تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يوسف بن تاشفين، بطل الزلاقة وفخر المرابطين، بين تمجيد السلف وإهمال الخلف!!]

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 07:46 م]ـ

لمُراكش تاريخٌ غنيّ بأحداثٍ صنعتْ تاريخ منطقة ممتدة في جغرافيتها. أحداثٌ غير عادية في التاريخ، ورجالٌ غير عاديين، في حياة مدينة غير عادية. ملايينُ السياح والزوار، القادمون من مختلف الجغرافيات والديانات واللغات والأعراق، يتوحدون، اليوم، في عشق سحرها .. لكن، سيرة القائد والأمير المرابطي يوسف بن تاشفين، الذي أعطى المدينة اسمها ولونها ونخيلها وبهجتها، مُهملة ... !

قبلَ أشهُر، أظهرَ استطلاعٌ للرأي، أطلقه موقع «مراكش نيوز»، أن ثلثي سكان مراكش يجهلون مكان ضريح مؤسس مدينتهم.

وقال الإعلامي طارق السعدي، المُشرف على الموقع الإلكتروني المذكور: «فكرتُ في طرح السؤال بخلفية عبثية، مع أن الجواب يهمّني، حقاً. لقد وضعت السؤال بسوء نية بعدما تعبتُ من أسئلة زوار مراكش وبعض ساكنتها عن موقع قبر يوسف بن تاشفين، والنتيجة الأولية تزكي حقيقة أن المغاربة لا يفقهون شيئاً كبيراً في تاريخهم. وأنا أعرف الكثير من سكان مراكش ممن يجهلون، فعلاً، مكان قبر يوسف بن تاشفين، مع أنه ليس لديهم أدنى شك في أنه دفين مراكش. أما الأجانب فعذرهم مقبول مادام أنه ليست هناك أية إشارة أو علامة تشير إلى موقع الضريح، لكن ما يثير الانتباه، هنا، أننا نادراً ما نجد إشارة إلى الضريح ضمن المَطويات السياحية، كما لو أنهم يتشاءمون منه ومن تاريخه».

وغالباً ما يُثار اسم يوسف بن تاشفين حين يتم الحديث عن زمن التأسيس وتاريخ مراكش، هذا القائد المرابطي الذي كان له فضل وضع الأساس لأول بناء في هذا المكان الذي صارتْ تؤمه أفواج السياح من كل فج عميق، والذي تنقل كتُب التاريخ أنه كان عبارة عن «موضع صحراء رحب الساحة، واسع الفناء ... خلاءٌ لا أنيس به إلا الغزلان والنعام، ولا ينبت إلا السدر والحنظل».

كانتْ هذه خريطة مراكش قبل أن يحفر يوسف بن تاشفين الآبار ويجلب المياه، وقد حدث هذا قبل نحو ألف عام.

واليوم؟ بابٌ من خشب، وعبارة تعلو المدخل، كُتبت بخط عادي .. «ضريح يوسف بن تاشفين». وعلى بُعْد أمتار قليلة من البناية المتهالكة، تنتصب نقطة للشرطة السياحية، ومحطة للبنزين، وموقف للسيارات، ومحطة لوقوف حافلاتٍ تنقل ركابها نحو أحياء وأطراف المدينة، وبيْْنَ كل هذا، باعة متجولون وسيارات ودراجات نارية وهوائية وراجلون، لا يقلون هوائية، تتقاذفهم الأرصفة والطرقات.

وحدَها، كُتب التاريخ تبقى على خطى الرجال.

ونقرأ في «الرحلة المراكشية أو مرآة المساوئ الوقتية»، لمحمد بن محمد بن عبد الله الموقت، قوله: «إن مؤسسها رحمه الله تحرى بوساطة منجميه وضع أول حجر من تأسيس بنائها على برج العقرب الذي هو برج الغبطة والسرور، لتبقى دائماً دار سرور وحبور. وذاك السر في كون السلو والنشاط يغلب على سكانها ويفيض من بين أركانها».

أما في «الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية»، فنقرأ، تحت عنوان «سيرة أمير المسلمين يوسف بن تاشفين»، أن الأمير المرابطي «كان رجلاً فاضلا، خيّراً، فطناً، حاذقاً، زاهداً، يأكل من عمل يده، عزيزَ النفس، ينيبُ إلى الخير والصلاح، كثير الخوف من الله عز وجل، وكان أكبر عقابه الاعتقال الطويل، وكان يفضل الفقهاء، ويعظم العلماء، ويصرف الأمور إليهم، ويأخذ فيها برأيهم، ويقضي على نفسه بفتياهم».

ونقرأ لابن أبي زرع في «روض القرطاس»: «وكان رحمه الله بطلا نجداً شجاعاً حازماً مهاباً ضابطاً لملكه، متفقداً الموالي من رعيته، حافظاً لبلاده وثغوره، مواظباً على الجهاد، مؤيداً منصوراً، جواداً كريماً سخياً .. خُطب به بالأندلس والمغرب على ألف منبر وتسعمائة منبر. وكان ملكه من مدينة افراغة أول بلاد الإفرنج قاصية شرق بلاد الأندلس إلى آخر عمل شنترين والاشبونة على البحر المحيط من بلاد غرب الأندلس .. وملك بالمغرب من بلاد العدوة من جزائر بني مزغنة (الجزائر العاصمة) إلى طنجة إلى آخر السوس الأقصى، إلى جبل الذهب من بلاد السودان».


عبد الكبير الميناوي - 2008 - 05 - 23

منقول بتصرّف

ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 08:11 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على النقل الطيب ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير