1 - لم تكن الموسوعة موسوعة للفقه الاسلامي بجميع مذاهبه واتجاهاته، فقد تحددت مساحة البحث فيها بالتراث الفقهي للمذاهب الاسلامية الاربعة المعروفة متجاهلة لاءي سبب كان ما تملكه المذاهب الفقهية الاخرى من رصيد وتراث فقهي، ونقصد بالتحديد الفقه الامامي على ما يتمتع به من خزين علمي هائل، ومادة فقهية غزيرة تحمل من عناصر الاصالة والعمق والشمول مالا يمكن تجاهل نظرياته وآرائه الغنية. الامر الذي قلل من المستوى العلمي لمحتوى الموسوعة .. على ان هذا الاقصاء للفقه الامامي خطوة لا تنسجم والاهداف التي من اجلها كانت الموسوعة كاحياء التراث الفقهي وترشيحه للدراسات الدولية الحقوقية! واخيرا، فان كان هذا يعد خسارة فهو خسارة للموسوعة لا للفقه الامامي.
2 - على الرغم من تفوق منهجية الموسوعة الكويتية على منهجية نظيرتها المصرية من حيث اعتمادها اسلوب عرض الاتجاهات الفقهية ومن حيث التقسيمات والعناوين الفرعية في كل بحث .. الا انه قد يلاحظ في بعض التقسيمات والعناوين الفرعية ضعفا من حيث التداخل او من حيث عدم الاستيعاب لجميع المادة وتقسيماتها، وهذا ما يظهر للمراجع لبحوث الموسوعة وتقسيماتها ومقارنتها بالمادة الفقهية في المصادر الاصلية، وقد جربنا ذلك في بعض بحوث الموسوعة ومصطلحاتها.
3 - حوت الموسوعة بعض البحوث غير الفقهية مثل: بحث الاجزاء، بحث اتحاد الحكم والسبب وغيرها من البحوث الاصولية التي مجال بحثها الملحق الاصولي الذي جاء ذكره في مقدمة الموسوعة، واغرب من ذلك ان اول عنوان في المجلد الاول من الموسوعة هو عنوان «ائمة» الذي ذكرت تحته اطلاقات هذا العنوان حيث يطلق على الفقهاء او ائمة الحديث او التفسير او الاصول .. مع انه لا علاقة لهذه الاطلاقات بالبحث الفقهي، ثم ترجع الموسوعة وفي مقام بيان الحكم الشرعي العنوان «ائمة» فتذكر ان المقلد مخير في اختيار اجتهادات احد الائمة من المذاهب!!
مع ان من الممكن جدا ارجاء هذا الحكم الى مصطلح «تقليد» مثلا ليتم بحثه مع سائر احكام تلك المادة.
4 - تطرقت الموسوعة لبعض العناوين غير المصطلحة في لغة الفقه والفقهاء كاصطلاح فقهي، مثل عنوان: «اثر» بمعنى ما يترتب على الشي ء في كتب الفقه كل مسالة في بابها او بمعنى بقية الشي ء مثل بقية النجاسة.
ومن الواضح ان المعنى الاول لا اثر فيه للباحث، كما ان المعنى الثاني لا يقصده المراجع بل يقصد عنوان «نجاسة» مثلا.
5 - من المفارقات التي يمكن ملاحظتها على الموسوعة التصريح في مقدمة الموسوعة بوجود مجموعة ملاحق في الاصول والمسائل المستحدثة وغريب لغة الفقه، الامر الذي لم يتحقق خلال الاجزاء المطبوعة، اذ ليس فيها الا ملحق التراجم، واكثر من ذلك وجود الاحالات في بعض الكلمات العنوانية الاصولية على الملحق الاصولي.
علامات فارقة بين الموسوعتين:
ينفرد كل جهد علمي عما يشاكله من الجهود بعدة مميزات وفوارق من حيث النقص والكمال .. وهذا ما تمليه الطبيعة البشرية وقابلياتها .. ومن هنا فان ثمة فوارق في هذا الصدد يمكن تسجيلها بين الموسوعتين:
1 - طبقت الموسوعة الكويتية كما تقدم اسلوب عرض «الاتجاهات الفقهية» في تعجيم المعلومات والبحوث، وهي طريقة معروفة وناجحة يمكن من خلالها تفادي تكرار الراي الفقهي مع دليله والقائل به، كما انها توصل القارى ء الى مواضع الخلاف او الوفاق او الراي المشهور فقهيا بسرعة ودقة. وهذا ما نجد عكسه في الموسوعة المصرية حيث اعتمدت طريقة عرض المسالة عند كل مذهب من المذاهب الثمانية، ولا يخفى ما تنطوي عليه هذه الطريقة من التكرار والزيادة.
كما انها لا تغني الباحث عن جهد مستانف لابد ان يقوم به في مقام كشف الاتجاهات والقائلين بها في المسالة المبحوثة. ومن مضاعفات ونتائج هذه الطريقة تحميل المذهب الواحد راي احد فقهائه المنقول عبارته في الموسوعة، كما تقدم توضيحه.
2 - امتازت الموسوعة المصرية بطريقة العرض المقارن للاراء الفقهية لدى جميع المذاهب حتى غير المشهورة منها، ولذا فان تسميتها بموسوعة الفقه الاسلامي المقارن امر يتطابق والغاية التي من اجلها دونت من جهة وبين واقعها ومسماها من جهة اخرى .. وان كانت قد لا تكون موفقة كثيرا في بلوغ هذه الغاية.
¥