وأنا لا انكر أن هذة العلوم ساهمت إلى حد ما في بعض النجاحات الدنيوية المادية التي حققها الغرب لكن من المهمات التي تناساها او غفل عنها المعجبون بالبرمجة امران:
الأول: أن الأرضية الدينية الغربية تختلف عن الأرضية الإسلامية فان الأرضية هناك أرضية لا قيد فيها وهذا يعني انها منفلتة من الشرع الرباني مما يعني انعدام المسؤولية ولست اعني ان هذا امر ايجابي بل على العكس فهو امر سلبي لان ذلك يعني بلا شك ان هذة العلوم تزيد من تكريس الانحراف عن دين الله عند هؤلاء خاصة وان اهدافهم مهما ارتقت تربويا فهي في النهاية تخدم الدنيا فقط واما الاخرة فلا وصدق الله اذ يقول:ـ
((يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون)).
وهذا يفسر سبب التعب الشديد والمعاناة التي يلاقيها العرب والمسلمون حين يدربون على هذا العلم في بيئة إسلامية ومن ثم يحاولون تطعيمه بآيات وحوادث وظواهر تاريخية اسلامية ولكنهم زادوا الطين بلة.
الثاني: ان هذة العلوم بدأت تأخذ مكانها وتحقق ما فيها من نقاط الايجابية عندما تكون في الغرب بيئة صالحة من حيث الإمكانيات العلمية والبحثية والأرضية العلمية التي ترعاها الدول قبل الأفراد فمن الحماقة فعلا ان ننشر نحن هذا العلم في بية لم تتكون بعد فيها أرضية لنمو بل لفاعلية هذا العلم تماما كما نفعل حين نعلم علوم الهند سة الصناعية والفيزياء النووية في بيئات لا يوجد فيها معمل نووي واحد ولا يوجد فيها مصا نع الامصانع رقائق
البطاطا ومصا نع تركيب القطع الجاهزة ان هذا الملحظ هو سبب كبير لفشل الناتج عن هذه العلوم في البيئات العربية التي هي بحاجة اولا الى إيجاد الأرض الخصبة من حيث التوجة العام للإنتاج والابتكا ر وتوظيف العلم د ون عوائق وخوف من نتيجة البحث العلمي وليست هذه دعوة للياس وانما للواقعية ا لتي بسبب فقدها
راينا هذه الاعد اد الغفيرة التي الهاها البحث عن لقمة العيش حتى عن صلاتها تقضي الساعات والايام
في تعلم البرمجة ودوراتها بحثا عن النجاح والثراء.
وهذا اقوله هنا وانا انظر بعين الاسى لأفواج المنتسبين للدين بل و للدعوة احيانا وهم يتهوكون ويتساقطون امام أي دعوة براقة.
كما قال علي رضي الله عنه: يا كميل (كميل بن زيا د بن نهيك الكوفي تا بعي ثقة من اصحاب علي وشيعتة)
ان هذه القلوب اوعية فخيرها اوعاها للخير الناس ثلا ثة
فعا لم ربا ني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنورالعلم ولم يلجئو الى ركن وثيق. من جا مع بيا ن العلم وفضله ص 443 ورواه مطولا المزي في تهذ يب الكما ل 24\ 220.)) .. أ. هـ ..
وبعد أن يذكر المؤلف جذور علم البرمجة ونشأته يتفضل فيقول: ـ
ويقول بعضهم متحدثا عنها (تمدنا البرمجة اللغوية العصبية بادوات ومهارات نستطيع بها التعرف على ادراك الانسان وكذلك تمدنا بوسائل وطرق يمكن بها احداث التغيير المطلوب في سلوك الانسان وقدرته على تحقيق اهدافه) (الهندسة النفسية التكريتي ص 9)
هذا مختصر عن هذا العلم لمن لم يعرف عنه شيئا قبل هذا
وبودي ان يتوقف كل منا عند الاختيار الدقيق لكلمات هذا التعريف ويهمني منها محوران:
الاول: البرمجة
الثاني: التمكن والقدرة
اما الاول وهو البرمجة
فان الذين وضعوا هذا العلم وابجدياته من الغربيين كانو يعنون هذه الكلمة
بالذات حين عبروا عن غاية هذا العلم ونحن نعلم ان البرمجة كلمة يعنى بها ان
يتحكم في تصرفات وانفعالات من يقع في دائرة البرمجة وفق مايريده المبرمج
فانت تعلم ان أي سلوك او تصرف خاطئ يقوم به جهاز الحاسوب يعزي الى
خطا في البرمجة لان البرمجة يراد منها السير وفق نمط سلوكي واحد لايتغير
مهما تغيرت الظروف المحيطة وكذلك جهاز الحاسوب فان الحرب لوقامت
من حوله فان المفترض ان لا يتغير اداؤه لانه بكل بساطة (مبرمج)
ان التعامل مع النفس البشرية وفق هذه النظرة خطا علمي مخالف للنص
الشرعي من اساسه صحيح ان الانضباط في السلوك امر محبب غير ان الظن
ان الانسان يمكن ان يبرمج وفق نمط معين من السلوك لا ينخرم عبر علم (ما)
بحيث يفترض ان يؤدي الى تحقيق الاهداف المرجوة لا محالة يصطدم بحقائق شرعية
من اهمها
1. انه لااحد ممن يدعي الايمان يستطيع الزعم بوجود علوم تتعامل مع النفس البشرية
¥