تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأهمية التاريخية والأثرية لمدينة جدَّة

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[26 - 02 - 09, 11:27 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه اجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأهمية التاريخية والأثرية لمدينة جدَّة

د. فؤاد بن محمد مؤمنة

المصدر: مجلة "الدرعية"، العدد الثالث عشر، السنة الرابعة.

مدخل:

يتناول البحث الموقع الحيويَّ والإستراتيجيَّ المتميِّز، الذي حظِيتْ به مدينة جدَّة؛ بوصفِها محطَّة تجاريَّة مهمَّة لتمْوين السفُن بالماء والزَّاد، وبوصْفها مركزًا تجاريًّا رئيسًا فيما يتعلَّق بالتجارة مع مناطق مختلفة منَ العالَم، ممَّا نتج عنه تعرُّض هذه المدينة للتَّهديدات والاعتداءات الخارجيَّة، منذ المراحل التَّاريخية المختلفة القديمة، وحتى القرن العاشر الهجري - السادس عشر الميلادي - كالاحتلال الفارسي والحَبَشي، وكالاعتِداءات البُرتغالية، قبل أن تصبح جزءًا من الدَّولة العثمانية منذ القرن العاشر إلى بداية القرن الرابع عشر الهجري.

ويهدف البحث دراسة الأهميَّة التاريخية والأثرية لمدينة جدَّة، فيما يتَّصل بموضوع السياحة والنَّشاط الإنساني، وأبْعاده المكانيَّة والزمانيَّة في هذه المدينة.

كما يهدف إبْراز أهمِّ المعالِم التَّاريخيَّة الموجودة في هذه المدينة، ومدى إمكانيَّة الاستِفادة منها؛ بوصْفِها إحْدى دعائم السياحة الثَّقافية والتعليميَّة المحلِّيَّة، فمدينة جدَّة تزخر بالعديد من المعالِم التاريخيَّة الإسلاميَّة؛ كالمساجد، مثل: الجامع الكبير، ومسجد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ومسجد الشافعي، ومسجد الحنفي.

وتوجد في جدَّة معالِم تاريخيَّة أُخْرى مهمَّة، مثل: موقع أبرق الرغامة، ومثل: قصر خزام، ومثل: النِّظام المائي المعروف بعين فرج يسر، ومثل: السور المحيط بمدينة جدة، وغيرها من المعالِم التاريخية الملحوظة، التي تبرز الأهمية التاريخية لهذه المدينة.

ويخلص البحثُ إلى أهميَّة وضرورة الاستفادة مِن تلك المعالِم التاريخية المختلفة لأغراض سياحيَّة واقتصاديَّة وثقافيَّة وتعليميَّة، للأفراد والطُّلاب والباحثين، والجاليات المُقيمة والزائرين بالمملكة العربية السعودية بشكْلٍ عامٍّ، ومحافظة جدة على وجه الخصوص.

الأهمية التاريخيَّة والاقتصاديَّة:

تقع جدة على الساحل الشرقي للبحر الأحمر على خط طول 21 - 30 شمالًا، وخط عرض 16 - 19 شرقًا في المنطقة الغربية للمملكة العربية السعودية [2] ( http://www.alukah.net/articles/1/5254.aspx#_ftn2).

ولمدينة جدة أهمية تاريخية، ترجع إلى حقبة ما قبل الإسلام، فقد أشار إليْها المؤرِّخ الإسلامي البكري الأندلسي، بأنَّها كانتْ موطِنًا لقبيلة قُضاعة التي استقرَّت بها؛ حيثُ استفادتْ من أراضيها السهْليَّة الساحليَّة لرعْي مواشيها، كما أشار هذا المؤرِّخ إلى أنَّ منَ المرجَّح أن يكون السَّبب الرئيس في تسمِيتها باسم جدة هو: أنَّ أحد أجداد قبيلة قُضاعة كان يُدْعى بهذا الاسم، وهو جدَّة بن جرح بن ربان بن حلوان [3] ( http://www.alukah.net/articles/1/5254.aspx#_ftn3)، كذلك أشار إلى جدَّة المؤرِّخ الإسلامي ابن حوقل النصيبي، بأنَّها ميناء لسكَّان مكَّة، وبأنَّها تميَّزت بِتجارتِها الواسعة، وبثرائها الملحوظ الرَّئيس؛ إذ قامتْ واعتمدتْ تلك التجارة المزدهِرة على نشاطات الجالية التِّجارية الفارسيَّة، التي استقرَّت بها [4] ( http://www.alukah.net/articles/1/5254.aspx#_ftn4).

ونتيجة لأهمية مينائها في التجارة البحرية، احتلَّتها الإمبراطورية الفارسيَّة في حوالي منتصف القرن السَّادس قبل الميلاد، وخضعتْ للاحتِلال الحبشي في حوالي عام 183هـ/799م، كما تعرَّضتْ للتَّهديدات والاعتِداءات البرتغاليَّة في حوالي عام 948هـ/1541م [5] ( http://www.alukah.net/articles/1/5254.aspx#_ftn5).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير