تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ورغم سياسة المسؤولين العثمانيين في التعامل مع القبائل البدوية، واستمالتها، وكسب ودها إلا أن بعض القبائل بقيت مصدر قلق للدولة العثمانية، ولهذا كان أمير الحج يضطر إلى دفع بعض المبالغ، خاصة عند مرور القافلة بقرية الجديدة القريبة من منطقة الصفراء، حيث المقر الرئيس لقبيلة حرب؛ إذ كان الحجاج يدفعون لهذه القبيلة أتاوات مقابل دفع شرهم والسماح لهم بالمرور دون حدوث أي اعتداء على أرواحهم وأموالهم (13).

ويبدو أن عادة أخذ الأموال من الحجاج غدت شبه دائمة، ففي تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1813م (ذو القعدة عام 1228هـ)، طالبت قبيلة حرب أمير القافلة سليمان باشا بدفع مستحقاتها من الصرة السلطانية عن الفترة ما بين 1803 - 1813م (1218 - 1228هـ)، حيث توقفت خلالها قافلة الحج الشامي، بسبب سيطرة قوات آل سعود على الطريق المؤدي إلى الأماكن المقدسة هناك وضبط الأمن فيه ومنع الاعتداءات، وكان المرور آنذاك عن طريق السويس إلى جدة فمكة، ولبى سليمان باشا طلب القبيلة، فسار بالقافلة دون حدوث أية عقبات (14). وكانت قبيلة عنزة هي الأخرى تحصل على الأموال من العثمانيين لقاء نقل الحجاج وتقديم الجمال لهم، فمثلاً كانت الحسنة إحدى عشائر عنزة تتلقى صرة سنوية، تقدر بـ (15,000) درهم؛ أي: حوالي ألف جنيه، حيث كان يتم تقسيم هذه الأموال بين بعض أفرادها. كما أن عشيرة ولد علي، التي كانت تقضي فصل الشتاء بالقرب من طريق الحج من حوران حتى قلعة الزرقاء، تتقاضى المبلغ نفسه تقريباً من العثمانيين. وقد قدّر بيركهارت مقدار الصّرة، الذي يدفع لعنزة بمبلغ تراوح ما بين (50 - 60) ألف جنيه (15). وعندما خضعت بلاد الشام لحكم محمد علي باشا (الحكم المصري) 1831 - 1840م (1246 - 1256هـ)، اهتم ابنه إبراهيم باشا بشؤون قافلة الحج؛ فأصلح القلاع، وأحواض المياه، والآبار الموجودة في طريق الحج، التي كانت خربة، ومن أبرز القلاع التي أصلحها إبراهيم باشا في منطقة شرقي الأردن؛ الرمثة "الرمثا"، وعين الزرقاء، والبلقاء، والقطرانة، والحسا، وظهر عنيزة (16)، ومعان (17)، والعقبة، والمدورة؛ لذلك فقد سيطرت السلطات المصرية في بلاد الشام على أهم مراكز القافلة الموجودة في شرقي الأردن سيطرة كاملة (18). ولكن رغم ذلك فقد كان المسؤولون المصريون في دمشق حريصين على سلامة القافلة، لتعزيز وجودهم في بلاد الشام؛ لذلك أصدر محمد علي باشا فرماناً في أوائل جمادى الأولى عام 1249هـ/ 1833م تضمن تجهيز العساكر اللازمة للمحافظة على حجاج بر الشام، "ودفع تعديات العربان، واعتداءاتهم عليهم وعلى أمتعتهم" (19). وسعى إبراهيم باشا إلى تحقيق ما تضمنه فرمان والده السابق، من توفير الأمن للقافلة وحمايتها، تجنباً للمخاطر التي كانت تعترض الحجاج قبل سيطرة المصريين على بلاد الشام؛ لذلك فقد حرم إبراهيم باشا بعض القبائل والعشائر البدوية من الصرّة، مثل: بني صخر، وعنزة، وأولاد علي، والحسنة، محاولة منه تهديد هذه القبائل وتحذيرها من مسألة الاعتداء على الحجاج، وبالتالي اكتفاء شرها. ولكنه عاد وقدّم إعانات مالية إلى هذه القبائل، بعد قطع الصرّة عنها، لتقديم بعض الخدمات للحجاج؛ لذلك خصص مبالغ معينة لكل شيخ قبيلة، بلغ مجموعها كاملةً (94.000) قرش.

إضافة إلى ذلك فقد أبقت الحكومة المصرية على المرتبات الخاصة بالقلاع، ومتطلبات السفر من: الشعير، وقرب الماء، والشموع؛ بالإضافة إلى تسيير قوة عسكرية مسلحة لمرافقة القافلة، خوفاً من اعتداء البدو على الحجاج (20).

ـ[عبدالعزيز العقيلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 12:24 ص]ـ

شكرا ً لك وجزاك الله خيرا.

وأرجو ذكر مصدر المقال فضلا لا امرا.

ومما يروى أن البدوي اذا قتل الحاج وسلبة متاعه, لا يتركة حتى يخترج الرصاصة لأهميتها وندرتها, وكان يتعمد أن يرميه من احدى جنبيه كي لا تخترقة الرصاصة فتضيع في التراب.

ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 12:24 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير