وقفةٌ مع السَّمَرْقَنْدِيّ صاحب "تحفة الفقهاء"، و"ميزان الأصول في نتائج العقول"
ـ[الحُميدية]ــــــــ[24 - 03 - 09, 07:43 م]ـ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تحيَّة طيَّبة، وبعد: صادفتني في رسالتي، ترجمةٌ للإمام محمَّد بن أحمد السَّمَرْقَنْدِيُّ صاحب "تحفة الفقهاء"، وميزان الأصول في نتائج العقول - المختصر"، فترجمت له كالتَّالي:
محمَّد بن أحمد السَّمَرْقَنْدِيُّ: هو علاء الدِّين، شمس النَّظر، محمَّد بن أحمد بن أبي أحمد السَّمَرْقَنْدِيُّ، يكنَّى بأبي بكر، وقد يكنَّى بأبي منصور والغالب الأوَّل، وهو شيخٌ، كبيرٌ، فاضلٌ، جليلُ القدر، فقيهٌ، أصوليٌّ، تفقَّه على أبي المعين، ميمون المَكْحُوليِّ، وعلى الصَّدرين الْبَزْدَوِيَّين، أبي اليُسْر، وأبي العُسْر. وتفقَّهت عليه ابنته فاطمة زوجة "صاحب البدائع" الَّتي حفظت "تحفته"، وهو أستاذ "صاحب البدائع"، علاء الدِّين، أبي بكر بن مسعودٍ الكَاسَانيِّ، اختلف في تاريخ وفاته على عدَّة أقوالٍ، أرجحها أنَّه توفي سنة 539 هـ.
من مصنَّفاته: "تحفة الفقهاء"؛ و"مختلف الرِّواية"؛ و"ميزان الأصول في نتائج العقول" المطوَّل، والمختصر.
ينظر: مقدِّمة تحقيق كتابي تحفة الفقهاء، وميزان الأصول في نتائج العقول - المختصر -، لمحمَّد بن أحمد السَّمَرْقَنْدِيّ؛ والجواهر المضيَّة: 3/ 18، 83، 4/ 24؛ وتاج التَّراحم: 206، 211؛ وطبقات الحنفيَّة: 212، 233؛ وكتائب أعلام الأخيار: 161/ [ظ 160] – 162/ [ظ 161]؛ وكشف الظُّنون: 1/ 371، 2/ 1636، 1916، 1917؛ والفوائد البهيَّة: 260؛ وإيضاح المكنون: 2/ 613.
ولكنِّي في بحثي عن ترجمته استوقفتني بعض الإشكالات، أتركها لكم للنَّقد، والتَّوجيه، ورغبةً في المساعدة للتَّوصُّل إلى جوابٍ لسؤالي في آخر المقال:
فبعد البحث، والتَّحري، والاستفادة من مقدِّمة تحقيق كتاب "ميزان الأصول في نتائج العقول – المختصر"، وهي منقولة بتعديلٍ بسيط من مقدِّمة تحقيق كتاب "تحفة الفقهاء"، لمحقِّقهما الدُّكتور محمَّد زكي عبد البرّ، وكلا الكتابين للإمام أبي بكرٍ السَّمرقنديّ. يتَّضح أنَّ مصادر ترجمته الَّتي وقفت عليها؛ هي:
1. الجواهر المضيَّة: 3/ 18 [ترجمة رقم 1151] والَّتي تتبعها ترجمة رقم (1898) من كتاب الكُنى: (4/ 24)، و83 [ترجمة رقم 1221]،؛ فقد التبس على المصنِّف فظنَّهما شخصان، وهما في الحقيقة شخصٌ واحدٌ، هو مُترجَمنا السَّمَرْقَنْدِيّ.
2. تاج التَّراجم: 206 [ترجمة رقم 226]، 211 [ترجمة رقم 232]؛ لنفس السَّبب السَّابق.
3. طبقات الحنفيَّة: 212 [ترجمة رقم 111]، 233 [ترجمة رقم 141]؛ لنفس السَّبب السَّابق.
4. الفوائد البهيَّة: 260 [ترجمة رقم 327].
5. كشف الظُّنون: 1/ 371 [هو صاحب كتاب "تحفقة الفقهاء"، وصاحب التَّرجمة أيضًا]، 2/ 1636 [هو صاحب كتاب "مختلف الرِّواية"، وهو صاحب التَّرجمة أيضًا]، 1916 – 1917 [هو صاحب كتاب "ميزان الأصول في نتائج العقول"، وهو صاحب التَّرجمة أيضًا].
6. إيضاح المكنون: 2/ 613 [هو صاحب كتاب "ميزان الأصول في نتائج العقول"، وهو صاحب التَّرجمة أيضًا؛ وقد كتب عنوان الكتاب خطأً: ميزان الفصول في تاريخ العقول].
7. مخطوط: كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النَّعمان المختار، لمحمود الكفويِّ، الحنفيّ (ت 990 هـ)، مكتبة سمسون، تركيا، رقم (1061): لوحة 161/ [ظ 160] – 162/ [ظ 161].
فهذا تصحيحٌ في مصادر ترجمته، بغضِّ النَّظر عمَّن ذكره في تراجم الآخرين، كابنته، وزوجها صاحب "البدائع".
وجديرٌ بالذِّكر أنَّ أغلب هذه المصادر في بعض معلوماتها وحقائقها، وهمٌ واضطرابٌ – كضبط اسمه، وكنيته، وسنة وفاته، ونسبة بعض كتبه –، وأرى المعتمد في ترجمته على الرَّاجح ما ذهب إليه المحقِّق محمَّد زكي في تحقيقيه السَّابقين. والله أعلم.
وقد قادني إلى هذا البحث؛ الاضطراب في نسبة كتاب "ميزان الأصول في نتائج العقول" من خلال المصادر السَّابقة، والَّذي حسم هذا رجوعي إلى مقدِّمة تحقيق كتابا السَّمَرْقَنْدِيّ، وما إن خرجت من هذا حتَّى وقعت في إشكال نسبة كتاب "اللُّباب في الأصول"، للسَّمَرْقَنْدِيِّ صاحب "التُّحفة"، مع العلم بأنَّ محقِّق كتابي السَّمَرْقَنْدِيِّ لم يذكرهما من ضمن مؤلَّفاته:
¥