معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ (ج2)
تأليف المهندس المعماري عبدالعزيز بن عبدالرحمن كعكي
بقلم: حمد الجاسر
ويحسن قبل البدء في وصف الكتاب إيراد لمحة موجزة عن مؤلفه المهندس المعماري عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن إبراهيم كعكي، فقد ولد في المدينة المنورة عام 1376 ودرس في مراحلها التعليمية المختلفة، وواصل تعليمه في جامعة الملك سعود حتى نال شهادة البكالوريوس في هندسة العمارة والتخطيط عام 1403، وعيّن معيدا في الجامعة لمدة سنتين، ثم انتقل بعدها للعمل في أمانة المدينة المنورة وتقلب في مناصب مختلفة، آخرها رئيسا لبرنامج تطوير المناطق المطلة على الطرق الرئيسة، ومشرفاً على تخطيط المناطق العشوائية.
وقد نال درجة الماجستير في هندسة العمارة والتخطيط من كلية الهندسة في جامعة الأزهر عام 1417هـ عن جدارة واستحقاق، وهو من المهتمين بتاريخ المدينة وتراثها المعماري وله عدة كتب وأبحاث عنها.
الجزء الأول من هذا الكتاب
في: المعالم الطبيعية الجبال: وقد طبع مصدراً بصورة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وبكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله التي ورد منها: إن من نعم الله على هذه البلاد وشعبها وحكومتها، أن شرفنا جميعاً بوجود أقدس البقاع وأطهرها في هذا المكان الطاهر من العالم، لنكون أمناء عليه، مخلصين للعمل من اجله، ويكفينا شرفاً وفخراً واعتزازاً ان تكون الكعبة المشرفة ومسجد الرسول الأعظم أمانة في أعناقنا، ونحن سعداء بما نبذله من الجهود والاهتمام بهاتين المدينتين المقدستين، ولمشاريعهما الضخمة، من أجل أن يجد المسلمون الوافدون إليهما الأمن والطمأنينة والراحة فيهما، ويؤدون شعائرهم فيها بسهولة ويسر؛ ثم كلمة لسمو أمير المدينة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود (1) في الموضوع؛ فقصيدة من نظم السيد على حافظ في التشوق لمعالم المدينة.
ثم إهداء الكتاب من المؤلف لمن سماهم في هذا الإهداء ومنهم والداه ومدينته المحبوبةطيبة وإخوانه واولاده وام أولاده وأهل طيبة وسكانها ومحبوها؛ ثم محتويات الكتاب: المجلد الأول: الجبال ثم الحرات ثم مجاري الأودية والسيول في المدينة، واستغرق الحديث عن ذاك من ص 26 إلى ص 747.
والمؤلف وفقه الله في كلامه على كل موضع يحدد موقعه ويصوره تصويراً ملوناً واضحاً، ويورد ما يتعلق به من الاخبار، ويصف المسافة بينه وبين مركز المدينة، ويرجع في كل ذلك إلى المؤلفات التاريخية كتاريخ المدينة لابن شبة، والطبقات الكبرى لابن سعد ومعجم البلدان لياقوت ووفاء الوفا للسمهودي، كما رجع عند إيراده الأحاديث والآثار إلى الصحيحان ومسند الإمام أحمد وغيرها من كتب الحديث.
ومن الكتب الحديثة: آثار المدينة المنورة للأستاذ عبدالقدوس الأنصاري ومعجم المعالم الجغرافية لعاتق البلادي والمدينة بين الماضي والحاضر للعياشي والمدينة المنورة: اقتصاديات المكان للدكتور عمر الفاروق وغيرها من المؤلفات عن المدينة قديماً وحديثاً، التي يظهر من كثرتها سعة اطلاع المؤلف, ويبدو أنه زار كل موضع من المواضع التي تحدث عنها، فتمكن من رسمه ودراسة نماذج من مظاهره الطبيعية.
ووقع هذا المجلد بصوره وخرائطه في اثنتين وثلاثين واربعمائة 432 صفحة وهو خاص بالجبال.
أما المجلد الثاني من الجزء الأول فتحدث فيه عن الحرات والأودية، سار فيه على نحو الطريقة التي سار عليها في المجلد الأول، ويحوي الحديث عن الحرات ومن أشهرهاحرة واقم الحرة الشرقية، وحرة الوبرة الحرة الغربية، وحرة شوران الحرة الجنوبية، وألحق بها حرات صغيرة أخرى كحرة الناعمة وحرة القفيف وحرة الحزم وأخرى غيرها مما هي في الواقع أجزاء من تلك الحرات الثلاث، أوضحها بالرسم الملون البالغ الدقة، وقال: (2) تتميز معظم الحرار في المدينة بوجود الشقوق، والانكسارات التي تجري خلالها الأودية ومجاري السيول، والتي منها انحدار وادي مهزور الذي عرف في الماضي بوادي الغازي حيث يتشعب في الحرة إلى شعب تتصل عند صفصف شمال الماجشونية ويتصل به وادي مذينب ويصبان عند زغابة.
¥