تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يعلم الشريعة آثراً و متعبدا لا يمكن ان يستفيد من علم الأصول لأنه حتى الصبيان يستطيعون القول بأن المشقه تجلب التيسير و يستغرقون في ذلك مع أنه هناك نصوص كثيرة ومواضع كثيرة لا يمكن فيها التيسير بسبب المشقة بل أن المشقة نفسها تكون طبيعة في تلك المواضع كالجهاد و كالحج فالمشقة طبيعة فيها حتى أن الصحابة كانوا يحملون صبيانهم و يأمرونهم برمي الجمار ولا يرمونها عنهم لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصف الحج والعمرة بأنها قتال لا شوكة فيه وجعلها " جهاد على النساء " و ليس كل مشقة مذمومه ولهذا قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من صلى البردين دخل الجنة و مدح قيام الليل والرجل ينضح وجه زوجته بالماء وهي تنضح وجهه لقيام الليل و قال ان الله يضحك لمن يقبل في الصف الاول فلا يلتفت حتى يقتل! فأين الدعوة الى التيسير هنا؟ و قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الصبر على قدر المؤونه و غير ذلك فكم من مشقة لو تركها صاحبها لأفلس وكان من الخاسرين!!!.

نعود الى سؤالك:

الذين أصلوا علم الاصول بثوبه الذي يتداوله فيه طلبة العلم اليوم هم غالبا ليسوا من أهل الحديث ولكنهم من اهل الكلام فاول من اسس و الف في هذا العلم صاحب الورقات الجويني و ان كتب الشافعي في هذا الباب كما في الرساله و لكنه لم يتكلم لا عن مجاز و لا عن لفظ بل تكلم عن امور عامة كالعموم والخصوص والاستحسان والقياس و المراسيل و عمل الصاحب و الجمع بين الادلة و تقييد العام و الناسخ و المنسوخ و مراتب السنة مع القران وغير ذلك لكنه لم يدخل في مثل هذه الأشياء من تفريق بين الحقيقة والمجاز و الكلام عن النص و الظاهر و غير ذلك. و تلخيص المشكلة يكمن في أن هناك من أهل اللغة من يمتهن التأصيل في علم الأصول على قلة ورع و معرفة بالسنة و الكتاب لمجرد أنه لغوي حتى ذكر الشاطبي في الموافقات نماذج من هؤلاء و كيفية استشهادهم باللغة في كل مسألة دون الرجوع الى نص شرعي فقد ذكر أن بعض اهل اللغة سأله فقيه فقال: لو سهى المصلي في سجدتي السهو! فهل يسجد السهو فقال اللغوي: لا! لأن التصغير لا يقبل التصغير! , ثم ذكر عن أهل الحساب مثل ذلك واستشهادهم بقوله تعالى " فاسأل العادين "!.

بناءا على ما علمت آنفا فإن المتكلم عن " الظاهر " تكلم عنه من منظور ما يفهمه هو لمعنى لفظة " الظاهر " عندما تطلق على كلام من الوحيين و اهل الكلام غالبا لا يرون ظاهر الحديث حجة على باطنه! ولهذا كما نقل الاخوان من تعاريفهم للظاهر قالوا: والظاهر هو اللفظ الذي يفيد معنى مع احتماله معنى آخر احتمالا مرجوحا. و قبلها وصفوا النص بأنه اللفظ الذي لا يحتمل الا معنى واحد! وهذا كلام غريب و يدعو للتساؤل؟؟؟

أليس كل لفظ له ظاهر؟ لأن كل انسان مثلا له هيئة خارجيه قبل أن تتكلم عن نيته أو ما ينصه بين جنبيه فالظاهر كذلك هو الهيئة الخارجيه الواضحه لكل لفظ مفهوم. فكيف يكون هناك نص " أي لفظ " لا يحتمل الا معنى واحد مع أنه يجب ان يكون له ظاهر و إذا كان له ظاهر وجب ان يكون له أكثر من احتمال - حسب تعريفهم -؟!!

فكيف يكون لدينا نص بلا ظاهر كي يكون لدينا لفظ لا يحتمل الا معنى واحدا ً؟؟؟

عند هذه النقطه وجب عليك أن تفهم رحمك الله أن النص قد يرادف الظاهر فيكون النص و الظاهر لا يحتملان الا معنى واحدا ً و على هذا يبطل قولهم بأن الظاهر يجب ان يكون له احتمالان فإن أبوا ذلك لزمهم القول بوجود نصوص ليس لها ظاهر و هذا لا يقول به عاقل فضلا عن أصولي أو فقيه!!!.

و نفصل الأمر.

تطلق كلمة " نص " على الجزم على شئ ما أو بمعنى ما بتعبير ما , كقولك نص أحمد في ما رواه عنه بكر بن محمد عن ابيه: الحق فيمن ذهب الى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم " لا يقتل مؤمن بكافر ". فهذا نص على المعنى وليس نص على اللفظ و نص اللفظ كما في حديث البراء بن عازب في حديث ذكر النوم: قلت ورسولك الذي ارسلت قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (لا , ونبيك الذي أرسلت) فنص على لفظة " نبي ". قال في القاموس المحيط:والنَّصُّ: الا سْنَادُ إلى الرئيسِ الأكْبَرِ والتَّوْقيفُ والتَّعْيينُ على شيءٍ ما و قال في مختار الصحاح: نَصَّ الحديث إلى فلان رفعه إليه و نَصُّ كل شيء منتهاه وفي حديث علي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير