ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[15 - 02 - 06, 09:00 ص]ـ
3. التركيز على قوة التخيل في التوجيه:
تعتمد كثير من طرق الإسقاط والبرمجة اللغوية على الخيال ,
مثلا في تحويل المناط , وفي تغيير الاعتقاد , يعمدون الى تخيل نزاعات النفس بين الخطأ والصواب
كأنهم أشخاص لكل منهم رأي يخالف الأخر ثم يجرون حوارا بينها بطريقة معينة
ليصل الجميع الى قناعة بتحويل السلوك أو تغيير الاعتقاد.
وكذلك مسألة الحافز ومسألة الاتحاد والانفصال , ومن أشهر ذلك ما يكرره البعض من أن على المحبط أو الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي مثلا أن يعمد الى شخصية مشهورة ويتخيلها بعمق ويتقمص دورها سواء كان خطيبا مشهورا أو معلما أو مديرا أو سياسيا.
ولي هنا ملحوظتان:
الأولى: أن الأغراق في استعمال الخيال فيما أظن وأعتقد مخالف للأصول التربوية
الصحيحة , خصوصا مع أختفاء وفقدان معايير ينبغي توفرها في البيئة التي تتلقى مثل هذه الدورات.
فهناك في الغرب توجد معايير علمية وأقتصادية تساعد على أعتماد مثل هذه الطرق, ولكن في بيئاتنا العربية المتخلفة علميا وسياسيا واقتصاديا , البيئات التي لاتوقر العلم ولاتهتم بالبحث العلمي ولاتقيم وزنا ألا للوجاهة والمظهرية والمال فقط.
في هذه البيئات أخشى ما أخشاه أن يؤدي تطبيق مثل هذه الطرق الى حبس المتلقي
في خياله ,
فأذا تخيل نفسه الباحث العلمي الشهير فأنه سيصطدم بواقع لايتيح له قدرا من الوقت والجهد للتفكير بغير (لقمة العيش).
واذا تخيل نفسه مبتكرا مخترعا فأن الواقع سيصدمه بحقيقة أننا في عالمنا العربي لايوجد من يقدر (العلم للعلم) ولن يجد من ينفق على أفكاره قرشا واحدا الا في ابتكار مثل الدجاجة التي تبيض ذهبا.
أن الخيال الواسع والأمنية والحلم هي المبادئ التي انطلقت منها النجاحات
الفريدة في تاريخ البشرية , فلولا أن الله تعالى أعطى للخيال حدودا اوسع
وأرحب من الواقع وجعل الانطلاق فيه مباحا لكان من الصعب جدا وجود الإبداع ,
ولكن ليس ذلك لأن الخيال سبب في تكوين الملكة وخلق الإبداع كما يصوره المبرمجون , وإنما لأن الخيال والأمنية والحلم الكبير دافع وحافز للبذل والاجتهاد في الوصول إلى أهداف كبيرة لكن مع هذا لابد أن تكون (وفق المتاح والمعطيات) والا كان ضربا من أحلام اليقظة والأماني الزائفة.
الثاني: أن كثيرا من الأساليب التي تعتمد على التخيل كمخاطبة الأجزاء وتخيل الصور والخط الزمني ونحوها يذكرنا بما يستخدمه الأطباء النفسيين ونحوهم مع المرضى وأصحاب التوهمات من غير الأسوياء , كذلك المريض الذي يظن أن فوق رأسه جرة كبيرة يحافظ عليها من السقوط , فكان شفائه على يد طبيب كسر جرة خلفه وأوهمه بأنها هي التي كانت فوق رأسه , ونحو هذا من القصص التي تعتمد على مقاومة التخيل بتخيل ومجارات المريض نوعا ما حتى يتخلص من عقدته ,
وهذا كما ترى ان كان يصلح مع المرضى فأن اعتماده كوسيلة مع الأسوياء خطأ بلا شك , فليس ما يصلح للمرضى وغير الأسوياء نفسيا يصلح للأصحاء , بل هذا يعرضهم في الحقيقة الى الدخول في حالة نفسية وسلوكية غير طبيعية.
..
4. التنويم المغناطيسي:
يكثر في علم البرمجة استعمال التنويم المغناطيسي , فما هو؟ وما حكمه؟
في الحقيقة ان كثيرا من الباحثين وقفوا عاجزين عن تفسير أو تعريف التنويم
المغناطيسي , وهذه مقالة أخذتها من أحد الواقع المتخصصة على الأنترنت , تقول الدكتورة منى كريم وهي رائدة علم البايوجيومتري مع زوجها إبراهيم كريم:
متحدثة عن ظاهرة التنويم: (ومن حالات الوعي المتغايرة نستعرض حالة التنويم , هذه الحالة التي تعجز الأكاديميات العلمية تحديد تعريف لها.
أن هذه الحالة تستطيع أن تتحكم بالأنسان فباستطاعتها أن تجعله يهلوس ,
يحمل الأثقال , .. ألخ , فكيف استطاع التنويم فعل هذا بالأنسان , يقول العلماء
بأن الربط بين هذه الظواهر هو نتيجة لمجموعة غريبة من الظروف التاريخية. في
¥