تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شعب بأسماء نصرانية مستعارة.]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[19 - 03 - 09, 01:58 ص]ـ

شعب بأسماء نصرانية مستعارة

بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.

" ... هكذا وصل إلى علمنا أن بعض المتنصِّرين حديثا يتسمّون بأسماء و ألقاب مسلمة, لهذا أصدرنا أوامرنا بألا يتسمّوا بها من الآن فصاعدا, و إذا كان بعضهم يحمل اسما أو لقبا قد يعود للمسلمين فعليه تركه و ألا يتسمّ به أبدا, كما عليه استبداله باسم آخر نصراني". (1)

هذه إحدى التوصيات التي خرج بها الاجتماع المنعقد بغرناطة في ديسمبر 1526م لبحث قضية الأندلسيين المسلمين الذين أُجبروا على التنصّر بعد سقوط دولة الإسلام بالأندلس سنة 1492م. لم يكن هذا القرار الوحيد من نوعه, بل تبعه في ستينيات القرن 16 اجتماعان بحثا نفس القضية و المتعلقة بأسماء الأندلسيين الإسلامية:

- الاجتماع الأول سنة 1561م, ترأسه فرانسيسكو دي نافارو و تمخّض أيضا عن منع أندلسيي بلنسية من تسمية أبنائهم بأسماء إسلامية. (2)

- الاجتماع الثاني سنة 1565م بمقاطعة مدريد, و انتهى كذلك إلى منع الأندلسيين من حمل أسماء و ألقاب إسلامية. (3)

لم تكن هذه السلسلة من القرارات مجرد نصوص بريئة لتنظيم المجتمع, بل كان هدف السلطات الإسبانية هو القضاء على كل مظهر إسلامي تشبث به الأندلسيون و تسديد ضربة قاضية للإسلام بالأندلس. إنها فصل من حرب طويلة ضد العقيدة و التعاليم الإسلامية, فصل كانت فيه التسميات و الألقاب الإسلامية محط هجمة شرسة بعد أن رأت محاكم التفتيش أن الاحتفاظ بالألقاب الإسلامية هو رمز من رموز مقاومة الأندلسيين المسلمين لمحاولات طمس هويتهم.

لقد تنبّهت السلطات الكنسية إلى أهمية الأيام القليلة الموالية لولادة الطفل المسلم في تسميته باسم إسلامي أو نصراني , إضافة لذلك كانت تعتبر من لا يحمل اسما نصرانيا أو من لا يستعمل اسمه النصراني ملحدا خارجا عن الملة النصرانية, لهذه الأسباب حرست على حضور نصارى قدامى لمراسيم تعميد المولود المسلم, بل و أمرت بأن يكون ولي الطفل المُعمَّد من النصارى القدامى, و صدر قرار ملكي في 20 يونيو 1511م (4) ينصّ على ذلك. و تمّ التشديد على تنفيذه عبر قرارات لاحقة. و رغم احتجاجات الأندلسيين بزعامة الغرناطي فرانثيثكو نونيث مولاي سنة 1523م (5) فقد تمّ تنفيذ القرار بكل صرامة. لقد أيقن الأندلسيون أكثر من أي وقت مضى أن هويتهم الإسلامية تعيش لحظات حاسمة.

في العقود الأخيرة قامت بعض الدراسات ببحث الأسماء النصرانية للأندلسيين المسلمين, أهمها بحث قيّم للباحث الإسباني مكيل أنخيل لاديرو كيسادا Miguel Angel Ladero Quesada, و تميّزت دراسته ب:

- تركيز الاهتمام على منطقتي غرناطة و بلنسية.

- و دراسة فترتان زمنيتين:

* بداية القرن 16م: تميّز ببداية التنصير القسري للأندلسيين.

* النصف الثاني من القرن 16: شهد قيام ثورة غرناطة الكبرى (1568 - 1571) و تصاعد الاضطهاد ضد الأندلسيين.

حاولت هذه الدراسة التعرّف على موقف الأندلسيين من الاسم النصراني: هل كان لهم ميل لاسم ما؟ أم أن الأسماء تُفرض عليهم فرضا؟ ثم من يقوم بتسميتهم؟ و كيف تعايشوا مع هذه الأسماء النصرانية الغريبة عنهم؟

رغم أن النصيب الأكبر من الدراسة حضت به منطقة البيازين بغرناطة, فقد عمل الباحث كيسادا على تتبع نفس الظاهرة بمنطقة بلنسية من خلال الاعترافات التي أدلى بها أندلسيو منطقتي Carlet و Benimodo سنة 1574م لمحاكم التفتيش (6).

أقدم وثيقة اعتمد عليها الباحث هي قائمة منصًّّرين بحي البيازين بغرناطة تعود لسنة 1503م (7) , يليها سجّل للمعمّدين بمنطقة سان خوان دي لوس رييس San Juan De los Reyes لفترة ما بين 1556 و 1565م (8) , ثم إحصاء قامت به كنيسة سان سلفادور San Salvador سنة 1561م (9).

أعداد الأندلسيين المنصًّرين في المناطق التي درسها الباحث موزّعين حسب الجنس:

- البيازين (سنة 1503) .. : (ذكور:439 شخص) (إناث:585 شخص) (المجموع: 1024 شخص)

- سان خوان (1556 - 1565م): (ذكور:388 شخص) (إناث:372 شخص) (المجموع:760 شخص)

- سان سلفادور (1561م) .... : (ذكور:586 شخص) (إناث:684 شخص) (المجموع: 1270 شخص)

- كرليت (1569م). Carlet..:( ذكور:128 شخص) (إناث:207 شخص) (المجموع: 335 شخص)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير