[الالتقاء والافتراق بين قصص القرآن والتوراة]
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[02 - 08 - 09, 01:39 ص]ـ
المتبولي في حوار عن الالتقاء والافتراق بين قصص القرآن والتوراة
حوار أجري مع صديقنا الباحث الفاضل الدكتور أحمد المتبولي مراسل القناة السعودية في فيينا/النمسا
فيينا/ قد يكون ولوج العربي المسلم إلى حقل الدراسات اليهودية مفعماً بالإثارة، أو هو حافل بالتشويق والملابسات الشائكة كذلك. فاهتمام الجمهور العربي بالشأن اليهودي، ارتبط لعقود متواصلة بطابع "التعرّف على العدوّ"، وإن كان الواقع العلمي له متطلبات أخرى.
وتتعدّد الشواغل البحثية التي تصادف الدارسين في حقول الدراسات اليهودية، ومنها الدراسة المقارنة للقصص الواردة في المصادر الدينية.
فما هي مثلاً مجالات المقارنة في القصص التي تناولتها المصادر الإسلامية واليهودية، بما فيها من عناصر مشتركة وفوارق؟ وماذا عن مكان الالتقاء والافتراق في قصّة هامة، هي قصة النبي يوسف عليه السلام، كمثال، كما وردت في المصادر الإسلامية واليهودية؟
وما هي الأبعاد الكامنة وراء ما يتمايز به بعض القصص الديني في المصادر اليهودية عن نظيرتها في المصادر الإسلامية؟ من قبيل قصة الأمر الرباني للنبي إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه، فلدى اليهود كما هو معروف هذا الابن ليس سوى النبي إسحق عليه السلام، بينما هو في الإسلام النبي إسماعيل عليه السلام.
وماذا عن قضية "الإسرائيليات" في كتب التاريخ التي ألفّها المسلمون وكذلك في تفسير القرآن الكريم، وما تثير من هذه القضية لغط ومراجعات متزايدة في الآونة الأخيرة؟
وماذا عن الملابسات التي أحاطت بالدراسات اليهودية كحقل بشكل عام في العالم العربي. طوال العقود الماضية، وما الذي تغيّر لاحقاً على صعيد هذا الحقل؟ وهل من فوارق في حقل الدراسات اليهودية بين الخبرة الأكاديمية العربية ونظيرتها الأوروبية؟
هذه القضايا وما يتصل بها، هي التي انشغل بها هذا الحوار، الذي أجرته وكالة "قدس برس"، مع الأكاديمي العربيّ المتخصص في الدراسات اليهودية، الدكتور أحمد المتبولي، المقيم في فيينا.
وقد حصل الدكتور أحمد المتبولي، وهو مواليد القاهرة في العام 1973، على ليسانس الآداب من قسم اللغة العبرية بكلية الآداب جامعة عين شمس المصرية عام 1995، ومن ثم حصل على دبلوم الترجمة العلمية من وإلى اللغتين العبرية والعربية من قسم الدراسات العليا بالكلية ذاتها عام 1997.
وحصل المتبولي على درجة الماجستير في الدراسات اليهودية، من معهد الدراسات اليهودية بجامعة فيينا عام 2004، وكان عنوان بحثه "قصة يوسف في التفاسير اليهودية والإسلامية".
ومن ثم حصل الباحث على درجة الدكتوراة في الدراسات الشرقية، من معهد الدراسات الشرقية بجامعة فيينا عام 2008. وكانت عنوان الأطروحة "التطوّر الدلالي للمصطلحات الدينية المشتركة بين اللغتين العربية والعبرية".
وقد سبق للدكتور أحمد المتبولي، أن عمل أمينا للجنة الاقتصادية بالمجلس الأعلى للثقافة بوزارة الثقافة المصرية، كما عمل محرراً مترجماً بهيئات عامة تتبع وزارة الإعلام المصرية، وهو علاوة على ذلك يعمل صحفياً حرّاً مع عدد من وسائل الإعلام.
نص الحوار
وفي ما يلي نص الحوار، الذي أجرته "قدس برس" في فيينا، مع الدكتور أحمد المتبولي، الأكاديمي المختص في الدراسات اليهودية.
ـ لنسأل ابتداء عن اهتماماتك البحثية وأهمّ ما اشتغلت عليه من الدراسات.
* تنصبّ الاهتمامات البحثية في مجملها على مجال التخصص (دراسات اللغة العبرية وآدابها)؛ حيث يشغلني من خلال ما أقوم به من دراسات في المقام الأول اكتشاف وإبراز أوجه التقابل والتباين بين كل من الناطقين باللغتين العربية والعبرية. وأعني هنا المجال الفكري القائم على خلفية تراثية دينية، لكونها تشكل الخطوة الأولى على سلم التعرف على الدعائم الاجتماعية والمجتمعية التي تقوم عليها حياة كلا الفريقين.
وربما كانت دراسة مصغرة أعددتها منذ سنوات عن الذبيح (ذبيح إبراهيم) بين الإسلام واليهودية، هي نقطة الانطلاق الفعلي لي على هذا الطريق الممتع. وأعقبتها دراسات موسّعة في المجال ذاته عن النبي يوسف عليه السلام، وتلتها دراسة أكاديمية لغوية عن المصطلحات الدينية المشتركة بين اللغتين العبرية والعربية ومظاهر التطور الدلالي لها.
¥