تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان عالماً متيقظاً، شاعراً، ورعاً، خيراً، كبير القدر، قال أخوه الحافظ أبو القاسم في تاريخه: ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، فقرأ بالسَّبْع، وتفقه على جمال الإسلام (علي) ابن المسلم، وعلى نصر الله (بن محمد) المصيصي، وسمع من خلق كثير، ثم رحل إلى بغداد فقرأ أيضاً الفقه والخلاف على أسعد الميهني، وأصول الفقه على ابن برهان، وأصول الدين على أبي عبد الله بن القيرواني، وسمع جماعة كثيرة هناك، وحج سنة إحدى عشرة، ورجع إلى بغداد، ثم خرج منها سنة أربع عشرة إلى دمشق، فتصدى للحديث والاشتغال، وكان معنياً بعلوم القرآن والنحو واللغة، وأعاد بالأمينية [1] عند شيخه جمال الإسلام، ودرّس بالغزالية (5)، وعرضت عليه الخطابة وغيرها فامتنع، ولم يزل كذلك إلى أن مات في شعبان سنة ثلاث وستين وخمسمائة.

ذكره أيضاً في العبر، قيل إنه وقع في الحمام ففلج أياماً، ثم مات.

(3)

أبو القاسم بن عساكر

الإمام الكبير، حافظ الشام بل حافظ الدنيا، الثقة الثبت، الحجة، ثقة الدين، أبو القاسم [2] علي بن الحسن بن هبة الله بن الحسين الدمشقي الشافعي.

صاحب "تاريخ دمشق" و"أطراف السنن الأربعة" و"عوالي مالك" و"غرائب مالك" و"فضل أصحاب الحديث" و"مناقب الشبان" و"عوالي الثوري" و"من وافقت كنيته كنية زوجته" و"مسند أهل داريا" و"تاريخ المزة" وغير ذلك.

ولد سنة تسع وتسعين وأربعمائة. سمع في سنة خمس وخمسمائة باعتناء والده، ورحل إلى بغداد والكوفة، ونيسابور ومرو وهراة وغيرها. وعمل الأربعين البلدانية، وعدد شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ، ونيف وثمانون امرأة.

سمع منه الكبار، وكان من كبار الحفاظ المتقنين، ومن أهل الدين والخير، غزير العلم، كثير الفضل، جمع بين معرفة المتن والإسناد، وأملى مجالس، متين.

قال التاج المسعودي: سمعت أبا العلاء الهمذاني يقول لرجل استأذنه في الرحلة: إن رأيت أحداً أعرف مني فحينئذ آذن لك أن تسافر إليه، إلا أن تسافر إلى ابن عساكر فإنه حافظ كما يجب.

وقال أبو المواهب بن صصري: قال الحافظ أبو العلاء: أنا أعلم أنه لا يساجل الحافظ أبا القاسم في شأنه أحد، فلو خالق الناس ومازجهم لاجتمع عليه الموافق والمخالف، قال: وكنت أذاكر أبا القاسم الحافظ عن الحفاظ الذين لقيهم فقال: أما بغداد فأبو عامر العبدري، وأما أصبهان فأبو نصر اليوناري، ولكن إسماعيل بن محمد الحافظ كان أشهر، فقلت: فعلى هذا ما رأى سيدنا مثل نفسه، قال: لا تقل هذا، قال الله تعالى:] فلا تزكوا أنفسكم [(6) قلت: فقد قال الله تعالى:] وأما بنعمة ربك فحدث [(7) فقال: لو قال قائل: لم تر عيني مثلي لصدق.

وقال المنذري سألت شيخنا الحافظ أبا الحسن بن المفضل عن أربعة تعاصروا: أيهم أحفظ؟ فقال: من؟ قلت: الحافظ ابن ناصر، وابن عساكر؟ فقال: ابن عساكر، فقلت: أبو الحافظ طاهر وابن عساكر فقال: السلفي شيخنا.

قال الذهبي: يعني أنه ما أحب أن يصرح بتفضيل ابن عساكر تأدباً مع شيخه، ثم أبو موسى أحفظ من السلفي مع أن السلفي من بحور الحديث وعلمائه.

وقال الحافظ عبد القادر الرهاوي: ما رأيت أحفظ من ابن عساكر.

وقال ابن النجار: هو إمام المحدثين في وقته، انتهت إليه الرياسة في الحفظ والإتقان، والثقة، والمعرفة التامة، وبه ختم هذا الشأن.

مات في حادي عشر رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة (8).

(4)

أبو المظفر بن عساكر

عبد الله بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله، الفقيه، أبو المظفر بن عساكر أخو زين الأمناء ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وتفقه على القطب النيسابوري وغيره، وسمع من عميه الحافظ والصائن هبة الله (9)، وحدث بمصر ودمشق وغيرها، ودرّس بدمشق بالتقوية، وكان أحد الفقهاء المناظرين وجمع أربعين حديثاً.

قتل غيلة بظاهر القاهرة في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.

(5)

ومنهم البهاء (10) بن عساكر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير