تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأرض حول محورها تتحرك الدائرتان مكونتين منطقة كبيرة ذات شكل أقرب للمستطيل يشاهد فيها الكسوف في أوقات مختلفة من اليوم. إذن في لحظة الاقتران الكونية المذكورة سابقا سيكون لدينا منطقة لا تُرى فيها الشمس (بقطر 270 كم) وحولها أخرى تكون الشمس مكسوفة جزئيا (بقطر يتراوح بين 3000 - 5000 كم) وخارجهما لا يُشعر بأي تغير في الشمس، وهذا أمر مشاهد ومعروف. فتكون لحظة الاقتران الكونية المشاهدة -كما عرفناها سابقا- غير مشاهدة في جميع أنحاء الأرض، ومن باب أولى فإن الاقتران إذا حدث ولم يكن القمر على استقامة الأرض والشمس، فلن يكون لحظة كونية تحدث لجميع الأرض.

ومكمن الخلط أننا تعاملنا مع الأرض كنقطة، في حين أنها تقريبا كروية الشكل بنصف قطر 6400 كم تقريبا، وهذا يُكون اختلافا في المنظر للسماء حيث أننا نحسب لموقع (المركز) لكننا ننظر من مكان آخر (موقع الرصد)، إذاً فالاقتران لحظة كونية بالنسبة لمركز الأرض، لكنه لحظة محلية للراصد. إذ أن ما سيراه راصد على سطح الأرض يقع على استقامة مركز الأرض والقمر والشمس - وهو مكان واحد فقط -، لن يراه راصد في مكان آخر اقترانا، بل سيرى - إن تمكن من الرؤية لصعوبة ذلك بسبب إضاءة الشمس الشديدة- القمر بعيدا عن الشمس بحد يصل إلى حوالي النصف درجة، أي يمكن أن يرى هلالاً والشمس كاسفة كليا في مكان آخر.

وكختام للمسألة فإن اعتماد مركز الأرض كمرجع للحساب مناسب لإصدار تقاويم للعالم أجمع، لكن إذا أردنا أن نقارن الحساب بالرؤية أو أن نقارب مفهوم الشريعة للشهر فهو تعريف خاطئ.

ثالثاً: هناك من لا يستخدم تعريف الاقتران فقط، بل يزيد عليه عمراً معيناً للقمر الوليد -وحسب آخر الأبحاث فإن أقل عمر رُصد عند الغرب هو (14.5) ساعة ( Explanatory (Supplement 1992. p590، بعد الاقتران الكوني. لكن لدينا من مشاهدات الرائين للهلال بالمملكة ما هو أقل من ذلك.

وهنا من المناسب أن نجيب على سؤال مهم، وهو: هل القمر عند الولادة يختفي ضوءه تماما؟. وهذا شعور عام عند الناس وعند بعض الحاسبين. وللأسف هذا التصور خاطئ إذا عمم، وهو موجود حتى في أشهر المراجع ( Smart) 1977, 168، ولننظر لشرح ذلك إلى الحالة التالية:

تدور الأرض حول الشمس في مستوى دائرة البروج، ومدار القمر يكون حول الأرض في مستوى يميل عن دائرة البروج بخمس درجات تقريبا، ويلتقي مع دائرة البروج في العقدتين، ولهاتين العقدتين دورة تلفّ خلالها حول الأرض كل 18.61 سنة، فإذا كان القمر قريبا من العقدة وبين الشمس والأرض حدث الكسوف -وليس بالضرورة أن يكون في العقدة تماما حيث أن القمر والشمس ذواتا أحجام وليسا نقطتين-. والذي يهمنا هنا، هو الوقت الذي يكون القمر يبعد بزاوية قائمة عن العقدة، أي أنه في أعلى نقطة في مستوى مداره حول الأرض. فيكون بارتفاع خمس درجات عن مستوى دوران الأرض حول الشمس (مستوى دائرة البروج)، فلو كان القمر في هذه اللحظة في موقع اقتران مع الشمس، فإن أي موقع تغرب فيه الشمس في هذه اللحظة سيرى الراصد فيه الشمس تغرب وفوقها القمر على بعد يصل إلى خمس درجات، بل وسيرى جزءا مضيئا من القمر يصل إلى (0.01 من القمر) ويكون شديد الإضاءة لقربه من الشمس، مع ملاحظة أن الشمس تضيء الجزء العمودي على الخط الواصل بين مركزها ومركز القمر، وكذلك الراصد يرى الجزء العمودي على الخط الواصل بين الراصد ومركز القمر. إن هناك أربع درجات ونصف الدرجة تقريبا بين هذين الخطين العموديين، مما يُؤدي لظهور جزء مضيء من القمر للراصد -والسبب أنها ليست خمس درجات هو أننا ننظر من سطح الأرض وليس من مركزها -.

إذا فضوء القمر لا يختفي كليةً عند ولادته إذا لم يكن هناك كسوف شمسي على المنطقة المشاهد منها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير