أخرجه القضاعي في ((مسند الشهاب)) (9/ 2) من طريق الطبراني.
وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد.
والقصة وحدها دون الحديث لها طريق أخرى عند مسلم (8/ 119) وأحمد (3/ 281) من طريق ثابت عن أنس نحوه.
واستدركه الحاكم (4/ 39) على مسلم فوهم، كما وهم بعض المعلقين على ((المقاصد الحسنة)) في جزمه بأن حديث الترجمة من حديث أنس عند مسلم.
وأخرجها الحاكم من حديث عائشة أيضاً، وفيه أبو معاذ سليمان بن الأرقم الأنصاري وهو ضعيف جداً، وسيأتي تخريجه وبيان ما فيه من الزيادات المنكرة برقم (4964) من الكتاب الآخر.
قلت: و الحديث نص صريح في أن أهل البيت رضي الله عنهم يجوز فيهم ما يجوز في غيرهم من المعاصي، إلا من عصم الله تعالى، فهو كقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة في قصة الإفك:
((يا عائشة! فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنتِ بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه .. )).
أخرجه مسلم.
ففيهما رد قاطع على من ابتدع القول بعصمة زوجاته صلى الله عليه وسلم محتجاً بمثل قوله تعالى فيهن: ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) جاهلاً أو متجاهلاً أن الإرادة في الآية ليست الإرادة الكونية التي تستلزم وقوع المراد، وإنما هي الإرادة الشرعية المتضمنة للمحبة والرضا، إلا لكانت الآية حجة للشيعة في استدلالهم بها على عصمة أئمة أهل البيت وعلى رأسهم علي رضي الله عنه، وهذا مما غفل عنه ذلك المبتدع، مع أنه يدعي أنه سلفي!
ولذلك قال الشيخ الإسلام ابن تيمية في رده على الشيعي الرافضي (2/ 117).
((وأما آية التطهير فليس فيها إخبار بطهارة أهل البيت وذهاب الرجس عنهم، وإنما فيها الأمر لهم بما يوجب طهارتهم وذهاب الرجس عنهم ... ومما يبين أن هذا مما أمروا به لا مما أخبر بوقوعه؛ ما ثبت في ((الصحيح)) أن النبي صلى الله عليه وسلم أدار الكساء على فاطمة وعلي وحسن وحسين ثم قال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)).
رواه مسلم. ففيه دليل على أنه لم يخبر بوقوع ذلك؛ فإنه لو كان وقع لكان يثني على الله بوقوعه، ويشكره على ذلكن لا يقتصر على مجرد الدعاء)).
الصورةُ الرأس
1921 - (الصورةُ الرأس، فإذا قطِعَ الرأس، فلا صورة).
عزاه السيوطي في ((الجامع الصغير)) للإسماعيلي في ((معجمه))، وبيض له المناوي، فلم يتكلم على إسناده بشيء، وقد وقفت على سنده على ظهر الورقة الأولى من الجزء الحادي عشر من ((الضعفاء)) للعقيلي، بخط بعض المحدثين، أخرجه من طريق عدي بن الفضل وابن عُلَية جميعاً عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره مرفوعاً، ومن طريق عبد الوهاب عن أيوب به موقوفاً عليه.
قلت: وابن عُلَية واسمه إسماعيل؛ أحفظ من عبد الوهاب وهو ابن عبد المجيد الثقفي، فروايته المرفوعة أرجح، لا سيما ومعه المقرون به عدي بن الفضل على ضعفه، فإذا كان السند إليهما صحيحاً، فالسند صحيح، ولم يسقه الكاتب المشار إليه. ولكن يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة:
((أتاني جبريل. . .)) الحديث، وفيه:
((فمر برأس التمثال الذي في البيت يُقطعْ فيصير كهيئة الشجرة. . .))، فهذا صريح في أن قطع رأس الصورة، أي التمثال المجسم، يجعله كلا صورة.
قلت: وهذا في المجسم كما قلنا، وأما في الصورة المطبوعة على الورق أو المطرزة على القماش، فلا يكفي رسم خط على العنق ليظهر كأنه مقطوع عن الجسد، بل لابد من الإطاحة بالرأس. وبذلك تتغير معالم الصورة، وتصير كما قال عليه الصلاة والسلام: ((كهيئة الشجرة)).
فاحفظ هذان ولا تغتر بما جاء في بعض كتب الفقه ومن اتخذها أصلاً من المتأخرين. راجع ((آداب الزفاف)) (ص103 - 104 - الطبعة الثالثة).
إثبات العدوى
1978 - (إنا قد بايعناك فارجع).
هو من حديث الشريد بن سويد قال:
كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.
أخرجه مسلم (7/ 37) والنسائي (2/ 184) وابن ماجه (2/ 364) و الطيالسي (رقم1270) وأحمد (4/ 389 - 390) عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن الشريد عن أبيه به.
وأخرجه الطبراني في ((معجم الكبير)) (7247) من طريق شريك عن يعلى بن عطاء بلفظ:
أن مجذوماً أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه، فأتيته فذكرت له، فقال:
((ائته فأعلمه أني قد بايعته فليرجع)).
¥