تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأنا أعتقد أن وادي الديدان من مناصي وادي القرى ويصب فيه، ولسبب قربه منه واتصاله به في مرحلة من مراحله مع شهرة وادي القرى وكونه الوادي الأم في تلك الناحية وقعت النسبة إليه، هذا ما يخص وادي الديدان. أما وادي الحجر فإنه كذلك لا يقع ضمن وادي القرى كما حقق ذلك الأستاذ / تركي القهيدان في بحث له بعنوان:< الحجر ليست من وادي القرى > نشر في جريدة الرياض بتاريخ 17/ 12/1425 هجرية العدد: وذكر أنه أعتمد في دراسته هذه على مشاهداته الشخصية على أرض الواقع مع استفادته من المصادر والمراجع. نقل فيه عن جمع من الإئمة ما يفيد بأن الحجر شيء ووادي القرى شيء وأنهما ليسا بشيء واحد، ومنه قول ابن منظور في لسان العرب عن الحجر: ديار ثمود ناحية الشام عند وادي القرى.

وكذا قول ابن خلدون: وأما ثمود .. فكانت ديارهم بالحجر ووادي القرى بين الحجاز والشام. وكذا تفريق أبي عبدالله السكوني بقوله: وادي القرى والحجر والجناب منازل قضاعة. وكذا ياقوت في معجمه عند كلامه عن الأثالث فقال: الأثالث بلفظ الجمع جبال في ديار ثمود بالحجر قرب وادي القرى. وهذا يتناقض مع قوله في (1/ 98) الحجر: اسم ديارثمود بوادي القرى} وكذا فرق الإدريسي ت /558 في نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، حينما وصف الطريق من دمشق إلى مدينة يثرب.

قلت أنا عبدالله بن فايع: وهذا الكتاب هو الذي تحدثت عنه دائرة المعارف الفرنسية بقولها: (إن مصنف الإدريسي هو أوفى كتاب جغرافي تركه لنا العرب، وإن ما يحتويه من تحديد للمسافات والوصف الدقيق يجعله أعظم وثيقه علمية جغرافية) وكذا البلادي في كتابه معجم معالم الحجاز عندما وصف مدائن صالح بأن: {واديها المذكور في القرآن يصب في وادي القرى من الشمال} وغير ذلك من النقول التي دلل بها على ما يقول، والحقيقة أنه بحث قيم يشكر عليه أفاد فيه غاية الإفادة.

ثانيا: ما نقلته عن السمهودي في وفاء الوفا مدللا به على كون العلا في وادي القرى وهذا سبق مناقشته، ولكن لي وقفت مع ما نقلته، وهو قول السمهودي: المسجد الثالث عشر بالحجر، وذكر ابن زبالة بدله العلا وكلاهما بوادي القرى .. الخ فأقول:

المتأخرون كما سبق تكون بضاعتهم مزجاة، وقليل من يسلم منهم، وما ذكره ابن زباله من أمر المسجد الذي بالعلا، ونقل له السمهودي رواية في شأن هذا المسجد {3/ 1031} فقال: ولأن في رواية أخرى لابن زبالة: {صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي بصعيد قرح من الوادي، فعلمنا مصلاه بأحجار وعظم، فهو المسجد الذي يجتمع فيه أهل الوادي} فأن كان عمدة موضع هذا المسجد هي هذه الرواية فليست بشيء فإن الراوي هو محمد بن الحسن بن زبالة الذي كذبه أهل العلم قاطبة كما في ترجمته من تهذيب الكمال للحافظ جمال الدين المزي، ولخص كلامهم الحافظ في التقريب بقوله: < كذبوه >.

ولم ترد هذه الرواية في حديث أبي الشموس البلوي إلا من طريقه. فكيف الإعتماد عليها في إثباتك لهذا المسجد بقولك: ولا يزال يعرف المسجد بمسجد العظام. فلعله لم يحدث إلا قريبا من زمن ابن زبالة الذي عرفت حاله ومكانته من العدالة، وأبوالشموس بريئا من عهدة هذا المسجد، فحري بكل باحث أن يكون كما قال الأستاذ / أكرم ضياء العمري في كتابه < مناهج البحث وتحقيق التراث > 236:

(إن نقد النص من أصعب المراحل التي يمر بها الباحث، وهي التي تحتاج إلى التركيز الكثير للنظر والتأمل في النص وإعمال قواعد النقد المختلفة في توثيقه قبل الإستناد عليه أو الإستنباط منه، وفي الدراسات الإسلامية والتأريخية لا يبنى الكلام إلا على أساس من النصوص، إذ لا تأريخ حيث لا توجد الوثائق) ويقول العلامة حسن المشاط في إنارة الدجى في مغازي خير الورى {1/ 70}: ثم أعلم أن أهل السير لا يتقيدون بالصحيح من الأخبار .. ومن أجل ذلك قال العلامة العراقي في ألفيته في المغازي والسير:

وليعلم الطالب أن السيرا ¤

تجمع ما صح وما قد أنكرا ¤

وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى {27/ 479} عن هؤلاء الإخباريين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير