تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الفريق الرابع اشترط للدخول في الشهر والخروج منه الرؤية البصرية حتى لو كانت ولادة الهلال قبل الغروب بقليل غير ملتفت إلى نزاع الفلكيين حول إمكان رؤية الهلال والتي اشترطها الفريق الثالث ولكن هذا الفريق اشترط شرطا آخر وهو أن لاتقبل شهادة من قال برؤية الهلال متى كانت ولادته بعد الغروب لاستحالة الرؤية بالعين الباصرة وحجة هذا الفريق أن قدرة الله لايمكن حصرها وربما يؤتي أحدا من خلقه قدرة بصرية نافذة تستطيع أن ترى الهلال ولو كانت ولادته قبل الغروب بقليل جدا. أما حجتهم في عدم قبول الشهادة إذا كانت الولادة بعد الغروب فهي استحالة الرؤية. والشخص الذي رأى الهلال متوهم أو كاذب.

من خلال ماسبق يظهر لي أن الفريق الثالث اختلف اختلافا كبيرا ويستحيل إجماعه على رأي واحد ووقع في تناقض كبير في محاولته للجمع بين النصوص الشرعية والحساب الفلكي).

وقال: (أما الفريق الرابع الذي يرى أنه إذا نفى الحساب إمكان الرؤية، وقال: إنها غير ممكنة، لأن الهلال لم يولد أصلا في أي مكان من العالم الإسلامي كان الواجب ألا تقبل شهادة الشهود بحال؛ لأن الواقع الذي أثبته العلم الرياضي القطعي يكذبهم.

ونسأل هذا الفريق عن الحساب الذي ينفي هذه الشهادة هل هو الحساب المختلف اختلافا كبيرا على إمكان الرؤية واشترط لها شروطا لم يتفق عليها العلماء وأحال إمكان الرؤية من اليقين إلى الظن) ا. هـ

فصل

وقال د. محمد بخيت المالكي - دكتوراه في الفلك من جامعة جلاسكو- في بحثه " ملاحظات على أسباب الاختلاف بين الرؤية الشرعية والحساب الفلكي لهلال الشهر الإسلامي ":

(3 - اعتماد الاقتران: وهو التعريف العلمي (الغربي) للشهر القمري، بأن يكون المدة بين كل اقترانيين للقمر مع الشمس، وهذه تكون تارة بعد (30 يوما) وأخرى بعد (29) وقد يتوالى شهران أو ثلاثة على وتيرة واحدة (30 أو 29). وتقوم هذه الطريقة على أن لحظة الاقتران لحظة كونية لجميع أهل الأرض وغيرهم - وهذا يعتمد على حساب موقع القمر الحقيقي ويُهمل أثر الغلاف الجوي -، فيعتبر أن ما قبل الولادة يكون القمر محاقا وبعدها يولد القمر ليصبح هلالا. فإذا حدث الاقتران قبل غروب الشمس - والبعض يجعله قبل منتصف الليل- في مكان مرجعي (كمكة المكرمة عند المسلمين، وبعضهم يجعل المكان غرينتش باعتباره مرجع التوقيت العالمي أو لأسباب سياسية) يكون اليوم التالي هو أول أيام الشهر أما إذا حدث الاقتران بعد الغروب - أو منتصف الليل- فيكون اليوم التالي هو المتمم للشهر الحالي. وتقويم أم القرى يدور حول هذا المفهوم. وهذا التعريف هو الأكثر انتشارا بين الحاسبين المسلمين وعليه اعتراضات علمية وشرعية منها:

أولا: أنه وبالرغم من عدم اعتبار الحساب شرعا، إلا أنه لوضع تقويم للمسلمين، يظل من المهم التقرب من التعريف الشرعي وذلك بعمل حساب الرؤية وإمكانياتها، وهذا التعريف لا يهتم بذلك.

ثانيا: القول بأن الاقتران لحظة كونية، ليس دقيقا. فتعريف الاقتران: هو أن تكون مراكز الأرض والقمر والشمس في المستوى نفسه ويكون القمر بين الأرض والشمس، فإذا كانت على استقامة خط واحد عندها يحدث الكسوف الكلي للشمس، وهذا ما يسمى بلحظة الاقتران المشاهدة (لأننا نشعر بها برؤية الكسوف). لكن، في حالة الاقتران المثالية هذه (الاقتران المشاهد) فإنه لا يُرى هذا الاقتران في أنحاء الأرض المقابلة لهذا الوضع. ولنأخذ المثال التالي:

في 12/ 11/1985م حدث كسوف كلى، وكان مشاهدا في القطب الجنوبي وجزء من أمريكا الجنوبية - ومعنى أنه كسوف كلى أن القمر سيعبر أمام الشمس ويحدث اقتران -، وكانت ظروف هذا الكسوف بتوقيت المملكة العربية السعودية كما يلي: بدأ الكسوف الجزئي 3:08، وبدأ الكسوف الكلى في 4:50 وأصبح في المنتصف (أكبر ما يمكن) في5:10، وكانت نهاية الكسوف الكلى عند 5:30، والكسوف الجزئي عند 7:12. فإذا علمنا أن الشمس تغرب في أنحاء المملكة في ذلك الوقت من السنة حوالي السادسة مساءً، فهذا يعني أن الكسوف بدأ وكاد أن ينتهي ولم نشعر به في المملكة. السبب أنه عند الكسوف يكون القمر منطقة ظل كدائرة على الأرض بقطر يتراوح 270كم تقريبا وفي هذه المنطقة تُرى الشمس كاسفة كليةً، ومنطقة شبه ظل تحيط بالأولى بقطر يتراوح بين 3000 - 5000 كم ويُرى فيها كسوف جزئي للشمس. وبسبب دوران

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير