تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بدأ الصفو يون ومنذ عهد المؤسس الشاه إسماعيل بعمل اضطرا بات علي الحدود الشرقية للدولة العثمانية, وباغتوهم من الخلف الأمر الذي جعل السلطان العثماني سليم الأول يخرج لملاقاة الصفويين بعد أن شعر بخطرهم واستمرت الحروب بين الخلافة العثمانية وبين الصفويين الروافض زمنا طويلا, وبالرغم من انتصار العثمانيين في معظمها إلا أن هذه المعارك استنزفت وأنهكت وأعاقت فتوحاتهم ونشرهم للإسلام في أوروبا. وبعد وفاة الشاه إسماعيل خلفه ابنه طهماسب واستمر علي نهج أبيه واتصل بملك المجر (بلغاريا) ليعاونه علي العثمانيين العدو المشترك فصمم الخليفة العثماني آنذاك سليمان القانوني علي توجيه حملة إلي إيران لقتل الصفويين لكنه حول قواته ضد المجر نظرا لحيوية هذه الجبهة وأهميتها في مواجهة الصليبين وفي هذه الأثناء يقوم طهماسب الصفوي بغزو بغداد واحتلالها وبدأت المحاولات لفرض المذهب الشيعي علي أهل العراق الأوسط والجنوبي فاستغاث أهل السنة هناك بالسلطان سليمان. وظلت الحرب بين العثمانيين والصفويين سجالا وحدثت عدة معاهدات صلح, لكن الجانب الصفوي كان دائم النقض لهذه المعاهدات لأنه كان يشعر بضعف الدولة العثمانية في ذلك الحين. لقد أدت هذه الحروب إلي أن يرجع القادة العثمانيون من فتوحاتهم في أوروبا ليوقفوا الزحف الصفوي علي الأراضي السنية, كما حدث مع سليم العثماني, وكما حدث مع السلطان سليمان حينما حاصر النمسا عام 1529م وكان يدك أسوارها لمدة ستة أشهر وكاد أن يفتحها ولكن طارت إليه أنباء من الشرق جعلته يكر راجعا إلي استانبول, لمواجة نذرالخطر الصفوى

موالاة اليهود والنصاري:

وفي الوقت الذي كان فيه حكام الصفوية فظين غليظين علي أهل السنة كانوا رقيقين لينيين مع النصاري كما يعترف بذلك ويقره الكاتب والمؤرخ الشيعي عباس إقبال حيث يقول: "ولم يكن الشاه عباس فظا علي غير أهل السنة من دون أتباع سائر المذهب فقد جلب أثناء غزواته الأرمينية والكرج نحو ثلاثين ألف أسرة من مسيحي هذه الولايات علي مازندران وأسكنهم بها كما رحل إلي أصفهان خمسين ألف أسرة من أرامنية وجلفاء وإيران وبني لهم مدينة جلفا علي شاطيء نهر زاينده رود وأنشأ لهم فيها الكنائس وشجعهم علي التجارة مع الهند والبلاد الخارجية بأن أعطاهم الحرية الكاملة". ويذكر شاهين مكاريوس (تاريخ إيران ص 154) أن الشاه عباس أصدر منشورا إلي رعاياه يقول فيه: "إن النصارى أصدقاؤه وحلفاء بلاده وأنه يأمر رعاياه باحترامهم وإكرامهم أينما حلوا واستطرادا لهذه السياسة فتح الشاه موانئ بلاده لتجار الإفرنج وأوصي ألا تؤخذ منهم رسوم علي بضائعهم وألا يتعرض أحد من الحكام أو الأهالي لهم بسوء ويقول مكاريوس: إن الشاه إسماعيل كان أول من فعل هذا مجاهرا من سلاطين المسلمين. وعلى إثر ظهور البرتغاليين في المنطقة بدأت إيران إقامة علاقات تجارية مع إنجلترا وفرنسا وهولندا، ومهدت هذه العلاقات إلى اتصالات على مستوى دبلوماسي وديني عند اعتلاء شاه عباس الأول عرش فارس عام 1587م، وسجلت تغييرات أساسية في البلاد وفي علاقاتها مع الغرب، وكان من نتائج التحول السياسي الذي أحدثه شاه عباس أن غص بلاطه بالمبشرين والقسس، وبنى الغربيون الكنائس في إيران، لإدخال من لم يقتل ولم يُشيع من المسلمين في دين النصارى

عقد تحالفات مع الدول النصرانية:

فلقد كانت التحالفات مع القوي الصليبية سمة مميزة للدولة الصفوية الرافضية التي تري أن التقارب مع الصليبيين وأهل الكفر أفضل من تقاربهم مع المسلمين من أهل السنة وفي حين كانت الدولة العثمانية رافعة راية الإسلام غازية في أوروبا فاتحة للقسطنطينية مدافعة عن الدول الإسلامية من الهجمات الصليبية وتخشاها جميع دول وممالك أوروبا, كانت الدولة الصفوية تحيك المؤامرات ضدها وتدخل في اتفاقيات مع دول أوروبا الصليبية للقضاء علي القوة العثمانية الإسلامية وبشهادة الجميع كان عهد الصفوية هو عهد إدخال قوي الاستعمار في منطقة الخليج حيث مهدت له الطرق بعقد التحالفات العسكرية والتجارية مع البرتغاليين والهولنديين والإنجليز.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير