تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية بصنعاء دار الكتب المصرية تصوير نسخة ميكروفيلم هذا المخطوط، وتم ذلك بمساعدة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة. وعند الاطلاع على هذا المخطوط تبين لنا وبشكل واضح بأن مخطوط صنعاء الذي بين أيدينا هو نسخة حديثة العهد وناقصة تحتوي في بدايتها وبدون عنوان على مختصر الباب الثاني. وأما الأبواب الستة الأخرى من الجزء الأول من كتاب الفاصل فهي مبتورة، وقد تم نسخ الأبواب 8 - 14 فقط. وهذا المخطوط في الواقع الجزء الثاني من كتاب الفاصل بين الحق والباطل من أنباء قحطان واليمن لمؤلف مجهول، وهو جزء من مخطوط كامل موجود حاليا في القاهرة في دار الكتب المصرية التي كان قام بتصويرها في عام 1951 الدكتور خليل يحي نامي عند قدومه إلى اليمن برفقة البعثة المصرية للآثار. وقد أضاف ناسخ مخطوط صنعاء في نهاية الباب الرابع عشر حديث عدي ابن جابر حول فاطمة الزهراء المكون من سبع صفحات. ويلي ذلك الجزء العاشر من كتاب الاكليل للهمداني. وتبين أيضا أن ناسخ مخطوط صنعاء قد أضاف إلى العنوان الأصلي عبارة "من كتاب الإكليل في مفاخر قحطان واليمن" وهذا بالتأكيد بسبب اعتقاده وخلطه بين عنوان الكتاب والجزء الثالث من كتاب الاكليل للهمداني المعروف تحت عنوان مفاخر قحطان واليمن.

مؤلف وتاريخ مخطوط كتاب الفاصل بين الحق والباطل من أنباء قحطان واليمن:

لسوء الحظ صفحة العنوان مفقودة والصفحة الأولى من المخطوط معظمها بياض عدا ثلاثة سطور في نهايتها. ويظهر أن مؤلف المخطوط مجهول الهوية وقد ألف مصنفه لأحد ملوك اليمن من بني رسول ربما في بداية دولتهم وقد أشار المؤلف إلى ذلك من خلال تاريخ انتهاء نسخ المخطوط المذكور الذي تمّ نسخه من مخطوط آخر: "في آخر نسخة الأصل فرغ من نساخته في يوم الخميس ثامن عشر من شهر شوال من شهور سنة ثلث وعشرين وسبع مائة/1323 ميلادية، فرغ من نساخته في يوم الأربعاء الخامس والعشرين من شهر جمادى الأولى أحد شهور سنة ست وعشرين وثماني مائة/1423 ميلادية". وبهذا يكون تأريخ تأليف ونسخ هذا المخطوط في العصر الرسولي، ومما يؤكد ذلك هو ربط المؤلف نسب ملك اليمن بآل جفنة أي من قبيلة لخم الغسانية ونعرف أنه لم يحكم اليمن ممن ينسب إلى قبيلة لخم سوى بني رسول الذين ينتسبون إلى الغساسنة وإلى يعرب بن قحطان، ومن هنا يمكننا الاستنتاج بأن مؤلف الكتاب عمله لأحد ملوك بني رسول في بداية دولتهم بهدف حشد اليمنيين وراء هذا الملك الذي لا يذكر اسمه المؤلف، في مواجهته للأشراف من الأئمة الذين ينتسبون لآل البيت، وذلك في صراع الطرفين على السلطة. ويوافق تاريخ نسخ المخطوط الأصلي عهد الملك المجاهد علي بن المؤيد داود الرسولي الذي حكم مابين 726 وحتى 764 هجرية (1322 – 1363 م).

موضوع المخطوط:

كما يشير عنوان المخطوط الموجود في الصفحة الثانية من المخطوط ومن مقدمة المؤلف بوضوح، أن موضوع المخطوط يدور حول مفاخر قحطان واليمن على نزار بن عدنان وكل المعلومات والأخبار والأشعار تنصب بشكل واضح حول الصراع بين القحطانيين والعدنانيين النزاريين حول السلطة، وهي مأخوذة بمجملها من كتب التراث العربي المعروفة. فالأشراف من آل البيت كانوا يدعون بأن الحكم منحصر بقريش وأما بني رسول مثلاً فكانوا يتعصبون لقحطان واليمن ويفتخرون بتاريخهم العريق ونعرف أن بني رسول قد حاربوا أشراف اليمن الزيدية المذهب. ويظهر من هذا المخطوط أن الصراع في اليمن بين المتعصبين لقحطان والموالين لآل البيت كان في أوجه في العصر الرسولي، ونلتمس هذا الصراع في عصور سابقة خاصة في مؤلفات الهمداني والكلاعي ونشوان الحميري وابنه محمد. وبالعثور على المخطوط الكامل نفهم لماذا أضاف المؤلف إلى لائحة المثامنة عائلات من جنوب اليمن – كذي معاهر وذي يزن وذي قرار – لدعم وتثبيت حكم بني رسول، ومما يعزز هذا الرأي هو أن لائحة المثامنة المذكورة في هذا المخطوط قريبة جداً من لائحة المثامنة عند الأشرف عمر بن يوسف الرسولي الذي اضاف بني معافر وذي يزن. ونقل المؤلف عن الهمداني من كتابه الاكليل الجزء الثالث، المفقود حتى يومنا هذا، بشكل خاص في موضوع نكران دخول الأحباش لليمن، يعزّز فكرة المؤلف بتعصبه لقحطان واليمن ومفاخرته بهم على النزاريين أو القيسيين.

الرواة والاخباريون والكتب المذكورة في المخطوط:

يدّعم المؤلف كتابه بالإسناد إلى رواة مشهورين كابن اسحق فينقل من كتبه المبتدأ والسيرة وتقنين المذاهب وتفسير المناقب وعن هشام ابن الكلبي من كتابه المشهور أنساب ولد كهلان وقصيدته في ملوك اليمن وعن الحسن بن يعقوب الهمداني من كتابه الاكليل الجزء الثالث والجزء الخامس وعن محمد بن حسن الكلاعي الذي توفي عام 404 هجرية ينقل المؤلف روايات كثيرة عنه في مواضع عديدة من الجزء الثاني من كتاب الفاصل وفي موضع يتيم في الجزء الأول من المخطوط. والكلاعي كما نعرف قد ألّف مصنفات عديدة في مفاخر قحطان واليمن. ويذكر أيضا كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني وكتاب الكامل للمبرّد، وينقل المؤلف عن الحسن بن مالك الهيثمي وعن القاضي عمران بن الفضل اليامي أحد أقطاب مؤسسي الدولة الصليحية المتوفي عام 479 هجرية. والغريب هو غياب محمد بن نشوان الحميري (المتوفي سنة 606 هجرية) الذي اختصر كتب الاكليل المشهورة التي صنفها الهمداني.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير