تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مكتبة الرضوان]ــــــــ[02 - 03 - 10, 10:25 م]ـ

يا أخي الفاضل عبد الإله العباسي حفظه الله:

بل قرأته أخي الحبيب وما كنت لأكتب ما كتبته دون قراءة، و أنا لم أتهمك أخي بالباطل بل لأن ((المسلم مرآة أخيه)) و مع أني أراك تحمل علي أكثر ممن ذكرتهم من بني أميه إلا أنني سوف لا أتكلم إلا فيمن قلت إنك لا أتكلم إلا فيهم كيزيد رحمه الله

فقد ذكرت:

وبقي أن ننبيه إلى أمر وهو أن ثناء الحبر عبدالله بن عباس رضي الله عنهما على يزيد إنما كان قبل أن يرتكب الأفعال التي سوغت لعنه عند بعض أهل العلم وتفسيقه عند بقيتهم فيجب التنبه لهذا.

أخي الفاضل: ذكرت لك قولا لسيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فإما أن تأتي بأثر ينسخ ثناءه أو تكف عن لعنه،أما عن حرمة لعن المعين فلعلكم تعرفونه أكثر مني، فإن قلتم أن بن عباس لم يكن يعلم الغيب ويعرف أن يزيد سيتغير حاله كما تقول فماقولكم أخي الحبيب في قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " أول جيش من أمتي يغزُونَ البحرَ قد أَوجَبوا "، فقالت أمُّ حرام: قلت يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم "أول جيش من أمتي يغزُون مدينة قَيْصرَ مغفورٌ لهم"، فقلت: أنا فيهم قال: لا. " رواه البخاري.

ويروي الإمام أحمد بن حنبل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته: " إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل،فلينظرإلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه ". أنظر: [العواصم من القواصم؛ (ص245)].

ويعلِّق ابن العربي على قول الإمام أحمدفيقول:

وهذادليل على عظم منزلته – أي يزيد بن معاوية - عنده (أي عند أحمدبن حنبل) حتى يُدخله في جُملة الزهاد من الصحابة والتابعين الذين يُقتَدى بقولهم ويُرعوىمن وعظهم، و ما أدخله إلا َّ في جملة الصحابة قبل أن يَخرُج إلى ذكرالتابعين، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر و أنواع الفجور، ألا يستحيون؟! وإذاسلبهم الله المروءة والحياء، ألا ترعوون أنتم وتزدجرون و تقتدون بفضلاء الأمة، و ترفضون الملحِدة و المُجّان من المنتمين إلى الملة. [العواصم من القواصم (ص246)].

وأقرأ ما قاله شيخ الإسلام بن تيمية بتجرد وإنصاف ففيه خلاصة القول في المسأله:

قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ - فَصْلٌ. افْتَرَقَالنَّاسُ فِي " يَزِيدَ " بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ (ثَلَاثُ فِرَقٍ: طَرَفَانِ وَوَسَطٌ. (فَأَحَدُ الطَّرَفَيْنِ قَالُوا: إنَّهُ كَانَ كَافِرًامُنَافِقًا وَأَنَّهُ سَعَى فِي قَتْلِ سَبْطِ رَسُولِ اللَّهِ تَشَفِّيًا مِنْرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْتِقَامًا مِنْهُ وَأَخْذًابِثَأْرِ جَدِّهِ عتبة وَأَخِي جَدِّهِ شَيْبَةَ وَخَالِهِ الْوَلِيدِ بْنِ عتبةوَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ قَتَلَهُمْ أَصْحَابُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَغَيْرِهِ يَوْمَ بَدْرٍ وَغَيْرِهَا؛ وَقَالُوا: تِلْكَ أَحْقَادٌ بَدْرِيَّةٌ وَآثَارُ جَاهِلِيَّةٍ وَأَنْشَدُواعَنْهُ: لَمَّا بَدَتْ تِلْكَ الْحُمُولُ وَأَشْرَفَتْ تِلْكَ الرُّءُوسُ عَلَىرَبِّي جيروني نَعَقَ الْغُرَابُ فَقُلْت نُحْ أَوْ لَا تَنُحْ فَلَقَدْ قَضَيْتمِنْ النَّبِيِّ دُيُونِي وَقَالُوا: إنَّهُ تَمَثَّلَ بِشِعْرِ ابْنِ الزبعرىالَّذِي أَنْشَدَهُ يَوْمَ أُحُدٍ: - لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرِ شَهِدُوا جَزَعَالْخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الْأَسَلِ قَدْ قَتَلْنَا الْكَثِيرَ مِنْ أَشْيَاخِهِمْوَعَدَلْنَاهُ بِبَدْرِ فَاعْتَدَلَ وَأَشْيَاءَ مِنْ هَذَا النَّمَطِ. وَهَذَاالْقَوْلُ سَهْلٌ عَلَى الرَّافِضَةِ؟ الَّذِينَ يُكَفِّرُونَ أَبَا بَكْرٍوَعُمَرَ وَعُثْمَانَ؛ فَتَكْفِيرُ يَزِيدَ أَسْهَلُ بِكَثِيرِ. (وَالطَّرَفُالثَّانِي يَظُنُّونَ أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا وَإِمَامٌ عَدْلٌ وَأَنَّهُكَانَ مِنْ " الصَّحَابَةِ " الَّذِينَ وُلِدُوا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَمَلَهُ عَلَى يَدَيْهِ وَبَرَّكَ عَلَيْهِوَرُبَّمَا فَضَّلَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. وَرُبَّمَاجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير