(فإن كثيرا مما يسندونه عن كذاب أو مجهول، وأما ما يرسلونه فظلمات بعضها فوق بعض) وحديث أبي الشموس على ضعفه لم ترد هذه الرواية المنكرة فيه، فقد علق البخاري له بصيغة التمريض مقرون بغيره في جامعه في كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله تعالى: < وإلى ثمود أخاهم صالحا > فقال: ويروى عن سبرة بن معبد وأبي الشموس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإلقاء الطعام. ولما ساق الحافظ ابن حجر في الإصابة ترجمته نقل عن البغوي قوله:
{وليس لأبي الشموس غير هذا الحديث وفي إسناده ضعف} وكذا لما ساق ابن الأثير ترجمته بسنده في أسد الغابة ذكر في حديثه أجمع الروايات عند من خرجها وهم من أشار إليهم بقوله: أخرجه الثلاثة، ويقصد بهم كما قال في مقدمة كتابه: وأن قلت أخرجه الثلاثة فأعني ابن منده وأبا نعيم وأبا عمربن عبدالبر.
فلم يذكر ما جاء في رواية ابن زبالة، ولذلك أشار السمهودي بقوله: المسجد الثالث عشر: بالحجر، وذكر ابن زبالة بدله العلاء، إشعارا بتفرده.
ولا يقال إن المقدسي وأمثاله من المتأخرين قد ذكر ذلك، فلا تغني متابعتهم عن الرواية شيئا، فإنهم متابعون لابن زباله، ونعني بالتفرد أنه لم يتابعه أحد من المتقدمين على ما ذكر.
وانبه هنا إلى خطأ قولك: قال الحافظ ابن حجر في الصحابة. وصوابه: ابن الأثير في أسد الغابة.
ثالثا: قولك: وأما الرحبة لا تزال معروفة موضع من ناحية خيبر .. الخ فهذا كلام صحيح جزاك الله خيرا على التنبيه عليه، وأن ما وقع للشيخ الجاسر فهو معدود من التقدير المغلوط، والمثبت لها مقدم على من يدعي أنه كان اسم موضع تغير، والأصل عدم الزوال والإنتقال، وزيادة في التوثيق فقد ذكر الأستاذ / عمر رضا كحالة في معجم قبائل العرب {1/ 105} مساكن بلي بن عمرو، قال: تقع مساكنها بين المدينة ووادي القرى، من منقطع دار جهينة .. إلى أن قال ومن ديار بلي: ... الجزال، والرحبة، والسقيا .. الخ. وفي الكتاب المئوي (2/ 144) الذي هو بإشراف وزارة النقل قال في الفصل الأول: وقفة مع الماضي - الموصلات والاتصالات عبر العصور:
وخلال العصر العباسي أزدهرت مدن طريق الحج الشامي ومحطاته وبخاصة الواقعة في منطقة وادي القرى، مثل: العلا وقرح والرحبة والسقيا، وقد سجلت المسوحات الأثرية وجود برك مياه وبقايا قنوات في مواقع هذه المدن). فإن قيل لعل هذا الأسم قد تكرر في عدة مواقع، فالجواب: أن أصحاب البلدانيات لم يذكروا في تلك الجهة إلا موضع واحدا، قال صفي الدين البغدادي في مراصد الإطلاع {2/ 608}: الرحبة: ناحية بين المدينة والشام من وادي القرى.
والله الموفق.) انتهى رد الأخ عبدالله العسيري
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[21 - 12 - 09, 07:54 م]ـ
حياكم الله جميعا /
سأرد على بعض الفقرات ولا زلت عند رأيي بأن مساكن قوم ثمود هي العلا المعروفة بمدائن صالح! وبلدة قرح هي مدينة العلا اليوم؛ واذكر انني قرأت سبب تسميتها بالعلا في إحدى كتب الرحلات القديمة وأن معناها الربوة المرتفعة.
1 - أن موضع عقر ناقة صالح عليه السلام معروف حتى يومنا هذا باسم (مبرك الناقة)؛ وهو في الخريبة بالعلا؛ وقد ذكر هذا الموضع محمد الأندلسي المتوفى في القرن السابع الهجري!
2 - قلتم: (ومدائن صالح التي بالقرب من العلا في طريق الحاج من الشام بلد إسلامي، وصالح المنسوبة إليه من بني العباس بن عبدالمطلب) قلت: من هو صالح العباسي هذا؟؟ ثم إن العلا لم يسكنها القرشيين وليست هي من بلادهم!! ولماذا قالوا اضافوا اسم (المدائن)؟؟
4 - قال ابن الكلبي: (سمي وادي القرى؛ لأن الوادي من أوله إلى آخره قرى منظومة؛ وكانت من أعمر البلاد؛ وآثار القرى إلى الآن ظاهرة)
5 - قلتم: (عمدة موضع هذا المسجد هي هذه الرواية فليست بشيء فإن الراوي هو محمد بن الحسن بن زبالة الذي كذبه أهل العلم قاطبة كما في ترجمته من تهذيب الكمال للحافظ جمال الدين المزي، ولخص كلامهم الحافظ في التقريب بقوله: < كذبوه >. ولم ترد هذه الرواية في حديث أبي الشموس البلوي إلا من طريقه. فكيف الإعتماد عليها في إثباتك لهذا المسجد)
قلت:: / ليست الرواية مدارها على ابن زبالة!؛ وأبي الشموس البلوي صحابي معروف؛ وله أشعار؛ وكان يسكن بأرض العلا وهي منازل قضاعة منذ الجاهلية؛ وهذه الرواية ثابتة لا مطعن فيها بحال وقد ذكرها أبو علي الهجري من علماء القرن الثاني للهجرة في التعليقات والنوادر وتابعه عليها سبرة بن معبد الجهني رضي الله عنهما جميعا.
6 - مسجد صعيد قرح بالعلا؛ قال الفيروز آبادي في المغانم: عن سليم بن عثير قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي بصعيد قُرْح من الوادي وعلمنا مصلاه بأحجار وعظم فهو المسجد الذي يجمع فيه أهل الوادي؛ وقال عبد الله بن رواحة:
جلبنا الخيلَ من آجامِ قُرْحٍ ...... يغرُّ من الحشيشِ لها العُكومُ
7 - وقال البشاري المتوفى سنة 380هـ في أحسن التقاسيم:
ناحية قرح: تسمى وادي القرى، وليس بالحجاز اليوم بلد اجل واعمر وآهل وأكثر تجارا وأموالأ وخيرات بعد مكة من هذا، عليها حصن منيع على قرنته قلعة قد أحدق به القرى واكنف به النخيل، ذو تمور رخيصة واخباز حسنة ومياه غزيرة ومنازل أنيقة وأسواق حارة، عليه خندق وثلاثة أبواب محددة والجامع في الأزقة في محرابه عظم، قالوا هو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم لا تأكلني فأنا مسموم، وهو بلد شامي مصري عراقي حجازي، غير أن ماءهم ثفيل وتمرهم وسط وحمامهم خارج البلد، والغالب عليها اليهود. الحجر: صغيرة حصينة، كثيرة الآبار والمزارع، ومسجد صالح بالقرب على نشزة مثل الصفة قد نقر في صخرة، وثم عجائب ثمود وبيوتهم.
¥