تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولو أن قومي طاوعتني سراتهم ..... إذًا ما لقينا العارض المتكشفا

إذًا ما لقينا جند آل محمد ...... ثلاثين ألفًا واستمدوا بخندفا

وقال سلامة بن جندل السعدي التميمي - في يوم جدود وهو لهم على بني شيبان -:

ألا هل أتى أفناء خندف كلها ..... وعيلان إذ ضمّ الخميسين يَتْرَبُ

وقال جرير في قصيدته المشهورة في هجاء الراعي النميري العامري:

علوت عليك ذروة خندفي ..... ترى من دونها رتبًا صعابا

له حوض النبي وساقياه ..... ومن ورث النبوة والكتابا

أمّا القبائل الموجودة في هذا العصر وتنتمي إلى خندف فليست من خندف؛عدا: هذيلاً؛ وغالبها من قيس عيلان؛ ومن الأزد؛ وغيرهم؛ فلا صلة لها بنسب خندف.

أما شبابة: فهناك أكثر من فرع ينسب لشبابة:

1 - شبابة بن نهد من قضاعة وديارها ديار نهد.

2 - شبابة بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان؛ ولهم سراة شبابة جنوب الطائف.

وهي فرع جاهلي كبير من فهم؛ ولا ذكر لها في هذا العصر؛ ومنهم الشنفرى الصعلوك المشهور؛ وقد نسب إلى الأزد في قصة.

3 - شبابة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس من زهران من الأزد؛ وديارهم مع قومهم دوس إحدى فروع زهران بالسراة؛ ولا ذكر لهم في هذا العصر في فروع دوس.

4 - شبابة بن مالك من كنانة؛ وقد أشار إليها أبو اليقظان وقال: إنهم من بني مالك من كنانة؛ أبواليقظان له كتاب: (أنساب خندف وأخبارها)؛ ولعل البلاذري نقل عنه في أنساب الأشراف؛ ولاجود لها في عمود نسب بني مالك في كتب النسب الأخرى؛ ويحتمل أن يكون حصل خلط من النساخ؛ وأن المراد بهم شبابة بن مالك من دوس؛ ولفظ كنانة مقحم فيها.

أما القبائل الموجودة في هذا العصر؛ وتنتمي إلى شبابة فلا صلة لها بالأسماء القديمة؛ عدا:زهران؛ الذين منهم شبابة دوس؛ وليس لديّ تفسير لهذه الأحلاف «خندف؛ وشبابة» في العصور المتأخرة؛ ولا سبب لهذا التكتل القبلي؛ علمًا أن رابطته ليست قوية؛ وغالبًا يثار هذا الانتساب في شعر المبادعة في الحجاز قديماً.

الفائدة الحادية والأربعون: أسباب الأحلاف:

الأصل في تكوين القبائل الحديثة ذات الفروع والبطون الكثيرة هو الحلف؛ وغالب هذه البطون تحتفظ بأنسابها بالرواية الشفوية؛ وهناك أسباب كثيرة أدت إلى تكوين الأحلاف وكثرتها في القبائل المعاصرة الكبيرة من أهمها:

1 - سهولة الحلف عند العرب؛ وقد كان موجودًا في الجاهلية غير أنه كان قليلاً بخلاف العصور الحديثة؛ وكان الغالب في الأحلاف الحديثة أن يذبح الحليف شاة يسمونها شاة الحلف ثم يدخل في القبيلة ويُعدّ منها.

2 - ما قامت به دولة القرامطة الباطنية الفارسية الحاقدة على العرب من مذابح جماعيّة مروعة خاصة سكان نجد والحجاز؛ وأطراف الشام؛ فقد قاموا بتخريب القرى؛ وإبادة العشائر الذين طالتهم أيديهم من عام 280هـ؛ واستمرت «تسعين سنة قريبًا» وقد أتوا على الأخضر واليابس؛ ونشروا الرعب والذعر بين الناس؛ مما سبب نزوحًا لمعظم سكان نجد والحجاز؛ الذين نجوا من مذابحهم؛ ولا أستبعد أن هناك قبائل أبيدت بأكملها؛ فقد أفادنا التاريخ أنهم في سنة 319هـ دمروا بلدة الربذة؛ وأبادوا سكانها؛ ولم تعمّر حتى اليوم؛ بعد أن كانت بلدة عامرة.

3 - القحط الشديد الذي يحصل في الجزيرة خاصة نجد والحجاز؛ مما يجعل غالب القبيلة البدوية تنزح؛ ويبقى لها باقية تضطر إلى محالفة غيرها لصعوبة الحياة؛ ومع طول الزمن وانتشار الجهل قد تنسى القبيلة أصولها التي تنتسب لها.

4 - كثرة الطواعين والأوبئة والأمراض الفتاكة؛ لانعدام العناية الصحيّة مما يسبب ضعف القبيلة؛ وقلتها فيجعلها تتحالف مع غيرها لتثبت وجودها؛ ومَن يقرأ التاريخ يجد كثرة الطواعين والأوبئة التي أودت بحياة كثير من الناس.

5 - كثرة الحروب الأهلية بين القبائل؛ أو بين القبيلة نفسها؛ فالبدو يتحاربون لأتفه الأسباب «وصغير الأمور يجني الكبيرا»؛ قال القطامي التغلبي:

وأحيانًا على بكر أخينا ..... إذا ما لم نجد إلا أخانا

وهذا السبب من أهم الأسباب لتكوين الأحلاف وكثرتها؛ وحيث إن المسألة مسألة حياة فتضطر القبيلة القليلة إلى محالفة قبيلة قليلة أخرى؛ أو محالفة قبيلة كبيرة قويّة؛ ومع مرور الزمن قد تضعف القبيلة القويّة وتكثر القبيلة القليلة؛ وكل ينسى قبيلته التي تفرع منها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير