وقد أوضح المؤلف غايته من تأليف هذا الكتاب فقال في مقدمته ما ملخصه: (أما بعد: فلما استقر بي القرار بالمدينة المشرفة؛ واختلط دمي بحب ساكني أهل طيبة من السلف الأخيار؛ عيبة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم المسمينَ بالأنصار؛ وأهل بيته من الأولاد والبنات وذوي الأرحام الطيبين الطاهرين؛ فرأيت أن أجمع أسماءهم في ديوان ... وأذكر من نسبهم ومناقبهم وطرفاً من طرف رسومهم ليعتبر .... ؛ واسميته: «الروضة الفرودسية والْحَضِيرة القدسية فيما تعيين من دفن بأشرف البقاع؛ وسفح البقيع من المدينة المشرفة وما حولها من السابقين الأولين؛ والشهداء والصالحين» وأجعله على حروف المعجم المغربية مرتباً على الطبقات في خمسة أبواب.
الباب الأول: في حكم الزيارة وكيفيتها؛ وفيه فصول: الفصل الأول: في كيفية زيارة قبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه؛ وقبر سيدة نساء أهل الجنة البتول؛ وذكر قبر ابن عم أبيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ كرم اللَّه وجهه؛ والفصل الثاني: في كيفية الصلاة والسلام عليه وعليهم؛ الفصل الثالث: في زيارة أهل بيته وأولاده وأقربائه بالبقيع؛ وبجبل أحد مع الشهداء.
الباب الثاني: في ذكر خلاصة الوجود وأشرف الموجود ـ يعني الرسول عليه الصلاة والسلام ـ وذكر آبائه وجداته؛ وأبنائه وبنائه؛ وأزواجه ومواليه؛ وأقربائه مع الخلفاء الراشدين.
الباب الثالث: في ذكر الوقائع التي كانت سبباً لوفاة الفضلاء بالمدينة المشرفة: كقصة أُحُدٍ؛ وقصة الأَحزاب؛ وأخبار وقعة الحَرةِ.
الباب الرابع: في ذلك الصحابة المشهورين المذكورين.
الباب الخامس: في ذكر من عُرِفَتْ وفاتُه بالمدينة المشرفة غير الصحابة من أهل العلم والدين.
ثم شرع في سرد محتويات الباب الأول؛ وهو يروي الأخبار التي يسوقها على طريقة المحدثين؛ فيورد سنده ابتداء من شيخه حتى يصل إلى نص الحديث النبوي؛ ومع أنه أوضح في مقدمة الكتاب محتوياته بما ساقه من تعريف أبوابه؛ إلا أنه ألحق في آخره تفصيلاً وافياً لما تضمنه الكتاب قائلاً بعد الحمد للة والصلاة على سيدنا محمد: (أما بعد: فإني لما تصفحت صفحات هذه الصحيفة؛ الموسومة بـ «الروضة» علمت أنه يطول على متأملها حصر محصولها علماً في البرهة؛ فَجَردتُ أسماء المرسومين بها في جريدة تغني الناظر فيها بالسرعة؛ لأن تكون جالية لاستيفاء النظر في إظهار تلك الحضيرة والروضة؛ فابتدأ على ما فيها من الترتيب في التراجم والتبويب؛ وقربت البعيد وبينت بالتقريب)؛ ثم سرد الأبواب وما فيها من فصول؛ وساق جمع الأسماء الواردة فيها مرتبة على حروف المعجم حسب الترتيب المغربي.
ويُعدُ هذا الكتاب من أحفل ما رأيت في موضوعه؛ على أَن مما يُلْحظ على مؤلفه ما أوضحه مؤرخ مكة الفاسي حين أشار إلى منزلته في الحديث من حيث الرواية عن محدثي عصره فقال: (إلا أنه لم يكن فيه نجيباً) ويتجلَّى هذا فيما ورد في هذا الكتاب من عبارات لا يرتضيها محققو العلماء من المحدثين أثناء السلام على المصطفى عليه الصلاة والسلام مما وقع في عبارة كثيرة من أهل ذلك العصر؛ واللَّه يتغمده برحمته الواسعة.
وَمَنْ ذَا لَّذِي تُرْضَى سَجَايَاهُ كُلُّهَا ..... كَفَى الْمَرْءَ نُبْلاً أَنْ تُعَدَّ مَعَايِبُهْ
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[20 - 09 - 09, 11:51 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70650&stc=1&d=1253476241
وصف النسخة:
أصل المخطوطة في إحدى المكتبات الألمانية كما فهمت من الدكتور عبد اللَّه عسيلان؛ وهي كما ذكرت مخطوطة المؤلف؛ ويظهر أنه هي النسخة التي اقتناها السمهودي مؤرخ المدينة ونقل عنها؛ فقد جاء في هامش الورقة الـ (6ب) ما نصه: (بلغ قراءة في الأولى على بقية .... الجمال عبد اللَّه ابن عبد الرحمن بن محمد بن صالح؛ كتبه علي بن الحسن المسهودي) ويؤيد هذا ما جاء في كتاب «وفاء الوفاء» ص451؛ تحقيق الشيخ محيي الدين عبد الحميد ونصه: (ورأيت بخط الأقشهري؛ لعله مما يلي دوره؛ وفي ص 577 لكن قال الأقشهري ومن خطه نقلت: أخبرنا الإمام العالم رضي الدين أبو أحمد إبراهيم بن محمد؛ وساق خبراً قال في آخر: هذا ما نقلته من خط الأقشهري بحروفه. انتهى.
¥