الأول: معرفة ألفاظ لم يكن يعرفها، وهذا يستعين عليه الطالب بكفاية المتحفظ، وأبو قصي وفقه الله ذكر أنه ليس بدقيق في المعاني، وهذا شأن المختصرات قد يفوت المرء فيها أشياء لا يعرفها على وجهها حتى يذهب إلى ما بعدها. وهو مناسب جدا للمبتدئين فلا ينبغي أن يزهد الطلاب فيه.
الثاني: معرفة الصواب في ألفاظ كان يعرف أصلها ويخطيء في أشياء من اشتقاقاتها، كالذي يعرف الفعل الماضي ويخطيء في مضارعه أو مصدره، فهذا يستعين عليه بالفصيح لثعلب فإنه نعم الكتاب ومؤلفه إمام من أئمة اللغة، قال الأخفش الصغير: "أقمت أربعين سنة أغلط العلماء من كتاب الفصيح."
وقال أبو سهل الهروي:"كان جمهور الناس الذين يؤدبون أولادهم ومن يعنون بأمرهم يحفظونهم كتاب الفصيح قبل غيره من كتب اللغة." أو كما قال.
وحسبك أن شروحه بلغت 49 شرحا.
أما القراءة في مختار الصحاح أو غيره فلا تسمن ولا تغني من جوع، إلا من حفظه فإنه يحصل علما كثيرا.
أما كتاب إصلاح المنطق فإنه على عظم شأنه كتاب عسير شديد، فكيف ينصح الطالب به ويترك الكتب الواضحة السهلة كاللسان وغيره.
لقد قرأتُ قصيدتَكَ في ملتقى أهل اللغة، فصِرتُ أغمد إليها أكَرِّرُها لشِدَّة ما رأيتُ من حُسنها، ووقَد أخذَت بمجامعي، وعرفتُ أنَّه لا يحسن بي أن أتَقَدَّم بينَ يديكَ في شيءٍ من علمِ العربيَّةِ.
ومن قال َ:
سأَصلِم آذانا وأَخلي معاصما ** وأجدع آنافا وأقصِم أَظهُرا
فإنَّه يُخشى منه (ابتسامة)
ولكن شيءٌ أظنّ أبا قصيٍ يعنيه، وهوَ أنَّ لأبي قصي مذهباً في الحفظ، يرى فيه عُسر حفظ الكلام الذي رتِّبَ واختُصِرَ على غير المعاني، لأنَّه إن حُفِظَ نُسِيَ - في نظرهِ -، ولذا هو يرغبُ بحفظِ الفصيح من الكلامِ إذا كانَ قطَعاً متَّصِلةً، وله معنى متَّصِلٌ، لوقورِهِ في القلبِ أكثرِ، لأنَّه فهم وخفظ، كذا يرى، ولذا قالَ: ((ومن الكلامِ كلامٌ ينبغي حفظُه، أو حفظُ قدرٍ منه كالقصائد السبع، والمفضليات، والحماسة، ولو أنَّ أحدًا حفظَهنَّ كلَّهنَّ، لم يكن ذلك كثيرًا، وكبعضِ الخُطَبِ، والحِكَمِ المبثوثةِ في ما سلفَ ذكِرُه من الكتب.)) , كذا أظنُّ الرجلَ يرى، ولست أريدُ أن ألصِقَ فيهِ ما ليسَ من قولِهِ، ولكنَّه ظنٌ غلبَ عليَّ!
ـ[الكهلاني]ــــــــ[16 - 11 - 10, 07:17 م]ـ
وعرفتُ أنَّه لا يحسن بي أن أتَقَدَّم بينَ يديكَ في شيءٍ من علمِ العربيَّةِ.
بل تقدم ولا تتأخر يا سعودي، فما هنا إلا طويلب علم صغير يستفيد من هذا المنتدى ومنتدى أهل اللغة أكثر مما يفيد.
ومن قال َ:
سأَصلِم آذانا وأَخلي معاصما ** وأجدع آنافا وأقصِم أَظهُرا
فإنَّه يُخشى منه (ابتسامة)
معاذ الله أن نهجو أحبابنا بل أنتم تستحقون المدح.
ولكن شيءٌ أظنّ أبا قصيٍ يعنيه، وهوَ أنَّ لأبي قصي مذهباً في الحفظ، يرى فيه عُسر حفظ الكلام الذي رتِّبَ واختُصِرَ على غير المعاني، لأنَّه إن حُفِظَ نُسِيَ - في نظرهِ -، ولذا هو يرغبُ بحفظِ الفصيح من الكلامِ إذا كانَ قطَعاً متَّصِلةً، وله معنى متَّصِلٌ، لوقورِهِ في القلبِ أكثرِ، لأنَّه فهم وخفظ، كذا يرى، ولذا قالَ: ((ومن الكلامِ كلامٌ ينبغي حفظُه، أو حفظُ قدرٍ منه كالقصائد السبع، والمفضليات، والحماسة، ولو أنَّ أحدًا حفظَهنَّ كلَّهنَّ، لم يكن ذلك كثيرًا، وكبعضِ الخُطَبِ، والحِكَمِ المبثوثةِ في ما سلفَ ذكِرُه من الكتب.)) , كذا أظنُّ الرجلَ يرى، ولست أريدُ أن ألصِقَ فيهِ ما ليسَ من قولِهِ، ولكنَّه ظنٌ غلبَ عليَّ!
يا سعودي الناس يختلفون، فما يناسبني قد لا يناسب بعض الإخوان، لكني ما نصحت الإخوان إلا بما أنصح به نفسي، وأنا ضامن لمن حفظ الفصيح وأخذ بعض شروحه وحفظ كفاية المتحفظ أنه قد بنى قاعدة قوية وتأصل تأصيلا جيدا. وإنما قلت كلامي هذا للإخوة المتخصصين في العلوم الشرعية الذين يريدون أن يأخذوا قدرا يسيرا من اللغة، أما من كان يريد علوم العربية ويميل إليها فلا أوصيه بحفظ كفاية المتحفظ بل يحفظ الصحاح فإنه يغنيه عنه.
ـ[عبد الرحمن بن محمد السبيعي]ــــــــ[16 - 11 - 10, 08:45 م]ـ
لقد قرأتُ قصيدتَكَ في ملتقى أهل اللغة، فصِرتُ أغمد إليها أكَرِّرُها لشِدَّة ما رأيتُ من حُسنها، ووقَد أخذَت بمجامعي، وعرفتُ أنَّه لا يحسن بي أن أتَقَدَّم بينَ يديكَ في شيءٍ من علمِ العربيَّةِ.
ومن قال َ:
سأَصلِم آذانا وأَخلي معاصما ** وأجدع آنافا وأقصِم أَظهُرا
فإنَّه يُخشى منه (ابتسامة)
ولكن شيءٌ أظنّ أبا قصيٍ يعنيه، وهوَ أنَّ لأبي قصي مذهباً في الحفظ، يرى فيه عُسر حفظ الكلام الذي رتِّبَ واختُصِرَ على غير المعاني، لأنَّه إن حُفِظَ نُسِيَ - في نظرهِ -، ولذا هو يرغبُ بحفظِ الفصيح من الكلامِ إذا كانَ قطَعاً متَّصِلةً، وله معنى متَّصِلٌ، لوقورِهِ في القلبِ أكثرِ، لأنَّه فهم وخفظ، كذا يرى، ولذا قالَ: ((ومن الكلامِ كلامٌ ينبغي حفظُه، أو حفظُ قدرٍ منه كالقصائد السبع، والمفضليات، والحماسة، ولو أنَّ أحدًا حفظَهنَّ كلَّهنَّ، لم يكن ذلك كثيرًا، وكبعضِ الخُطَبِ، والحِكَمِ المبثوثةِ في ما سلفَ ذكِرُه من الكتب.)) , كذا أظنُّ الرجلَ يرى، ولست أريدُ أن ألصِقَ فيهِ ما ليسَ من قولِهِ، ولكنَّه ظنٌ غلبَ عليَّ!
ما لُوِّن بالأحمرِ فغلطٌ من الضعيف (عبد الرحمن السعودي) المعرَّض للخطأ والنسيان والغفلة.
وقَدْ بلغني بإسنادٍ عالٍ أنَّه كتبَ ردَّهُ هذا في ظلامٍ لا سِراجَ فيهِ، فنتجَ ما نتج!
¥