تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 11:24 ص]ـ

المقدمة الأولى:

المبادئ العشرة لعلم النحو

معلوم أن العناية بأصول العلم – أي علم - وتأصيله هي الأساس والأصل، ومن ضبط الأصول ضمن الوصول بإذن الله تعالى، وقد وضع عدد من المؤلفين بعضًا من الضوابط ونظموها ليسهل حفظها؛ لأن النظم أثبت في الذهن.

ومن ذلك قول الناظم الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى، أبو العباس،المقّرِي،التِّلمساني:

مَن رامَ فنًّا فلْيُقدّمَ أولا ** علماً بحده وموضوعٍ تلا

وواضعٍ ونِسْبة وما استمدّْ ** منه وفضلِه وحكم ٍيُعتمدْ

واسمٍ وما أفادَ والمسائل ** فتلك عشرٌ للمُنى وسائلْ

وبعضُهم منها على البعض اقتصر** ومَن يكنِ يدري جميعَهاانتصرْ

ومنذلك أيضًا قول محمد بن علي الصبان، أبو العرفان، المصري، المتوفى في القاهرة سنة (1206 هـ). وهو صاحب الحاشية المشهورة على شرح الأشموني في النحو، وغيرها:

إنمبادي كلِّ فنٍّ عشرة ... الحدُّ والموضوعُ ثم الثمرةْ

وفضلُه ونسبةٌ والواضعْ ** والاسمُ والاستمدادُ وحكمُالشارعْ

مسائلٌ والبعضُ بالبعض اكتفى ... ومَن درى الجميعَحازالشرفا

والأخير هو ما سنعتمد عليه بترتيبه في بيان مبادئ علم النحو.

وهذه المبادئ العشرة هي:

أولا: حد علم النحو: وهو ما يسمىالتعريف، فأمّا حد النحولغة:

فيطلق ويراد به عدة معان،منها:

الجهة- الظرف - اتجهت نحوالبيت.

القصد: نحو: نحوت معروفه. ونحوت نحوك.

المثل: زيد نحوعمرو.

القدر: عندي نحو ألف ريال.

النوع: هذا الشيء على خمسة أنحاء.

الأصل: محمد نحوه من مكة.

القسم: نحوت مالي بين أولادي، و هو على أربعة أنحاء.

بعض: أكلت نحو الطعام.

ويأتي أيضًا بمعنى: النوع، وعند، والقرب، واسم قبيلة تسمى: بنونحو، وهم قوم من الأزد، والإمالة: نحوت جسمي. لكن المشهور الستة الأُوَل. وأكثرهن الثلاثة الأُوَل.

وقيل: النحو في اللغة يأتيعلى أربعة عشر معنًى أشهرها ستةُ معانٍ مجموعة في قول الناظم:

قصدٌ ومثلٌ جهةٌ مقدارُ ... قِسمٌ وبعضٌ قالَه الأخيارُ.

واصطلاحًا: له عدة تعاريف فمن ذلك:

* علم بأصول يعرف بها أحوالأواخر الكلم إعرابًا وبناءً. (وهو أحسنها)

ويقصد بمعرفة الأصول في النحو أي معرفة القوانين الكلية التي تطبق علىالجزئيات.

ثانياً:موضوع علم النحو: الكلمات العربية من حيث عروض الأحوال لها حال تركيبها كالإعراب والبناء. أي أن النحو يبحثفي أحوال أواخر الكلمات العربية في الجملة، وليس في حال الإفراد الذي يختص به علمالصرف.

ثالثاً: ثمرته: أهمُّها: فهم الكتاب والسنة، وأنعِم بهما ثمرة،!! وقد قيل: إن من ثمار تعلم النحو: صوناللسان عن خطإ النطق، والبنان عن خطإ الخطِّ، والجنان عن خطإ الفهم، والأركان عنخطإ العمل.

وقال الشيخ الحازمي "ثمرته: فهم الشريعة فهماً صحيحا ً وصيانة اللسان! وليس الثاني غاية بل الأول هو الغاية! ولو كانت نيته إقامة اللسان لما أُجرَ وإنما يُؤجر إن قصد فهمَ الشَّريعة "

رابعًا: فضل علم النحو:هو دعامةالعربية وقانونها الأعلى، روي عن عمر بن الخطاب: " تعلموا اللحن والفرائض فإنه مندينكم ".

ومن كلام مالك بن أنس " 179 هـ ": الإعراب حَلي اللسان فلا تمنعوا ألسنتكم حُلِيَّها. وقال الشعبي: النحو كالملح للطعام.

وذكر السيوطي أن النحو يُفتضح فاقده بكثرة الزلل، ولا يصلح الحديث للحّان. وقال الجاحظ: كان أيوب السختياني يقول: تعلموا النحو فإنه جمال للوضيعوتركه هجنة للشريف.

وقال بعضهم:

النحو زَيْنٌ للفتى يُكِْرمُهُ حيثُ أتى

من لم يَعْرِف النحو فَحَقُّهُ أنيَسْكُتَا

وقالوا أيضًا:

النحو قنطرة إلى العلوم فهل ** يُجاز بحرعلى غيرالقناطير

إن النحاة أناس بان مجدُهمُ ** فوق العباد جميعا بالمقادير

أصل الفصاحة لا يخشون من أحد ** عند القراءة في أعلى المنابير

لو يعلم الطير ما في النحو من شرف** غنت ورنت إليه بالمناقير

قلتُ: وقد قال الشيخ الحازمي نقلا عن السيوطي " من كان مبتدئا في النحو فهو مبتدئ في العلم الشرعي , ومن كان متوسطا فهو متوسط في العلم الشرعي , ومن كان منتهيا ً فهو منته ٍ من العلم الشرعي "

خامساً: نسبته: نسبته لبقيةالفنون التباين والتخالف أي ليس متداخلا مع بقية الفنون.

سادساً: الواضع: أبو الأسودالدُّؤلي ظالم بن عمرو الكوفي الدار البصري المنشأ بأمر أمير المؤمنين علي بن أبيطالب رضي الله عنه، على أرجح ما قيل في هذا. وهو مسلك كثر الكلام فيه وهذا مختصره.

سابعًا: الاسم:اسمه علم النحو من إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول يعني المنحوَّ أي المقصود، ثم بغلبة الاستعمال أطلق على النحو الخاص، و إلا فكل علم منحوٌّ يعني مقصود كما سُمِّي الفقه فقهًا.

وقيل: إن سبب تسميته بذلك أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما أمر أباالأسود الدؤلي أن يضعه وعلَّمه الاسم والفعل والحرف وشيئا من الإعراب قال له:" انحهذا النحو ".

ثامنًا:الاستمداد:مستمد منالكتاب والسنة وكلام فصيح العرب،، أما الكتاب: فمتفق عليه أنه يحتج به في إثباتالقواعد النحويّة.

وأما السنة: فقد تنازع النحاة في مسألة الاحتجاج بالحديثما بين مانع ومبيح،، والأصحُّ الاحتجاج، إذ إنه لو جازت الرواية بالمعنى من الصحابة والتابعين جاز الاحتجاج، ولذلك ينصر كثير من النحويين كابن مالك وابن هشامرحمهما الله هذا القول ويكثرون من الاستشهاد بالقرآن والسنة في كتبهما.

تاسعًا:حكم الشارع: هو من فروض الكفايات، وهناك من يرى أنه واجب؛ إذ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب،والوسائل لها أحكام المقاصد. كما أنّه يجب إذا لم تتحقق الكفاية إلا بواحد معين.

عاشرًا: مسائله: أي قواعده التييبحث فيها نحو: كالفاعل مرفوع، والمضاف: بحسب ما قبله، والمضاف إليه دائما يكون مجرورًا، الحال دائما منصوبة، التمييز تارة يكون منصوبًا وتارة يكون مجرورًا .. إلخ. وهذه القواعد وصل إليها النحاة بتتبع الجزئيات.

والله تعالى أعلم.

ثمَّ نعرج إلى –ترجمة ميسرة لصاحب متن ِ الآجرَّومية , ثم نبدأ بالبسملة والكلام بأقسامه –

والله الموفق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير