء الأتراك، وهي الفترة السوء، هبط المستوى الثقافي .. " (ص50) فأين خبر "تصير" هنا؟؟ ثم ما هذا التعبير في قوله: "الفترة السوء"؟ أليس هذا من التنطع بمكان؟ وكيف يذهب هذا المذهب من التعالم، وهو القصير ذراعه عن أن يبلغ سواء المستويات الدنيا من لغة العرب، التي لا تنطاع للأعجمين! ولا تنساق إلا لأرباب الملكات من المعربين ..

ومن الأخطاء الني وقع فيها هذا اللغوي الخبير قوله: " .. ولا ننكر أنه بدأت بوادر الجمود في أخريات القرن التاسع الهجري .. " والجملة –كما يرى القارئ المتأمل- متهافتة، تغلب عليها الركاكة والعجمة، فالضمير في "أنه" ليس له معاد، وهو ليس ضمير شأن، إذ ليس هنا محله من السياق، ولعله من بقايا العامية في قلمه، أو لوثة عجمة ما زال يعثر فيها لسانه ..

كما أن كلمة "بوادر" ليس هذا موقعها، فهي –وإن جازت إعرابا ونحوا- غير جائزة نظما وسياقا، فالكلمة –كما ورد بها الاستعمال العرب الأصيل- تتفجر حياة وحيوية، وتتقد حدة، فالبادرة ما يبدر من الإنسان عند الحدة والغضب، وقد سجع لها الإمام جار الله فقال: "فلان حارّ النوادر، حادّ البوادر .. " ومنها قول خراش بن عمرو:

وجاءت الخيل محمرا بوادرها ** زورا، وزلت يد الرامي عن الفرق

ومن أصيل الاستعمال ومكينه قول أبي فراس:

إليك أبا الأشبال سارت وخاطرت ** عوادي ليل كان تخشى بوادره .. ولعل عبارة المؤلف كانت تنساق لأساليب العرب لو جاءت على وجه "ولا ننكر أن مظاهر للجمود لاحت أواخر القرن التاسع الهجري. أو بأخرة منه".

8 - ومن أمثلة الأساليب المترجمة، وهي على أجنبيتها جمعت إلى الركاكة الابتذال، فقد لاكتها الألسن، حتى مجتها الأسماع، قوله: " .. حتى ذهبت المعاني ضحية الأساليب الجافة" فكلمة "ضحية" هنا مثل عكاز مكسور لا يهش بها، ولا ينش! وهي تكرر يوميا في الأساليب الصحافية عشرات المرات، فقد جمعت بين العجمة والركاكة والابتذال –وعروبة العبارة أن يقول: "حتى ذهبت روعة المعاني في جفاف الأساليب" أو "حتى ذهبت الأساليب الجافة بالمعاني .. " أو "حتى ذهب جفاف الأساليب أو جفاؤها برواء المعاني أو رونقها .. "

9 - ومن الأخطاء في الصناعة قوله: " .. وإن لكل عصر شواذا، ويوجد في النهر ما لا يوجد في البحر .. " وظاهر هنا الخطأ، في صرفه ما لا يصرف أو إجرائه ما لا يجري –على ما اصطلح عليه الكوفيون- وذلك في قوله: "شواذا" وهي غير مصروفة لعلة منتهى الجموع –كما هو معروف- ويظهر ضعف الصناعة عند المؤلف، وأجنبيته عن الدرس النحوي الذي هو بصدد "تشريح" كتاب من أهم المصادر النحوية، يظهر ذلك في إظهاره فعل "يوجد" وهو منه عي وتكلف فالجملة هنا اسمية، والجار والمجرور في قوله: "في النهر" و"في البحر" متعلق بمحذوف وجوبا تقديره "يوجد" أو يكون، فأفعال العموم لا تظهر، ويتعين حذفها وجوبا، هذه لغة العرب إذا أردنا أن نشأى شأوهم، ونقتبس من نورهم، وننعل من معينهم، ونلتمس من فضل زادهم، فلا نقول: "يوجد محمد في البيت" لأن إظهار الفعل هنا من الآثار السلبية للترجمة، إذ الصواب أن تقول: "في البيت محمد" وهو من مواطن تجويز تقديم الخبر على المبتدأ. قال ابن مالك:

وأخبروا بظرف او بحرف جرّْ ** ناوين معنى كائنٍ أو استقرّ

ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 03:46 م]ـ

10 - ومن الأخطاء الواردة في تأليف الدكتور بلعيد المجمعي، في زمان أصبح لا مكان فيه للجمع المخنث السالم!! نقله بيتا لابن مالك إنا نقل متسرع لا يدري ماذا يفعله؟ وإما نقل جاهل بالعروض، فقد أورد قوله:

وأستعين [بالله] في ألفيه * مقاصد النحو بها محويّه!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير