تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن غرائب ما قرأت في هذه المناقشات قول القائل: إن علة الحكم في الحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنا أمة أمية .. )) وأن الأمة أصبحت تكتب بعد أن لم تكن تكتب، وأن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما .. إلى اخر ماقال قائله ونقله ناقله

نعم ,,,والخير كل الخير فى فهم السلف للحديث ,,,,وفى عصر ابن تيمية وغيره من العلماء كانت الأمة تكتب ولم يفهموا هذا المعنى ,,اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

كل ما تقدم يرده قول العلامة ابن دقيق العيد في شرحه على العمدة 3/ 327: ( ... وأما اذا دلّ الحساب على أن الهلال قد طلع من الأفق على وجه يرى لولا وجود المانع كالغيم مثلا فهذا يقتضي الوجوب لوجود السبب الشرعي وليس حقيقة الرؤية بشرط في اللزوم ... ).

وقول العلامة مصطفى الزرقا - رحمه الله رحمة واسعة - في بحث شهير له: (إن الفرق الذي بينه العلامة القرافي بين السبب الشرعي للصلوات والصيام، ودعواه أن السبب الشرعي لوجوب الصيام هو رؤية الهلال، وليس دخول الشهر كما في الصلوات التي أسبابها دخول أوقاتها، هذه الدعوى منه - رحمه الله - لا يسلم له بها، فلا فرق أصلا بين الصيام والصلوات في أن أسبابها دخول الوقت: أي دخول الأوقات الخمسة في الصلوات، وحلول رمضان في الصيام.

ورؤية الهلال ليست سببا شرعيا للصيام أو للفطر وإلا لانتفى وجوب الصيام إذا غم الهلال على قطر بكامله، ولو أتم أهله شعبان ثلاثين، لأن سبب الصيام الشرعي لم يوجد وهو رؤية الهلال، فكيف يثبت المسبب قبل سببه.

فقول الرسول: " فإن غم عليكم فأتموا العدة ثلاثين " ينقض قول القرافي بأن سبب وجوب الصيام هو رؤية الهلال، فإن إيجاب الصيام بإتمام عدة الشهر ثلاثين ولو استمر الهلال مغموما علينا معناه أن العبرة للتيقن بحلول الشهر الجديد لأن الشهر القمري لا يكون أكثر من ثلاثين يوما، فإذا أكملناها فقد علمنا بحلول الشهر الجديد ولو لم نر الهلال.

فليست الرؤية هي السبب الشرعي، بل حلول الشهر، فالتفريق من هذه الناحية تفريق وتعليل وهمي.

على أن قوله تعالى: فمن شهد منكم الشهر فليصمه - وشهود الشهر هنا معناه الحضور لا المشاهدة، أي يكون الإنسان حاضرا في الشهر غير مسافر - إن قوله تعالى هذا هو كالصريح في أن السبب الشرعي للصيام هو حلول الشهر، وليس رؤية الهلال.

وليست الرؤية التي قد تتحقق - وقد يحول دونها حائل - سوى علامة و وسيلة للتحقق من حلول الشهر كما في سائر أوقات الصلاة دون فرق.

وما يوجد من وسائل حسابية أو آلية قديمة أو جديدة إذا سلمت من الخلل وانتفى عنها الشك وأورثت اليقين فهي مقبولة في جميع الأحكام: في الصلوات والصيام والإفطار والحج بلا تمييز، لأن العبرة إنما هي للتحقق من دخول الوقت الذي هو السبب الشرعي فيها جميعا)

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 10 - 06, 05:42 ص]ـ

.. مما لا شك فيه عندي أن قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمنا الله وإياه: ((والمعتمد على الحساب في الهلال كما أنه ضال في الشريعة مبتدع في الدين، .. )) مجموع الفتاوى 25/ 207 لاشك أن هذا القول هو عين الصواب في هذه المسألة ...

قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في رسالته الهلالية صـ 103 - 105 من طبعة الحازمي: ( .. ... َلِهَذَا مَا زَالَ الْعُلَمَاءُ يَعُدُّونَ مَنْ خَرَجَ إلَى ذَلِكَ قَدْ أَدْخَلَ فِي الْإِسْلَامِ مَا لَيْسَ مِنْهُ فَيُقَابِلُونَ هَذِهِ الْأَقْوَالَ بِالْإِنْكَارِ الَّذِي يُقَابَلُ بِهِ أَهْلُ الْبِدَعِ وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ ابْتَدَعُوا فِيهِ مَا يُشْبِهُ بِدَعَ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالصَّابِئَةِ أَنْوَاعٌ: قَوْمٌ مُنْتَسِبَةٌ إلَى الشِّيعَةِ مِنْ الإسماعيلية وَغَيْرِهِمْ. يَقُولُونَ بِالْعَدَدِ دُونَ الرُّؤْيَةِ. وَمَبْدَأُ خُرُوجِ هَذِهِ الْبِدْعَةِ مِنْ الْكُوفَةِ. فَمِنْهُمْ مَنْ يَعْتَمِدُ عَلَى جَدْوَلٍ يَزْعُمُونَ أَنَّ جَعْفَرًا الصَّادِقَ دَفَعَهُ إلَيْهِمْ وَلَمْ يَأْتِ بِهِ إلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَلَا يَخْتَلِفُ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ مِنْ الشِّيعَةِ وَغَيْرِهِمْ أَنَّ هَذَا كَذِبٌ مُخْتَلَقٌ عَلَى جَعْفَرٍ اخْتَلَقَهُ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا. وَقَدْ ثَبَتَ بِالنَّقْلِ الْمَرْضِيِّ عَنْ جَعْفَرٍ وَعَامَّةِ أَئِمَّةِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير