تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأورد ماجاء في كتب التاريخ عن حرات المدينة من الأحاديث والآثار، واصفا حادثة نار الحرة الواردة في الحديث المروي في الصحيحين: لاتقوم الساعة حتى تظهر نار بالحجاز , فذكر تاريخ ظهور هذه النار في جمادى الآخرة سنة 654 ه وتوسع في أخبارها.

وأطال الكلام في الحرات، وخلص من ذلك للحديث عن تفصيل الأودية مبتدئاً ب وادي العقيق الذي وصفه بأنه أحد مظاهر الجمال وروعة الطبيعية في المدينة، وأبرز صوراً له متحدثاً عن عمارة صدره قديما بالقصور والبساتين، كما فصل فروعه وشعابه، وروافد تلك الفروع والشعاب، واصفاً أشهر معالمه ك النقيع وغيره، ذاكراً العقيق الأدنى وهو جزء من وادي العقيق من ذي الحليفة حتى ينتهي بزغابة والعرصات، وما تفضي إليه أودية المدينة الثلاثة العقيق وبطحان وقناة، حيث تفضي إلى إضم المعروف الآن بوادي الحمض، ولم تفته الإشارة إلى ماجاء في العقيق من الشعر، فأورد منه مقطوعات، ثم انتقل بعد ذلك إلى الكلام على وادي بطحان سيل أبي جيدة وهو من أكثر أودية المدينة ارتباطا بذكر أهلها، إذ هو الوادي الوحيد الذي يمر بمنازلهم، ويفرح به أهل المزارع والبساتين، وأوفاه تفصيلاً وإيضاحاً، كما فعل في الكلام على وادي العقيق.

ويشير إلى ماورد فيه من الاحاديث والآثار والأشعار مفصلاً الكلام على فروعه وشعابه حتى التقائه مع الأودية الأخرى، وذكر أن الدولة السعودية أيدها الله أقامت فيه أكبر السدود الذي يتكون في الحقيقة من ثلاثة سدود، يتصل بعضها ببعض في موضع السد القديم، لتخزين كمية من المياه.

ثم انتقل للحديث عن وادي قناة المعروف باسم سيل سيدنا حمزة، ويعدّ هذا الوادي من اقدم الاودية، وقد ظل محافظاً على مساره ومجراه منذ القدم، وحظي بالاهتمام والرعاية، فأقيمت عليه السدود والجسور قديماً وحديثاً، وماورد فيه من الأحاديث والآثار، موضحاً فروعه ومصادر سيله من شعاب وأودية، بتتبع دقيق وهو في كل مناسبة يشير إلى ما نالت تلك الأودية في زماننا الحاضر من عناية واهتمام بإنشاء السدود فوقها؛ كما تحدث في هذا المجلد عن وادي رانونا كحديثه عن الأودية السابقة، وكذا وادي مذينب ووادي مهزور.

والواقع أن المؤلف وفقه الله فصل حديثه عن هذه الأودية تفصيلاً يعد فريداً من نوعه بإثبات صورها التي شاهدها، وذكر المسافات بينها وبين المدينة، وما للعمران الحديث من أثر فيها، بحيث يعد هذا القسم من الكتاب وهو المجلد الثاني متمماً ومكملاً ماورد في كتب المتقدمين من الأمكنة والمواقع؛ ثم أتبع ذلك بفهارس مفصلة للموضوعات وللصور، ذاكراً المراجع التي بلغت ثمانية وتسعين مرجعاً من مؤلفات قديمة وحديثة، ومجلات، وغيرها بحيث بلغت صفحات هذا المجلد ثلاثمائة وعشر صفحات.

الجزء الثاني من الكتاب: معالم التطور العمراني والتقدم الحضري للمدينة المنورة

بعد مقدمات الإهداء والشكر، وما قدم به الجزء الأول، كلمة تقديم الجزء للدكتور صالح بن علي بن هذلول وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية لتخطيط المدن، جاء فيها: لقد كانت المدينة المنورة بحاجة لمن يعنى بتاريخها، ويوثق أحداثها ونموها، خاصة للفترة اللاحقة لوفاة مؤرخها السمهودي، مع بداية القرن العاشر الهجري (3) ونحن اليوم بأمس الحاجة لهذا العمل الموسوعي التوثيقي، خاصة أن عجلة التغيير أسرع منها في أي وقت مضى، كما أن التقدم العلمي والتقنية قد وفرا لنا قدرات هائلة، مكنتنا من تغيير المعالم الطبيعية والتشكيلات العمرانية، وهنا يتضح حجم الإسهام الذي قام ويقوم به الأخ المهندس عبدالعزيز بن عبدالرحمن كعكي في مجال توثيق معالم المدنية النبوية.

ثم كلمة المدخل إلى الجزء الثاني للأستاذ الدكتور أحمد فريد مصطفى منها: وأمامنا الكثير من الدروس المادية والروحية التي نفيدها من العمل الضخم الذي قام به الأخ المهندس عبدالعزيز كعكي فلعل الجيل القادم يفيد من هذا الجهد القيم في مجالات شتى، مقدماً جهداً أكبر من الذي قدمناه، سعيا إلى الرقي الدائم، وإلى الكمال، متمثلين قوله تعالى: فاستبقوا الخيرات ثم هنأ الأخ المهندس الصادق المثابر الأمين، داعيا للمسلمين بمزيد من النماء والتقدم والحضارة الربانية والإنسانية التي ارادها الله لنا كنتم خير أمة أخرجت للناس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير