ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - 10 - 09, 08:19 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه المعلومات القيمة
ولي سؤال عن شخصية تاريخية: خمارويه بن أحمد بن طولون
حيث يدرس كدرس من دروس القراءة مادة اللغة العربية بالصف الثاني الإعدادي بوزارة التربية والتعليم بمصر
والدرس يمجده، وجاءني طالب ببحث عنه يقول بأنه كان شاذا وفاسدا وخرب الدولة، برجاء توثيق المعلومة للأهمية
خمارويه بن احمد بن طولون من وجهاء السلاطين و كبارهم لولا ما خالط ملكه من نهمه في التبذير و اظهار الأبَّهة السلطانية، ممَّا أفقر الدولة الطولونية من بعده و عجَّل بسقوطها:
و هذه ترجمته من ويكيبيديا، و فيها انصاف:
ولد خمارويه بن أحمد بن طولون عام مائتين وخمسين هجرية وتوفي عام مائتين واثنين وثمانين هجرية بدمشق، وحمل تابوته لمصر حيث دفن بالمقطم.
تولى خمارويه جيوش مصر وهو دون العشرين من عمره، وقد كان لديه كثير من الأعوان، فقد أولى اهتمامًا بالجيش لمواجهة ما ينتظره من تحديات في أعقاب الأحوال السياسية المضطربة التي خلفتها وفاة أبيه. وعني عناية خاصة بفرقة "المختارة" التي كانت تشكل جنده وحرسه الخاص، كما اهتم بمظهر الجنود وزيهم، ولذلك لقب بأبي الجيوش. لحمد سلمى العدوى وبعد عدة معارك حربية مع العباسيين والبيزنطيين، كون دولة عريضة قاعدتها مصر حيث امتدت من برقه (في ليبيا) غربًا إلى الفرات (في العراق) شرقًا، ومن آسيا الصغرى (تركيا) شمالاً حتى بلاد النوبة (مصر) جنوبًا. ولذلك جنح الخليفة العباسي إلى السلم معه، كما جنح هو للسلم لإكساب دولته الصفة الشرعية. واعترفت الخلافة العباسية بحكم خمارويه وأبنائه من بعده لمدة ثلاثين عامًا.
وتوجت هذه العلاقات بين الدولة الطولونية والخلافة العباسية بزواج إبنة خمارويه -قطر الندى- بالخليفة المعتضد العباسي في زفاف أسطوري لا تزال تتردد أصداؤه في التراث الشعبي المصري حتى الآن، حيث إنه استمر عدة أشهر، ويعد من أطول احتفالات الزفاف في تاريخ البشرية. وهو حفل الزفاف الذي استنزف موارد الدولة الطولونية وعجل بنهايتها الدرامية.
(قلت: لا تزال بعض اهازيج الزفاف تلك تعيش في الريف المصري بينما هي تعود الى فترة الزفاف الشهيرة تلك، مثل:
بنت السلطان **** لا بسة القفطان
و بنت السلطان هذه هي: "قطر الندى بنت خمارويه ")
فكان عصره من عصور الفساد في مصر بسبب تيذيره الشديد في أموال الدولة, و يحكى أنه كان عندما تسافر إبنته إلي مكان ما , كان يبني لها قصرا عند كل مكان ترتاح فيه.
وهذه ترجمته من وفيات الأعيان لابن خلكان
خمارويه بن طولون
أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون-وقد تقدم ذكر أبيه وجده في حرف الهمزة-ولما توفي أبوه اجتمع الجند على توليته مكانه فولي وهو ابن عشرين سنة، وكانت ولايته في أيام المعتمد على الله، وفي سنة ست وسبعين ومائتين تحرك الافشين: محمد بن أبي الساج ديوداذ بن دوست من أرمينية والجبال في جيش عظيم، وقصد مصر، فلقيه خمارويه في بعض أعمال دمشق، وانهزم اللافشين، واستأمن أكثر عسكره، وسار خمارويه حتى بلغ الفرات ودخل أصحابه الرقة، ثم عاد وقد ملك من الفرات إلى بلاد النوبة.
ولما مات المعتمد وتولى المعتضد الخلافة، باد إليه خمارويه بالهدايا والتحف، فأقره المعتضد على عمله، وسأل خمارويه أن يزوج ابنته قطر الندى-واسمها أسماء-للمكتفي بالله بن المعتضد بالله، وكان يوم ذاك ولي العهد، فقال المعتضد بالله: بل أتزوجها أنا، فتزوجها في سنة إحدى وثمانين ومائتين، ودخل بها في آخر هذه السنة، وقيل في سنة اثنتين وثمانين، والله أعلم. وكان صداقها ألف ألف درهم، وكانت موصوفة بفرط الجمال والعقل. حكي أن المعتضد خلا بها يوماً للأنس في مجلس أفرده لها ما حضره سواها، فأخذت منه الكأس، فنام على فخذها، فلما استثقل وضعت رأسه على وسادة وخرجت وجلست في ساحة القصر، فاستيقظت فلم يجدها، فاستشاط غضباً ونادى بها، فأجابته عن قرب، فقال: ألم أخلك إكراماً لك؟ ألم أدفع إليك مهجتي دون سائر حظاياي؟ فتضعين رأسي على وسادة وتذهبين؟! فقالت: يا أمير المؤمنين، ما جهلت قدر ما أنعمت به علي، ولكن فيما أدبني به أبي أن قال: لا تنامي مع الجلوس، ولا تجلسي مع النيام.
ويقال: إن المعتضد أراد بنكاحها افتقار الطولونية، وكذا كان، فإن أباها جهزها بجهاز لم يعمل مثله، حتى قيل: كان لها ألف هاون ذهباً. وشرط عليه المعتضد أن يحمل كل سنة بعد القيام بجميع وظائف مصر وأرزاق أجنادها مائتي ألف دينار، فاقام على ذلك إلى أن قتله غلمانه بدمشق على فراشه ليلة الأحد لثلاث بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وعمره اثنتان وثلاثون سنة، وقتل قتلته أجمعون، وحمل تابوته إلى مصر، ودفن عند أبيه بسفح المقطم، رحمهما الله تعالى.
وكان خمارويه من أحسن الناس خطاً، وكان وزيره أبا بكر محمد بن علي بن أحمد المعروف بالماذرائي-الآتي ذكره إن شاء الله تعالى -.
ولما حملت قطر الندى ابنة خمارويه إلى المعتضد، خرجت معها عمتها العباسة بنت أحمد بن طولون مشيعة لها إلى آخر عمارة الديار المصرية من جهة الشام، ونزلت هناك وضربت فساطيطها، وبنت هناك قرية فسميت باسمها، وقيل لها العباسة، وهي عامرة إلى الآن، وبها جامع حسن وسوق قائم؛ ذكر ذلك جماع من أهل العلم.
وماتت قطر الندى لتسع خلون من رجب سنة سبع وثمانين ومائتين، ودفنت داخل قصر الرصافة ببغداد.
وتوفي الافشين محمد بن أبي الساج في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ومائتين، ببرذعة، وهي كرسي أعمال أذربيجان، وقيل إنها من أران.
وتوفي أبوه أبو الساج-وهو الذي تنسب إليه الأجناد الساجية ببغداد-في شهر ربيع الآخر سنة ست وستين ومائتين بجند يسابور، من أعمال خوزستان.
وخمارويه: بضم الخاء الموحدة وفتح الميم وبعدها ألف ثم راء مفتوحة وواو، ثم ياء ساكنة مثناة من تحتها، وبعدها هاء ساكنة.
بارك الله فيكم
¥