تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 09 - 06, 03:08 م]ـ

هذا القول (هل سبقك أحد إلى هذا القول) هو صياغة أخرى لقوله تعالى: { ... ويتبع غير سبيل المؤمنين}، فهو مستند إلى دليل من القرآن، وقد جرى عليه عمل السلف كما قلتُ لك، فلماذا تكرر كلامك أنه غفل عنه الصحابة؟!

وهذا القول (هل سبقك أحد إلى هذا القول) هو ما يعبر عنه أهل العلم بالإجماع أو الاتفاق.

فمن ينكر الإجماع ينكر هذا القول، ومن يقول بالإجماع لا ينكر هذا القول.

ـ[نضال دويكات]ــــــــ[30 - 09 - 06, 03:18 م]ـ

قول الانسان في أي زمان ومكان إذا كان يستند الى الدليل الصحيح فهو الذي يعتد به سواء سبقه اليه احد او لم يسبقه اليه أحد من الناس وكلنا يعلم ان الشرع جاء باصول عامة وقواعد كليه تشمل كل المسائل حتى قيام الساعة وذلك من معاني قوله تعالى (اليوم اكملت لكم دينكم) فكل مسالة جديدة او قديمة لا بد ان يكون لها أصل في الدين فلا داعي ان نقول ان احدا سبق الى هذا القول او لم يسبق اليه أحد فهذا ليس حكما على المسالة وانما الحكم بالدليل اما قول سابق في المسالة فيستأنس به ويسترشد به

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 09 - 06, 04:57 م]ـ

إذا قال القائل قولا لم يسبق إليه فهذا دليل قاطع على أنه استند إلى وهم ولم يستند إلى دليل صحيح، فمن يقول مثلا: (إن الإمام مالكا ضعيف الحديث) نعلم يقينا أنه أخطأ بغير أن ننظر في أدلته على الإطلاق، ومن يقول: (إن جميع أحاديث البخاري لا تصح) نعلم قطعا أنه مبطل؛ ولا نحتاج أن ننظر في شبهته.

وليس النقاش في أن الشرع جاء بأصول عامة أو لا، فهذا لا إشكال فيه، وإنما الإشكال أن هذا الفهم المعين الذي يفهمه المتأخر من هذا النص أو ذاك إذا لم يكن مؤيدا بفهم السلف فهو فهم باطل، وهذا معنى قولنا (الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح)، وإلا فلكل من هب ودب أن يفهم ما شاء كما يشاء من أي نص شاء!

وإن المتتبع لتاريخ العلوم وخاصة الشرعية يجد هذا الأمر واضحا جليا، فمعظم الأخطاء العلمية سببها أن هذا المتأخر ظن أنه قد عرف ما غاب عن المتقدم! فيأتي أحد المعاصرين مثلا ويقول: (تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الفقه الإسلامي؛ كتاب الأم ليس للشافعي!!؛ بدليل أن فيه نصوصا من قول الربيع بن سليمان!!) فهذا الرجل أُتِي من جهله.

وكذلك كل من أتى بقول لم يسبق إليه فإنما أُتِيَ من جهله؛ لأنه ظن أنه أعقل من جميع العقلاء، وأنه فهم ما لم يفهموه، ووصل إلى ما لم يصلوا إليه!! وهذا في الحقيقة من أشد الحماقة!!

وما كتب التجديد والتنوير والمعاصرة المزعومة منكم ببعيد، فذاك يطلب أن نعيد النظر في فهم القرآن، وهذا ينادي بأن نعيد النظر في الفقه الإسلامي، وتلك تنادي ببناء فقه جديد مبني على المساواة العادلة بين الرجل والمرأة، إلى آخر تلك الترهات التي سببها الحقيقي الجهل المركب، مع الهوى الدفين.

والذي سيأتي بقول لم يُسْبَق إليه إما أن يستند في كلامه إلى أدلة أو لا

فإن لم يستند إلى أدلة فلا إشكال في رد كلامه.

وإن استند إلى أدلة، فنسأله: من أين حصل على هذه الأدلة؟

إما أن يقول: إنها لا توجد إلا عنده! وحينئذ فلا إشكال في رد كلامه

وإما أن يقول: إنها كانت موجودة في كتب أهل العلم ولكنهم أخطئوا في فهمها

فنقول: فإذا كان جائزا أن يخطئوا جميعا في فهمها فلأن يجوز أن يخطئوا في ذكرها من باب أولى، وهم لم يلتزموا حكايتها باللفظ، فلأن يجوز أن يخطئوا في حكايتها بالمعنى من باب أولى.

وليس قول القائل: إنهم جميعا أخطئوا في نقل النص بأولى من قول القائل: إنهم جميعا أخطئوا في فهم النص.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 09 - 06, 05:28 م]ـ

ألا يجب على الذي يتكلم في دين الله عز وجل أن يكون على علم؟!

وهل يقدر على تحصيل هذا العلم بغير كتب؟

وإذا جاء الطالب ليدرس فنا من الفنون كفن النحو مثلا، ودرس مختصرا من المختصرات ثم انتقل إلى أوسع منه، ثم انتقل إلى أكبر منه، ثم نظر في المطولات، فهل يحصل عنده ثقة ببعض المعلومات التي حصلها؟ أم يظل في شك أن يكون كل ما قرأه باطلا؟!

فإذا قلنا يجوز لك أن تقول قولا لم تسبق إليه، فهذا القول إما أن يكون حقا وإما أن يكون باطلا، فإن كان باطلا فلا إشكال في ذلك.

وإن كان حقا فهذا يعني أنه يحتمل أن يكون كل ما قرأه هذا الطالب وحصله باطلا؛ لأنه يجوز - بناء على ذلك - أن يكون الحق لم يأت بعد.

وإذا أراد الإنسان أن يعرف تفسير آية من كتاب الله عز وجل، فنظر في جميع التفاسير مثلا فوجدها متفقة على معنى من المعاني، فإذا أراد إنسان بعد ذلك أن يفسر الآية بما لم يسبق إليه فإما أن يكون تفسيره هذا باطلا وحينئذ لا إشكال، وإما أن يكون تفسيره حقا، وحينئذ لا تحصل ثقة القارئ إذا نظر في نحو مائة تفسير!! ويظل في شك أنه لم يعرف مراد الله عز وجل من هذه الآية لاحتمال أن القول الصحيح بخلاف هذه التفاسير جميعا؟!

والأخ نصر الدين استدل بقوله تعالى: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}، فنقول له:

ما معنى (هاتوا)؟ وكيف تثق أن هذا المعنى صحيح؟ وإذا جاءك من يخالفك في هذا المعنى فكيف ترد عليه؟

وما معنى (برهان)؟ وكيف عرفتَ هذا المعنى؟ وكيف تيقنتَ أنه المعنى الصحيح؟

وإذا جاءك من يقول: بل معناه (هاتوا قول من سبقكم إن كنتم صادقين؟) فماذا ستقول له؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير