تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شمولية الإسلام .. تأملات في مقابلة النبي صلى الله عليه وسلم مع بني شيبان]

ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[10 - 05 - 09, 04:48 م]ـ

شمولية الإسلام

بقلم محمد مسعد ياقوت

موقع رسالة الإسلام ( http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=15&aid=8772)

تناولنا في مقالة سالفة على صفحات هذا الموقع المبارك خصيصة مهمة من خصائص الإسلام، ألا وهي: "عالمية الإسلام" ( http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=15&aid=4649). وها أنا ذا أطرح خصيصةً أخرى هي أخت الأولى، لا تقل أهميةً عنها؛ بل قد تفوقها فهي تتعلق بالشرع الإسلامي السمح وكونه صالحًا لكل مناحي الحياة.

ولنبدأ الحكاية من مكة حيث العهد المكي ..

ففي أوج معمعة التنكيل بالمسلمين برمضاء مكة، لاسيما بعد وفاة العم والزوج، وبعد رحلة مُرة إلى الطائف؛ كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يَعرض نفسه على القبائل، في موسم الحج، كان يمر على الجماعات في الأسواق، ومواسم الحج، ولا يترك شريفًا معروفًا ولا شاعرًا مشهورًا ولا حكيمًا مُطاعًا إلا عرض عليه الإسلام. وكان قد ركز جهده في السنوات الثلاث الأخيرة قبل الهجرة على البحث عن وطن جديد يكون مقر دولة الإسلام؛ يحتضن الدعوة والداعية؛ حتى تتم رسالة الله. وكان يقول هو يدور على الناس ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ:

"مَنْ يُئْوِينِى؟ مَنْ يَنْصُرُنِى؟ حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّى، وَلَهُ الْجَنَّةُ" [أحمد 14830، والصحيحة: 64].

...

فكانت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مقابلةٌ تاريخية - أطنب فيها الباحثون – مع قبيلة بني شيبان، تلك القبيلة العربية التي حالفت الفرس، على ألا يأووا مُحْدثًا .. تلك القبيلة العربية القوية التي احتضنت ثلة من نوابغ العرب كانوا من أبنائها، أمثال: المثنى بن حارثة الشيباني، وهانئ بن قبيصة، وكان من نسل هذه القبيلة فيما بعد الأمام أحمد بن حنبل – إمام أهل السنة - ويزيد بن مزيد وغيرهم من العلماء والقادة ..

إذنْ نقف وقفة إجبار وإجلال عند حصافة أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – نسَّابة العرب - عندما اقترح على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يعرض الدعوة على بني شيبان.

فقال أبو بكر للنبي – صلى الله عليه وسلم –:

" بأبي وأمي, هؤلاء غُرَر الناس, وفيهم مفروق قد غلبهم لسانًا وجمالاً " [البداية والنهاية 3/ 143].

أي: بأبي أنت وأمي يا رسول الله – صلى الله عليك – هؤلاء بنو شيبان من أكابر العرب وأحسنهم، وزعيمهم " مفروق" يفضلهم حكمة وجمالاً.

ومن ثم توجه أبو بكر برسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى مخيم بني شيبان في عرصات الحج.

ودار هذا الحوار الماتع:

تقدم أبو بكر فسلم فقال: من القوم؟

قالوا: شيبان بن ثعلبة

فقال أبو بكر: كيف العدد فيكم؟

فقال مفروق: إنا لا نزيد على الألف ولن تغلب ألف من قلة.

فقال أبو بكر: وكيف المنعة فيكم؟

فقال مفروق: إنا لأشد ما نكون غضبًا حين نلقى. وأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد, والسلاح على اللقاح, والنصر من عند الله يديلنا مرة, ويديل علينا أخرى, لعلك أخو قريش؟

فقال أبو بكر: إن كان بلغكم أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فها هو ذا!

فقال مفروق: إلام تدعونا يا أخا قريش؟

فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني عبد الله ورسوله، وإلى أن تُؤووني وتنصروني، فإن قريشًا قد تظاهرت على الله، وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد».

فقال مفروق، وإلام تدعو أيضًا يا أخا قريش؟ فوالله ما سمعت كلامًا أحسن من هذا.

فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُم مِّنْ إِمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [الأنعام: 151].

فقال مفروق: دعوت والله إلى مكارم الأخلاق, ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك, وظاهروا عليك ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير