تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المجلة الزيتونية، مجلة أقدم الجامعات الإسلامية]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[09 - 05 - 09, 09:26 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[المجلة الزيتونية، مجلة أقدم الجامعات الإسلامية]

رفعت محمود

تاريخ الإضافة: 04/ 05/2009 ميلادي - 9/ 5/1430 هجري

المجلة الزيتونية مجلة أقدم الجامعات الإسلامية

(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)

الحمدُ لله الذي أضاء العالَم بإشراق نور شريعة الإسلام، فاتَّضَحَتْ بها معالِم الهداية، وتجلَّتْ في أجلى مظهرٍ للأنام، فهي العُروة الوُثْقَى، مَنِ اسْتمسكَ بها فاز ونجا، والسببُ الأقوى، مَن تعلَّقَ به سما وعلا.

والصلاة والسلامُ على أبهي دُرَّةٍ وضَّاءَةٍ في تاج النبوَّة والإرسال، سيدنا ومولانا محمد صاحب هذه المِلَّة الحنيفيَّة، وعلى آلِه وأصحابه الذين وطَّدُوا لهذه الدَّولة الإسلاميَّة الدَّعائم والأركان، وعلى كلِّ مَن نهج نهجهم في الدِّفاع عن حَوْزَتِها، وشارَكَ في هذا الميدان.

وبعدُ:

فإنَّ العَصْرَ الحاضر تتلاطَمُ فيه أمواج هائِجة لتيَّارات فكريَّة وأدبيَّة، تسبح في اتِّجاهات متنوِّعة متغايِرة، إلى جانب تنوع المآخذ والمشارب بتنوع الأقطار والمجتمعات والثَّقافات والعادات ... إلى آخر ذلك، وهذا التنوُّع جديرٌ بالبحث والدِّراسة، وقد تنوعتْ اتجاهاتُ الشُّعراء في معالجاتهم الفنيَّة، وتجاربهم التي يَسْعَوْن إلى تصويرها تَبَعًا لتنوُّع الاتجاهات الأدبيَّة.

وإنَّ النِّتاج العقلي العربي الخَلاَّق في مُختلف مجالات العَطاء الفكري، والإبداع الفني نتاجٌ ضَخْم عريق، لا يُحَدُّ بمكانٍ أو زمان، يحتاج إلى إلقاءِ الضوء عليه فقط، ثم الدراسة أينما وُجد.

ومِن هذا العطاء الفكري والإبداع الأدبي: "المجلة الزيتونيَّة" الغَرَّاء، مجلة جامعة الزيتونة بتونس الخضراء، والتي كانتْ مادة جديدة للبحث والدِّراسة، مادة ثريَّة بالنِّتاج الأدبي الراقي، مادة تعرفنا بأدب قطر شقيق من أقطار الدولة العربيَّة الإسلاميَّة، هو القطر التونسي الذي تكادُ أخبارُ أدبِه تكون ضئيلة، وليس وحْدَه بل المغرب العربي جميعه، ومِن هنا كانتْ جِدَّة هذه الدراسة وحداثتها في التعريف بأدبٍ وأُدَباء تكاد صِلتنا بهم لا تُذكر، ومعرفتنا بأدبهم يلفُّها الغُموض.

وقد رأيتُ أن أشاركَ بهذه الدراسة؛ لعلها تكون سببًا من أسباب التعريف والتَّقريب بين الأشقَّاء، وفاتحة طريق للباحثين تجاه هذا الجزء العربي المسلم؛ لتوثيق الصِّلَة الأدبيَّة والعربية والإسلامية فيما بيننا.

ورأيتُ أن تكون فاتحةُ الطريق لهذه البلاد جامعةَ الزيتونة، التي تنتسب إليها المجلة موضوع الدراسة؛ إذ هي من أقدم الجامعات الإسلامية، ولم تأخذ حقَّها في التعريف بها والاهتمام بما تقدمه من العلوم والزَّوْد عنها، إلى أنْ تَقَلَّص دَوْرها، وخَفَتَ صَوْتُها، رَغْمَ أهميتها في موقعها وفي عملها.

ولدراسة المجلة أهمية تأتي من كونها صوتًا للجامعة الزيتونيَّة، أمَّا القائمون عليها، فهم جماعة من مدرِّسي هذه الجامعة، فهي صورة للحياة الدينيَّة والأدبية والعلميَّة في هذه الجامعة، التي تتحدث المجلة بصوتها ولسان أبنائها، وتفصح عن فكرهم واتجاهاتهم في الأدب والحياة.

وتتجلَّى قيمةٌ أخرى لهذه المجلة، تتمثل فيما تحتوي عليه من شعر يستحق الدرس والتحليل، وتتبُّع أخبار شعرائه، وبما فيها من نثر راقٍ، ونقد بنّاء حديث، يؤكد على مسايرة أصحابه لمبادئ النَّقد الحديث، وتجديدهم التجديد الذي لا ينقص من قدر اللغة وجمالها، ومبادئها، حيث يجمع بين عراقة القديم، وجمال الحديث وطرافته، فهي تحتوي على فنون مُختلفة من الشِّعر والنَّثر والنَّقد.

وسنتعرف على المجلة الزيتونيَّة على النحو التالي:

أولاً: موطن المجلة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير